البشير: ايران سعت لترويج التشيع في السودان والحوار الوطني وصل نهاياته
الخرطوم 31 يناير 2016- قدم الرئيس السوداني عمر البشير، سببا إضافيا لتوتر العلاقات بين بلاده وإيران، وهو مسعاها لنشر المذهب الشيعي في السودان، وبرر قراره الأخير بفتح الحدود مع دولة جنوب السودان، برغبته في مساعدة الشعب هناك بعد معاناته من المجاعة،قبل أن يقطع بعدم الموافقة على عقد ملتقى تحضيري سيما وأن الحوار الداخلي بلغ “نهاياته”.
وقال البشير في مقابلة مع “فرانس 24″على هامش قمة الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، الأحد، إن البعض كان يضخم مستوى العلاقة بين السودان وإيران، قبل أن يقر بأنها كانت جيدة إلى أن اكتشفت حكومته تبني الإيرانيين لعمليات تشيع في السودان.
وأضاف ” نحن لانعرف الشيعة، وكلنا سنة.. لدينا مشاكل وصراعات تكفينا ولا نقبل أدخال عنصر جديد للصراع في داخل المجتمع السوداني” في إشارة إلى الاقتتال المذهبي. وتابع “لذلك تم إغلاق المكاتب الثقافية الإيرانية”.
وقرر السودان قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران ، وأمر البعثة في الخرطوم بمغادرة البلاد، تضامنا مع المملكة العربية السعودية بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لهجمات من محتجين غاضبين على إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر.
و قال البشير ان مشاركة السودان في عاصة الحزم ليست موجهة ضد ايران وإنما تجيء في إطار مساندة حكومته للشرعية في اليمن ورفض السودان لآي تهديد لأمن المملكة العربية السعودية .
وشارك السودان في تحالف عربي من عشرة دول بزعامة المملكة السعودية،خاضت حربا ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، وأرسلت الخرطوم قوات تشارك حاليا في العمليات على الأرض هناك.
وبشأن قراره الأخير الخاص بفتح الحدود مع دولة جنوب السودان، قال البشير إن الخطوة استلزمها مساعدة الشعب في تلك الدولة على مواجهة خطر المجاعة التي ضربت المنطقة، لافتا الى تواجد مايقرب من مليون مواطن من جنوب السودان يعيشون حاليا على الأراضي السودانية كمواطنين، لافتا الى ان المصاعب التي تعترض طريق الدولتين في اتجاه التطبيع لم يتم تجاوزها كليا.
ورحبت جوبا بقرار الرئيس السوداني بفتح الحدود المشتركة بين الدولتين، وقالت أنه سيؤدي الى معالجة بقية القضايا والملفات العالقة بين البلدين.
وكانت السلطات السودانية وجهت بإغلاق الحدود المشتركة مع جنوب السودان في أعقاب انفصال الأخيرة، مما قاد إلى مضاعفة معاناة سكان الولايات المتاخمة للسودان وهي “أعالي النيل والوحدة وغرب بحر الغزال وشمال بحر الغزال ووارب”.
واشترط السودان فتح حدوده مع جنوب السودان، بطرد جوبا متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال الذين تقول الخرطوم أن حكومة جنوب السودان تقوم بإيوائهم لمحاربة الحكومة السودانية.
وفي مايخص مبادرة الحوار الوطني ،قال البشير إنها تمضي “بشكل جيد جدا بشهادة كل المراقبين” ، مشيرا الى ان اللجان الست تعكف حاليا على التقرير النهائي لمخرجات الحوار، وتوقع إكماله خلال أسبوعين وإبراز الوثيقة النهائية.
وقطع الرئيس السوداني بعدم موافقته على عقد لقاء تحضيري في الخارج كما تطالب قوى المعارضة ، وقال “الحوار سوداني- سوداني، ولايوجد مؤتمر تحضيري، نحن وصلنا في الحوار للنهايات كيف نكون في النهاية ويتحدث الناس عن تحضيري”.