Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الحوار النوبي – النوبي حوار للإلهاء والإلتفاف ودس السم في الدسم!!!!

بقلم مبارك أردول*

لقد ملأت صفحات الأسافير هذه الأيام مجدداً مسالة تسمى الحوار النوبي – النوبي بين من نصبوا أنفسهم وأطلقوا عليها مثقفي النوبة، هذه الدعوات خرجت من مطابخ النظام النتنة والتي لا تنتج سوى هذه الطبخات النيئة التي تسسم من يلقفها ويحسبها طعاما، التاريخ يعيد نفسه ويكرر أحداثه وشخصياته، فقائمة لجنة هذا الحوار تحوي نفس المجموعة التي إجتمعت في كمبالا وأقامت مؤتمر – ضرار – للتشويش على مسار المفاوضات في عام 2003م أيام نيفاشا، هذه المجموعة رسم لها خطاً موازياً لما يقدمه وفد الحركة الشعبية المفاوض في كينيا بقيادة دكتور جون قرنق، حيث كان المطلب أنذاك أن يمنح حق تقرير المصير لمنطقة جبال النوبة والنيل الأزرق، حسبما جاء في توصيات مؤتمر كل النوبة الأول في كاودا وغيره، رفض هؤلاء هذه المطالب بل كل ما تقدمت به الحركة الشعبية بإعتبارها رؤيتها لحسم الصراع في المنطقة وتحقيق للسلام، لم تكن لهذه المجموعة أي رؤية محددة لكيفية تحقيق الحقوق وإحلال السلام، بل كان العمل كله منصب على الرفض والتشويش لمواقف الحركة الشعبية التفاوضية ورؤيتها في طاولة المفاوضات، حيث حشدهم النظام في ورشة – ضرار – في كمبالا وأتى ببعضهم فكانوا أكثر من الخمسين فرداً يتقدمهم ( سليمان رحال – كبشور كوكو – محمد مركزو – مكي على بلايل – ..الخ) ومن خلفهم يقف آلن قولتي المبعوث البيرطاني، فقد أعابوا أمر حق تقرير المصير ورفضوه وقالوا نحن فقط نريد حكم زاتي بصلاحيات موسعة!!! ،، ولما حدث من ربكة في المفاوضات إضطرت الوساطة الي أن تحول مفاوضات المناطق الثلاث الي منطقة كارن بدلا من نيفاشا ليتوصلوا الي ما وصلوا اليه، بعد هذه التباينات في المواقف والأدوار التي نفذها هؤلاء لوفد علي عثمان بحذافيره، فخرجت برتوكولات المنطقتين بالصورة التي راءها الجميع. قامت نفس هذه المجموعة مجدداً ومن معها بكيل الإتهامات على الحركة الشعبية وإتهامها بأنها تسببت في ضعف المطالب للمنطقة وبيع نضال النوبة وو … الخ من المزايدات وأصبح تلفون كوكو ومن شايعه يرون الفيل ويطعنون في الظل بسلسلة مقالات في صحيفة الترابي طيلة فترة السلام والغرض من كل هذا شئ واحد وهو تصفية الحركة الشعبية في شمال السودان وإعدام وجودها وتسويف مطالب أهل المنطقة العادلة والقديمة، وهو نفس الشيء الذي طرحه تلفون من قبل في مؤتمر دبى حيث أقترح للحضور الاستسلام وعدم مواصلة الكفاح، ومرة آخرى ترشح ضد مرشحي الحركة الشعبية لتحقيق نفس الهدف هو وصديق منصور وغيره (ممن يتطاولون اليوم) لتشيت الأصوات وقطع الطريق أمام أي نصر يمكن أن تحرزه الحركة الشعبية لتتمكن من نيل الحقوق عن طريق الأغلبية الميكانيكية في البرلمان. الغريب في الأمر إن المجموعة التي كانت تصارع الحركة الشعبية في الداخل وتزايد عليها بالمشورة الشعبية ومطالب النوبة وغيره من الكلام المشروخ التي تطلقه، لم تستطع أن تتحدث عن هذه الحقوق بالفصاحة والبجاحة التي ظهرت في تفسير وتأويل المشورة الشعبية وغيرها من القضايا بعدما خلى لها الجو بخروج الحركة الشعبية من العملية السياسية وحظرها في الداخل، بل خرجت تبحث عنها في الخارج لتفتعل معها الصراعات والمعارك الجانبية بغية صرفها من المعركة الرئيسية مع النظام.

