مراقب “الأخوان المسلمين” في السودان يهاجم الحكومة ويصفها بـ”الإضطراب السياسي”
الخرطوم 20 مايو 2015– صوب المراقب العام للإخوان المسلمين في السودان، انتقادات عنيفة للنظام الحاكم في الخرطوم، بسبب موقفه من التطورات في مصر،ووصمه بـ”الاضطراب السياسي” وهاجم وزارة الخارجية السودانية بعد وصفها على لسان متحدثها الرسمي الأحكام القضائية التي قضت باعدام الرئيس مرسي والمرشد محمد بديع وعشرات من قيادات الجماعة في مصر بأنها شأنا داخليا، كما طال الهجوم زعيم حزب الأمة الصادق المهدي وقال أنه غير مؤهل لإسداء النصح للرئيس المصري باعتباره لاجئ في القاهرة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية، علي الصادق، وصف قرار القضاء المصرى بانزال عقوبة الإعدام على الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ونحو مائة من أعوانه في تنظيم الأخوان المسلمين بأنه “شأن داخلي وان الحكومة لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول”
وعدّ المراقب العام علي جاويش تصريحات الخارجية السودانية، نوعا من ” الهزال وإرتباك السياسة”، وأضاف: “لم يستطع المتحدث باسم الخارجية أن يصيغ كلمات يستر بها خوفه فجاءت تعبر عن هزال دبلوماسي وأضطراب سياسي..”
وابدى في مؤتمر صحفي بالخرطوم، الأربعاء، استغرابه من الحديث الدبلوماسي عن عدم تدحل السودان في شئون الدول”، واستفسر بالقول:”كيف جاز للسودان أن يشارك عسكرياً وسياسياً في عاصفة الحزم، التي استهدفت اليمن وهي دولة تبعد عن السودان آلاف الأميال فلم تعتبر الخارجية ذلك شأناً يمنياً داخلياً.. ثم كيف جاز لهم أن يؤيدوا حفتر في ليبيا ويعتبروه شأناً عاماً بينما يصبح ما بدور في مصر، وهي الأقرب إلينا، شأناً داخلياً لا يهمنا أمره..؟
وذكّر علي جاويش بـ “أن نظام الإنقاذ كان جزءً من تنظيم الإخوان المسلمين وما يزال كثير من قياداته يفتخرون بذلك..”
واسترسل: “هذا التداخل يجعل سياسات الحكومة شديدة الإضطراب..”
وسرد المراقب العام للإخوان المسلمين شواهد من دور السودان في المحيطين العربي والإسلامي وأدواراً سياسية أضطلع بها قادة السودان في حقب ماضية.
وتحسر جاويش على الواقع الذي يعيشه السودان اليوم بأن يصل الحد الى اعتبار ما يدور في مصر اليوم شأناً داخلياً .
وقال ” النار التي تحرق مصر ستصل إلى السودان، وإن كان ضعيفاً أو لا يستطيع أن يقف موقفاً واضحاً من القضايا يجب أن يكون الخطاب على قدر من الحصافة لا على هذا النحو المخجل”
وطالت انتقادات مراقب الاخوان المسلمين ، زعيم حزب الأمة الصادق المهدي قائلا أنه غير مؤهل لاسداء النصح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ” لأنه لاجئ عنده لا يستطيع أن يحيد عن توجهاته”.
وأضاف : ” الصادق لم يحسن الخطاب في هذا الشأن لأنه لاجئ في مصر فحديثه ليس له قيمه بالرغم من أنه أعطى مبررات للسيسي فيما أقدم عليه من إجراءات تجاه الإخوان المسلمين لكنه عاد فأتبعه نصحه بحديث ضعيف
وكان المهدي وجه انتقادات لجماعة الإخوان المسلمين في مصر خلال رسالة مفتوحة عنونها للسيسي قبل أن يعود فيطلب منه العفو العام على المحكومين منالجماعة وقال المهدي في رسالته “الحركة وقعت في أخطاء مهمة: احتكار التحدث باسم الإسلام وإقصاء الآخرين، وتقديم الحاكمية أي سلطة الحكم على كل الواجبات الدينية، وتقديم قدسية التنظيم على واجبية التربية، وأضاف “هذه الصفات هي التي جعلتنا نحن في السودان مع قوة تدين أهله ، ضحايا السلطة ذات المرجعية الأخوانية التي فعلت بنا وبالدين وبالوطن الأفاعيل.”
من جانبه قال الأمين العام لجبهة الدستور الإسلامي ناصر السيد أن مصر تتعرض لمخطط صهيوني يعمل على إطفاء شعلة انتظمت العالم الإسلامي وإذ أن مصر هي “صُرّة العالم العربي والإسلامي” فلا بد من ضربها وضرب جماعة الإخوان المسلمين فيها باعتبارها اعرق الحركات الإسلامية في العالم وأقواها .
وأضاف “كان لا بد من أستهداف حركة الإخوان المسلمين في مصر لأنها هي الجهة الوحيدة القادرة على استنهاض الشعوب وحفزها للوقوف في وجه الحرب على الإسلام التي تنتظم العالم..”
ووجهت جبهة الدستور الإسلامي دعوة لعامة السودانيين للتظاهر عقب صلاة الجمعة، ضد الأحكام القضائية التي طالت العشرات من جماعة الإخوان وقال بيان حمل توقيع الأمين العام للجبهة” ان المسلمين مدعوون للخروج في مسيرات إحتجاجية حاشدة من مساجد العاصمة الخرطوم وكل مدن السودان وحيثما وجد أحرار وشرفاء يرفضون مثل هذه المجازر البشرية الإجرامية ”