السودان: مصادرة صحيفتين أبرزت إحداها إنضمام كريمة مسؤول حكومي لـ “داعش”
الخرطوم 29 يونيو 2015 ـ صادرت السلطات السودانية، الإثنين، صحيفتي “الجريدة” و”التيار”، في أعقاب نشر أخبار وتصريحات منسوبة للمتحدث بإسم وزارة الخارجية السودانية، حول إنضمام كريمته لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ومغادرتها ضمن مجموعة من الطلاب الى تركيا تمهيدا للحاق بالتنظيم في سوريا، علاوة على نشر حلقات حول “التطرف الديني” في السودان.
ورجحت مصادر صحفية تحدثت لـ “سودان تربيون” أن يكون مصادرة “التيار” بسبب حلقات بدأت الصحيفة في نشرها حول التطرف الديني، وتغطية الإفراج عن زعيم تيار الأمة المتحد، محمد علي الجزولي، المعروف بتأييده لتنظيم “داعش”.
وفي العادة لا تقدم الأجهزة الأمنية السودانية، تفسيرا فوريا لسبب المصادرة.
وتناقلت مواقع التواصل الإجتماعي تصريحات للمتحدث على الصادق، أكد فيها أن ابنته غادرت الخرطوم، الجمعة، من دون ان تكمل الاجراءات المطلوبة للسفر، ملمحا الى تواطؤ جهات ومساعدتها للطلاب المتوجهين الى “داعش”.
وطبقا لصحيفة “الجريدة” التي سربت خبرها الممنوع من النشر الى وسائل التواصل الاجتماعي، فإن علي الصادق الذي غادر لتركيا فجر الاثنين اتهم جهات بمساعدة ابنته و18 طالبا آخرين للحاق بالتنظيم المتطرف.
وأضاف “هناك أشخاص قرروا لها ذلك”.
ونقلت مجموعات على “واتساب” تأكيد علي الصادق، لمجموعة من الصحفيين بمطار الخرطوم: “أن جهات تدفع رشاوى ضخمة بالدولار، لتسهيل خروج الطلاب المتجهين الى سوريا والعراق للحاق بتنظيم “داعش”.
وأكد أن المغادرين لم يمروا بالاجراءات الروتينية التي يتبعها المسافرين، وأضاف أنه شاهد ابنته وتعرف عليها من خلال معاينة كاميرا الأمن بالمطار وان اسمها لم يكن بين قائمة المغادرين.
غير ان وزارة الخارجية السودانية سارعت الى إصدار تعميم صحفي، الاثنين، نفت فيه ما نسب الى متحدثها الرسمي في مواقع التواصل الاجتماعي وما نشرته صحيفة “الجريدة” التي لم تصدر من الأساس.
وقال التعميم “إن ذلك الكلام مختلق حيث انه لم يلتق بأي حشد ولم يصرح بما تمت نسبته إليه من حديث”.
وإلقت السلطات التركية القبض، صباح الأحد، على 18 سودانيا كانوا في طريقهم للإنضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وينتظر تسليمهم إلى سفارة السودان في أنقرا لإعادتهم إلى الخرطوم.
ومن بين الموقوفين حسبما أوردت صحيفة “السوداني” الصادرة، الاثنين، المنسق الرئيسي للرحلة وهي الطالبة “ز” والتي ينتظر أن ترشد إلى بقية المجموعة المختفية وبينها ابنة الدبلوماسي السوداني.
وكانت تقارير صحفية في الخرطوم، الأحد، أفادت بأن 12 طالبا سودانيا غادروا إلى تركيا للإلتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العراق وسوريا، بينهم 10 من حملة الجوازات الغربية.
وينتمي الطلاب إلى جامعة العلوم الطبية المملوكة لوزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة، ومن بينهم 3 طالبات.
وبحسب مصادر فإن 7 من الطلاب يحملون وثائق سفر بريطانية، وإثنين جوازات كندية وواحد أمريكي، إلى جانب إثنين سودانيين.
ومن بين أسماء الطلاب الذين غادروا الخرطوم للإلتحاق بـ “داعش” أمير مأمون سيد أحمد العوض، الذي يدرس في المستوى الثالث طب ويحمل الجواز البريطاني ووالده طبيب معروف في بريطانيا، إلى جانب الطالبة في المستوى الثالث طب صافينات علي الصادق، تحمل جواز دبلوماسي.
وأوقفت المخابرات التركية أمير ومعه إثنين آخرين، اما البقية ومن بينهم ابنة السفير لم يتم العثور عليهم.