الجديد في الامر أيضاً إن نفس المجموعة التي ظل يستخدمها النظام كثيراً لتمرير مخططاته وإلتفافاته عادت للسطوح مجدداً، وصدق من قال “قديمك حمار أبوك” فتريد العودة للعب نفس الدور القذر اليوم ولكن بصحبة الأقلية الفارغة التي يقف خلفها تلفون – جلاب، وكذلك باسم النوبة للمتاجرة بهم وبقضيتهم، فأنظر عزيزي/تي القارئ/ئة أكرمك/كِ الله، أن للنوبة في سلك النظام هذه الكيانات المنوبنة فلجنة جبال النوبة بالمؤتمر الوطني يقودها نافع وكذلك لجنة أبناء النوبة بالحركة الإسلامية يتزعمها علي عثمان، إسألكم وإسألهم كل هذه الكيانات ماذا فعلت لجبال النوبة؟ وماذا تريد أن تفعل غير تمكين رؤساءها من خلق النفوذ والتمكن من مراكز القوة داخل النظام والتكسب والتبضع والمأكلة باسم جبال النوبة، وتنفيذ سياسة فرق تسد، فأنظر/ي الي هذا الخلط واللت والعجن!!!!

الأدوار التي يقوم بها هؤلاء الأشخاص هي أدوار غير حقيقية لا يعترف النظام بهذه الشخصيات ولا يضع لها وزناً لأنها إرتضت دوماً لعب هذا الدور الباهت، لذلك تأتي بهم متى ما شاءت أرادت ، فقد رأيتم كيف حشد النظام من يثق فيهم في حواره المزعوم تحت لافتة الخمسين شخصية قومية ولم يأتي بأحد من هؤلاء برغم من إن منهم أشخاص علقوا أحذية هذا النظام وتمرغوا في ترابهم وترابيهم، ولكن هيهات لا يعترفوا بهم ولا يحترموهم لا في الذين هم في صفوفهم النشطة ولا الفي الخاملة، لذلك خلقوا لهم هذه العجلة الملهاة لتدور في الطحن الدارش والإنتاج الفاسد.

وايضاً كان النظام يردد بأن الحركة الشعبية تستخدم أبناء المنطقتين ولا تتبنى قضاياهم في المفاوضات وأنها تتخذهم كمنصات للحرب وميدان للقتال وكيف أننا نكون منصة لتحقيق الحل لكل مشاكل السودان وإن رئيس وفد الحركة الشعبية ليس من المنطقتين وو … الخ، ولكن قد صمتوا وبهتوا عندما طرحت الحركة الشعبية مطلب الحكم الذاتي للمنطقتين في طاولة التفاوض، كرؤية لها لحسم الصراع في المنطقتين فأصبحوا ينظرون الي بعض – نظرة المغشي عليه الموت – لم يعلق أحد منهم سلباً أو إيجاباً حينها، لأنهم كومبارس الا منير شيخ الدين، الذي سيحفظ له التاريخ هذا الموقف النبيل، وصمت الباقيين غير الحقيقين ينتظرون الإذن ممن إبتعثهم وولي نعمتهم، فاكتفى أضعف الإيمان منهم بالتلويح فرحاً لوفد الحركة الشعبية بما طرحه، الا إن النظام قام بإبعادهم من وفده المفاوض بعدها لأن دورهم قد إنتهى وخافوا أن ينط أحدهم الشوك (الحظيرة) مثلما حدث بل لأن القضية أُخذت في الأساس للتكتيك والمناورة وليس كقضية جوهرية .

