اعتقال 4 من قيادات (الإصلاح الآن) إثناء مخاطبات جماهيرية في الخرطوم
الخرطوم 3 سبتمبر 2015 ـ قالت حركة “الإصلاح الآن” بقيادة غازي صلاح الدين العتباني، إن السلطات الأمنية اعتقلت، الخميس، 4 من قياداتها أثناء شروعهم في مخاطبات جماهيرية بمحطة المواصلات الرئيسية وسط العاصمة الخرطوم.
ووصل عدد من قيادات وعضوية الحركة المنشقة من المؤتمر الوطني الحاكم عصر الخميس، إلى محطة “كركر” للمواصلات بالخرطوم وهم يحملون لافتات كتبت عليها شعارات مناهضة للحكومة ومكبرات صوت، ومن ثم بدأوا في مخاطبات هاجمت السياسات الحكومية بشدة، قبل أن يتدخل رجال بزي مدني ويقتادوا 4 من كوادر الحركة.
وانشقت حركة “الإصلاح الآن” عن الحزب الحاكم في أكتوبر 2013 عقب مذكرة رفعتها قيادات بارزة احتجت على مقتل العشرات في احتجاجات سبتمبر ضد رفع الدعم الحكومي عن المحروقات.
وبحسب القيادي في الحركة محمود زاهر الجمل لـ “سودان تربيون” فإنه جرى اعتقال كل من: خالد نوري رئيس “الإصلاح الآن” بولاية الخرطوم ونائبه جعفر الصادق، وسامي عبد الوهاب عضو المكتب السياسي وناجي إمام مسؤول الشباب والطلاب.
وقالت الحركة على صفحتها الرسمية في “فيس بوك”: “لم يرفعوا السلاح ولم يطالبوا بالتدخل الأجنبي ولم ينادوا بإسقاط النظام.. إنما تحدثوا عن الفساد وكلموا الناس عن حقوقهم”.
وأكد الجمل أن حركة “الإصلاح الآن” قررت الدخول في مخاطبات جماهيرية في الأسواق والأماكن العامة لتوعية السودانيين بحقوقهم، واعتبر الخطوة قانونية ودستورية للتعبير عن آراء الحركة.
وقالت الحركة في بيان: “نحن كحزب سياسي أردنا أن نمارس حقوقنا السياسية التي كفلها لنا القانون داخل وخارج دورنا ودائماً ما قوبلت طلباتنا بالرفض دون إبداء أي عذر مقنع من السلطات، كما أن هذه المخاطبات هي من أجل هذا المواطن البسيط لا لأجل كسب سياسي أو حزبي”.
وذكّر البيان السلطات بأنه “في مؤتمر الجمعية العمومية للحوار الأخير ذكر رئيس الجمهورية بأحقية ممارسة الأحزاب السياسية لجميع نشاطاتها داخل وخارج دورها، ولكن قولٌ بلا فعل”.
وأفادت حركة “الإصلاح الآن” أنها لجات لخيار المخاطبات الجماهيرية في محطة المواصلات “لتوعية المواطنين بحقوقهم وقضايا الحوار وذكرى شهداء سبتمبر التي تمخضت منها حركتنا هذه، وقد قوبلت المخاطبة بحشد جماهيري لم يسبق له مثيل وقامت الجماهير بترديد الهتافات خلف المتحدثين”.
وتابعت “على الفور إقتحمت التجمع الخطابي قوة مسلحة بلباس مدني مصحوبة بقوات كبيرة من الشرطة إنهالت بالضرب على كل الموجودين من المواطنين وقيادات وكوادر الحركة، وإقتادت المتحدثين بصورة وحشية جداً أثارت إشمئزاز وسخط كل الحاضرين ما أدى إلى إعتقال عدد كبير من المواطنين”.
وحملت الحركة السلطات مسؤولية صحة المعتقلين وسلامتهم وطالبت بإطلاق سراحهم فورا وأكدت الاستمرار في هذا النهج.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن توجه حركة “الإصلاح الآن” يجعل كوادرها مستهدفة، حيث تعرضت عضوية حزب المؤتمر السوداني لاعتقالات خلال شهر أغسطس الماضي بسبب نشاط الحزب المعارض بشكل لافت في تنظيم مخاطبات مرتجلة في الأسواق وأماكن التجمعات لتحريض المواطنين على رفض سياسات الحكومة.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن جهاز الأمن السوداني اعتقل ما لا يقلّ عن 17 ناشطا منذ بداية أغسطس، ينتمي معظمهم إلى حزب المؤتمر السوداني.
وفي سابقة نادرة، نفذت محكمة سودانية، في يوليو الماضي، حكما بجلد إثنين من قيادات حزب المؤتمر السوداني، عقب توقيفهما في أبريل الماضي أثناء مخاطبة جماهيرية في أحد أسواق الخرطوم.