(يونسيف) تطلب 5 ملايين دولار لمواجهة خطر الحصبة في السودان
الخرطوم 28 يوليو 2015 ـ حصلت منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة “يونسيف” في السودان، على مساعدات مالية بقيمة 800 ألف دولار من وكالتين أمريكيتين، لدعم برامج التحصين، لكنها طلبت من المانحين توفير 5 ملايين دولار لمواجهة خطر مرض الحصبة بنحو فوري.
وانتشر وباء الحصبة خلال مارس وفبراير الماضيين، في 29 محلية في 16 من ولايات البلاد الثماني عشر، وبلغت الحالات حتى 26 مارس، نحو 1120 حالة إصابة مؤكدة بالحصبة.
وكانت كسلا أكثر الولايات تأثرا (353 إصابة ووفاتين)، تليها ولاية البحر الأحمر (205 إصابة وثلاث وفيات) وشمال دارفور (140 إصابة و12 وفاة).
وإمتدح ممثل منظمة اليونسيف قيرت كابيليري، هيئة المعونة ومكتب المساعدات للكوارث الخارجية ،بإعتبارهما أهم المانحين لأطفال السودان، بعد أن قدما 800 ألف دولار.
وقال إنه خلال الـ 15 عاماً الأخيرة، انخفضت وفيات الأطفال دون الخامسة من 104 إلى 68 حالة وفاة في كل 1000 ولادة حية.
وأعلن القائم بالأعمال الأمريكي في السودان، جيري لانيير، استعداد واشنطن لتقديم المزيد من الدعم للشعب السوداني في المجالات الصحية، فيما أعلن مسؤول أمريكي آخر الدفع بمساعدات تبلغ 13 مليون دولار خلال العام 2015 للقطاع الصحي السوداني.
وقال لانيير في تصريحات له، عقب تسليم الوكالتين الأمريكيتين، معدات طبية لوزارة الصحة، إن التقارير الحديثة ذكرت أن وفيات الأطفال تقلصت بشكل ملحوظ في السودان منذ العام 2000، وأن السبب الرئيس في ذلك هو تحسن الوضع الغذائي للأطفال وزيادة الوصول للمياه النظيفة.
وقال القائم بالأعمال إن حكومة بلاده والوكالة الأمريكية للتنمية والشركاء الآخرين يعملون سويا لتقوية سلسلة التبريد وتوفير معدات لضمان استقرار التحصين.
وأضاف “هذه المساعدات تؤكد التزام حكومة الولايات المتحدة تجاه الشعب السوداني للعمل لتحسين تقليل وفيات الأطفال والأمهات”.
وقال قيرت كابيليري، إن الدعم الأمريكي من شأنه تمكين منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة من تشغيل 82 مركزا ثابتا للتطعيم بجانب ما يزيد عن 300 مركزا فرعيا، لتقديم خدمات التحصين المستمرة في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
وأضاف كابيليري “هذه خطوة مهمة وكبيرة نحو تعزيز خدمات التحصين الروتينية في المناطق الأكثر حاجة لتلك الخدمات”.
ويشمل الدعم الأمريكي المقدم لدعم برامج التحصين، 236 ثلاجه لحفظ الأمصال لمدة أسبوع تعمل بالكهرباء والطاقة الشمسية ويتيسر نقلها الى المناطق النائية.
ولفت المسؤول الأممي الى أن السودان وبرغم ذلك الدعم، لا زال بحاجة الى 5 ملايين دولار لدعم حملة محاصرة مرض الحصبة.
وأعلنت اليونسيف، في الأول من أبريل المنصرم، وصول أكثر من مليوني جرعة تحصين للحد من تفشي وباء الحصبة في السودان، وذلك من جملة 9.6 مليون جرعة من لقاحات الحصبة طلبتها المنظمة لدعم حملة تحصين كبرى.
وناشد ممثل منظمة اليونسيف أطراف الصراع بمناطق الحرب التوصل الى هدنة بما يمكن من تطعيم الأطفال بتلك الجهات.
ملف التطعيم في المفاوضات
وأعلن وزير الصحة بحر إدريس أبوقردة عن إتجاه لتطعيم الأطفال جنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق جبل مرة، بتضمين ملف التطعيم في أجندة المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال.
وكشف أن وزارته ستدفع برؤية مكتوبة لوزارة الخارجية بشأن تطعيم أطفال مناطق النزاعات، ووصف الدعم المقدم من الحكومة الأميركية بالخطوة الموفقة في اتجاه العلاقات الطيبة بين السودان وأمريكا من خلال الصحة.
وأعرب الوزير عن أمله في أن يكون الدعم بداية لتحسين العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، لافتاً إلى اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الخارجية إبراهيم غندور بأديس أبابا.
وقال نائب مدير وكالة المساعدات للكوارث الخارجية ، شارلس وانجو، إن واشنطن قدمت مساعدات طارئة بقيمة 122 مليون دولار للسودان في الفترة من 2011 وحتى 2015، وإن الصحة حظيت بدعم يقدر بقيمة 13 مليون دولار خلال 2015.