المفاوضات هذه المرة ليست كفاوضات نيفاشا فهذه مسنودة بقرار من مجلس الامن الدولي 2046 والذي حدد طرفين هما الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني فمن يجمعهم المؤتمر الوطني في اي منبر فهم لم ولن يكونوا في صالح الحركة الشعبية ولا يتوقع منهم تأييد موقفها التفاوضي، بل سيلتفون عنه والغرض يائس وهو إفراغ المطالب العادلة حول المنطقتين والقضايا القومية من جوهرها. فالنظام حشد هؤلاء ليفك بها عزلته والحصار المضروب عليه، ومهما تحدث الناس وإن صدقت نوايا بعضهم بأنهم يريدون مصلحة للمنطقة فعليهم أن يعلموا بأن كل شخص راكب قطار هذا الحوار للوصول به لمحطة محددة وسائق القطار هو البشير ووكلائه. فالحوار الذي أطلق مؤخراً باسم النوبة هو كما ذكرت إمتداد لسلسلة التخريب والتشويش التي إمتهنتها هذه المجموعات فكان أخرها مؤتمر أهل الملطشة والذي سمي زوراً بإسم أهل المصلحة في 2012م، فمثل هذه المؤتمرات لسنا في حاجة لها لأن الإثنية من أضعف الروابط بين البشرية في المجتمعات في العصر هذا، ولن تعد هي الرابط المتين بيننا بقدر ما يربطنا الآن هو البرنامج والرؤية والأهداف، فإثنية النوبة فيها حسين جبرالدار الذي كان يقود قوات الدعم السريع مع حميدتي لقتلنا في جبال النوبة وفيها محمد جرهام الذي كان مفتش عام الجيش وأحد مهندسي عمليات الصيف الحاسم وفيها احمد خميس احد قتلة النظام ومشرد أبناء جبال النوبة ومهندس التصفيات في الحربين الأولي والثانية وفيها محمد مركزو والطيب حسن بدوي وخميس كجو وعوض هجانة وفيها دنيال كودي وتابيتته التي رقصت أمام السفاح وروجت له ليترشح مجدداً ، وفيها أخيراً وليس آخراً من يتمايلون لإيقاعاتهم ناس الأقلية المزعجة، وأما الرؤية والبرنامج والأهداف جمعت بين القائد مالك عقار والقائد عبدالعزيز الحلو والقائد ياسر عرمان والقائد جقود والرفيق كرشوم ومن قبل جمعت بين الدكتور جون قرنق والقائد يوسف كوة فجعلتهم يقاتلون مع بعض جنباً الي جنب يواجهون كل الأخطار والمصاعب مع بعض يتألمون ويفرحون مع بعض، دلوني بربكم أي مصلحة وغاية وهدف يا صديق منصور تجمعني بالقائمة الأولي وتفرقني من القائمة الثانية؟؟؟؟ ومن قبل رفعت شعار” آمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ” وتاريخك أيضا معروف في المنطقة عندما كنت في السلطة آخرها التسبب في خلق فتنة بين أهلنا المسيرية وأبوجنوك.

ففي طرحنا نرى إن القضايا والمصالح تقوم ونطرحها على أساس المواطنة وليس على أساس الأثنية، فالنوبة في المنطقة يشاركهم الحوازمة والمسيرية والبرقو والفلاتة وغيرهم من القبائل، وتربطهم مصالح مشتركة ومصير مشترك بل وبينهم تصاهر وتزاوج فيما بينهم فأي حقوق سواءاً كانت سياسية أو ثقافية أو إقتصادية او إجتماعية أو تنموية…ألخ من حقوق يريدها النوبة لأنفسهم ويجتمعون لها فيجب أن لاتكون في معزل عن هؤلاء وإقصاءهم من محافلها إذا ما كانت هذه حقيقة دعوة من أجل الحقوق لأنكم جميعاً مهمشين – وفي الهواء سوا – وألا فنعتبر هذه الدعوة ما هي الا تنفيذاً لسياسة فرق تسد التي يعزفها النظام ويستمد إستمراريته منها في ظل سياسته الرامية بعدم مخاطبة مشاكل المنطقة وتهربه من مناقشتها وحلولها.

فالنظام عمل جاهداً لدفع الحركة الشعبية للقبول بتسوية على أساس المنطقتين فقط، ولا شيء سيتفاوض معها في الإطار القومي والشامل، لأنها حركة تنطلق من الاقاليم فلا يمكن لها وهي غير مؤهلة لمناقشة القضايا القومية، حسب رؤيتهم الإستعلائية، بل يعتبرون هذا تطاولاً، فكيف للحركة الشعبية التي رفضت مناقشة القضايا على أساس المنطقتين فقط وتمسكت بموقفها ودافعت عنه وخلقت حوله إجماع داخلي وخارجي كيف لها أن تاتي لتناقش وتحاور هؤلاء في إطار الإثنية والذي يعتبر مفهوما أضيق من المناطقية !!!، وكيف لنا أن نستبعد وقوف النظام خلف هذه الدعوة وهي مواعينه وديدنه ماركته المسجلة باسمه.

فالنظام لا يستطيع الظهور بشجاعة هكذا بوجهه للإجابة على تسؤلات أهل السودان عموماً واهل المنطقتين خصوصا لمعالجة قضاياهم في ظل حركة الوعي التي انتظمت في البلاد الا بالتحايل والإستهبال والإستغفال عبر هذه الواجهات المصطنعة والشخصيات التي تتلهف في موائدها لتنفيذ مخططه الرامي للإلتفاف على المطالب العادلة وتسويفها ولكنه يخطئ بتكرار طرقه المعهودة وشخصياته القديمة فنقول له عفواً (Old dogs cannot learn new tricks) الكلاب العجوزة لا تتعلم حيلة جديدة.

ففي ختام مقالتي هذه ولأربطكم مع قصص الحيل والألاعيب أحكى لكم هذه القصة التي وردت في قصص الأدب الإفريقي وتحت عنوان ” حقيبة نواميس الثعلب” فيحكى إن لبوة وثعلبة خرجا للصيد في مساء يوم بعد هطول الأمطار، إتفق الجميع بأن من يرى الفريسة في الأول فسوف تكون من نصيبه حتى ولو إصطاده الآخر، قدم هذا الإقتراح من الثعلبة لأنها تدري بأن قدراتها لا تسعفها أمام ملكة الغابة التي تتميز بالسرعة والمراوغة والقوة معا، المهم لم تكترث اللبوة لمقترح رفيقتها لأنها لا تشك في قدراتها البتة، تقدمتا قليلا يتمشون مع بعض فوقع عين اللبوة على غزال متوسط العمر ملئ القامة (ملتحم)، توقفتا في مشيتهما فقالت لرفيقتها الثعلبة: أنظري هناك، لم تستطيع الثعلبة أن تقول شئ لأنها إختارت أن تمشي بالقرب من اللبوة ومحازياً لها فحجبت عنها الإتجاه بقامتها التي تكبر عنها ، ولأن الغزال أصلا كان يقف عند إتجاه اللبوة، قالت اللبوة للثعلبة هيا بنا، فأسرعتا نحو الغزال واصطادته اللبوة بأول ضربة في عنقه، وقع الغزال في قبضة اللبوة وصحبتها الثعلبة، عادتا الي الحلة على الفور حيث يسكنا بالقرب من بعض، لم تكن الثعلبة مبسوطة لما حدث ولم تستطع أن تغير من الميثاق المتفق عليه فيما بينهما لخوفها من غضبة اللبوة، ولكنها لم تستسلم ابداً من خلق حيلة ماكرة للحصول على الفريسة من صاحبتها ورفيقتها، فالثعلبة بمكرها وتحايلها لم ترى الفريسة ولم تسبق اللبوة ولم تصطادها، ولكنها حبكت قصة سريعة بأنه تريد أن تسافر في نفس الليلة، أخبرت رفيقتها بذلك وقالت لها أن في سفرتها المفاجئة هذه تخشى على حقيبتها من الضياع حال غيابها من المنزل، فهي لا تثق في أطفالها الذين يحبون المشي والحوامة ويتركون المنزل عرضة للسارقين، طلبت من اللبوة أن تحتفظ لها بحقيبتها والتي تحوى أسراراً لأسرتها ونواميسهم المتوارثة ولمدة يوم واحد فقط أو قل ساعات لانه ستعود في الصباح الباكر، وسترسل أحد أبناءها لأخذها منها، طلبت من اللبوة أن تضع حقيبة النواميس هذه في مكان آمن للغاية في بيتها، لم ترفض اللبوة هذا الطلب وإعتبرته شئ بسيط وأقل ما يمكن أن تقدمه لجارتها الثعلبة، أسرعت الثعلبة الي منزلها وأخبرت أكبر أبناءها وطلبت منه أن يضعها في الحقيبة هذه ويغلقه في الداخل ويفتح منها مكان محدد ليساعدها في التنفس والخروج في أي وقت، ويأخذها الي بيت الأسد واللبوة ويضعها بالقرب من الدبنقا (اناء فخارى يستخدم لتخزين المحصولات).

في الإتجاه الأخر وصلت اللبوة المنزل وقطعت فريستها الي شرموط (لحم منشف) وتبلتها بالملح ليسهل لها تخزينه لأطول مدة، ووضعتها بالقرب من الدبنقا، حذرت الثعلبة إبنها بالمكان المحدد لوضع الحقيبة والمواعيد التي سيأخذها في الصباح الباكر الي البيت، ووعدته بشيه من لحم الغزال في الصباح الباكر، إلتزم الإبن بتوجيهات والدته وعشمه في لحم الغزال فأخذها في الي المكان المحدد، وردد لللبوة بأن هذه هي حقيبة النواميس التي إتفقتم عنها مع أمي، فدخل ووضعها في المكان حسب الوصية، في منتصف الليل خرجت الثعلبة وأكلت نصف اللحم المشرمط وأخذت النصف الباقي معها في الحقيبة، عاد إبن الثعلب في الصباح الباكر وأخذ الشنطة وقال للبوة بأن أمي قد عادت الي المنزل. في ذلكم اليوم قضت أسرت الثعلبة كل النهار في البيت يشون لحم الغزال ويستمعون الي أمهم وعن قصصها وحيلها في الحياة.

في الصباح فقدت اللبوة اللحم في الدبنقا وتضجر كل من في المنزل عن ما حدث، وهم يعرفون جميعاً بأن لا أحد يساور نفسه بأن ياتي في الليل ليسرق من منزل الملك، عرفت اللبوة من خلال أثر الأرجل بأن ذلك للثعلبة التي كانت متواجة في تلكم الحقيبة، وأكدت لها أحد القطط بأن الثعلبة عملت وليمة لبناءها من لحم الغزال وهي لم تصطاده يوم أمس، لم تظهر اللبوة غضبها عن ماحدث فأعلنت للجميع بأنها ذاهبة للصيد في نفس اليوم، وعادت بعد لحظات تحمل غزال أكبر من غزال أمس، وعملته شرموط ووضعته في الدبنقا مجدداً، قررت الثعلبة الإحتيال بنفس طريقة أمس فذهبت في زيارة للبوة وكررت نفس قصة السفر وقالت بأن لديها أشياء لم تستطع إنجازها في سفرة أمس وتريد أن تعود اليوم وطلبت منها الإحتفاظ بالحقيبة وشكرتها على ذلك، لم تظهر اللبوة أي ممانعة ووافقت على الفور لحديث الثعلبة.

في بداية الليل جاء الإبن بنفس حقيبة النواميس ووضعها في الدبنقا بنفس طريقة أمس وعاد يحدث نفسه بوليمة لحم الغزال في صباح الغد، في منتصف الليل طلبت اللبوة من أحد أبناءها أن ياتي لها بحقيبة النواميس هذه بالقرب منها، وذلك بعد وضعت سلك المنصاص المعدني في النار فحمي حتى أحمر لونه، بدأت في ثقب الشنطة بسلك المنصاص المحمي في النار في إتجاه الخلف حيث دبر الثعلبة، كررت العملية مرة ومرتين وسط ذهول أبناءها وملك الغابة عن مايدور، تألمت الثعلبة في الداخل وتحرقت دبرها بالكامل وعرفت بأن حيلتها قد اكتشفت هذه المرة فخرجت هاربة نحو منزلها تبكي مما حدث لها من شوا في دبرها، وأصبحت تتذكره في كل وقت بدت فيه الغزلان على الافق…. فسلك المنصاص محمى عندنا هذه المرة وغزالنا موجود.

*الناطق باسم الوفد المفاوض للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *