قائد “العدل والمساواة” يعترف بخسارة معركة “النخارة” ويتوعد بردٍ قاسٍ
الخرطوم 30 أبريل 2015 ـ اعترف قائد حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، بخسارة معركة “النخارة” بجنوب دارفور، أمام القوات الحكومية، الأحد الماضي، وتوعد بردٍ قاسٍ، بينما أظهر تحالف المعارضة التعاطف مع الحركة، حليفته في قوى “نداء السودان”، واكد رئيس التحالف فاروق أبوعيسى أنه لم يشر إلى رفض هجوم الحركة على دارفور.
واعتبر جبريل في أول تعليق له على المعركة أن لغطا كثيفا وتزييفا مريعا للحقائق تبدى من قبل الحكومة حول معركة “النخارة” بجنوب دارفور.
وأفاد الجيش السوداني، أنه ألحق هزيمة قاسية بحركة العدل والمساواة في جنوب دارفور، يوم الأحد، وأوقع وسط قوة لها تسللت من جنوب السودان، خسائر فادحة في الأرواح والعدة والعتاد.
وقال جبريل، في بيان تلقته “سودان تربيون”، الخميس، “تعترف الحركة بأنها لم تكسب معركة (النخارة) بمقاييس الكسب عندها أو بالصورة التي عهد الشعب السوداني كسبها للمعارك طوال سني الثورة، كما تعترف بأن بعضاً من رجالها وقعوا في الأسر، وفريقاً منهم نال الشهادة، و أنها خسرت بعض الآليات والعتاد التي غنمتها في الأصل من النظام”.
وتابع “لكن خسائر الحركة لا تتجاوز ربع ما يتشدَق به رأس النظام وزبانيته من المرتزقة المأجورين، وأنهم و إن رقصوا اليوم فرحاً بنتائج المعركة فسيبكون قريباً في معارك فاصلة قادمة”.
وكان قائد قوات الدعم السريع، قد أكد أسر 340 أسيرا من حركة العدل والمساواة خلال معركة “النخارة” والاستيلاء على 161 سيارة “لاندكروزر”، بينما أفاد مدير جهاز الأمن أن الحركة دخلت المعركة بنحو 1100 مقتل لم ينجو منهم سوى 37 مصابا.
وأكد جبريل في بيانه أن عدم كسب الحركة للمعركة بالصورة المرجوّة لا يعني أبداً خسرانها للحرب أو القضية، “بل ستزيدها نتائج المعركة عزماً على المضي قدماً في تحقيق أهدافها بإزالة النظام الجاثم على صدر الشعب لأكثر من ربع قرن من الزمان”.
وأشار إلى ان القوات الحكومية أيضا منيت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، لكن السلطات تتستر عليها، مستدلا بنقل جرحى إلى مشافي نيالا والضعين والخرطوم وسرادق العزاء التي نصبت في عدة مناطق.
وقال جبريل “إن الحركة قوة باطشة وعصيّة على المليشيات، ونعد النظام بأننا سنبيع له بضاعته من الجهد الاستخباري”، ودعا الشباب في مخيمات النزوح واللجوء للاستنفار والانضمام الى قوات حركته للقضاء على النظام الحاكم.
تحالف المعارضة: “العدل والمساواة” حليفتنا
في ذات السياق نفى رئيس تحالف قوى الاجماع الوطني فاروق أبوعيسى، ما نشرته “سودان تربيون”، من وقائع مؤتمر صحفي عقده يوم الأربعاء، بشأن رفضه لهجوم حركة العدل والمساواة على جنوب دارفور.
وأضاف أبوعيسى “أن ما جاء في صحافة الصباح لا يشبهني ولا أقوله أنا، لأن العدل والمساواة حليف لي فهي ضمن الجبهة الثورية أحد الموقعين معنا في (نداء السودان) وهم جزء من خطتنا الوطنية لتصفية نظام (الانقاذ).. الذي يستحق هذا الكلام ويستحق الإدانة هو نظام الصلف المتجبر”.
وأوضح في بيان تلقته “سودان تربيون”، الخميس، أنه سئل خلال المؤتمر الصحفي عما يدور من القتال بين الحكومة والعدل والمساواة، ورد قائلا: “إن الجميع يعرف بأن هناك حرب مستمرة بإصرار من الحكومة، ونعرف جميعا بأن الحرب سجال، لكن في هذا الاطار لا بد من التأكيد أن نظام المؤتمر الوطني منذ ثلاث سنين كانوا يقولون إنهم بنهاية السنة المعنية سيصفون التمرد نهائياً واستمر القتال دون أن يصفوا شيئاً، وسموا محاولات التصفية تلك بصيف العبور وأخيرا سموا المحاولة الأخيرة بالصيف الحاسم، وسمعنا انه سيحسم الامور لمصلحتهم بنهاية العام الماضي، والآن دخلنا في نصف السنة الجديدة ولم يحسم”.
وتابع في إيراد رده على السؤوال: “على أي حال في هذه الحرب دائماً هناك من يبدأ ومن يرد، وعلى أي حال مقاتلو العدل والمساواة هم جزء من الشعب السوداني ولديهم مظالمهم المشروعة التي فرضت عليهم حمل السلاح، ونحن حلفاؤهم، لديهم أجندهم العسكرية، ونحن لدينا أجندتنا السياسية، وإن كان (نداء السودن) قد قرب كثيراً ووضع حلولاً متفق عليها بيننا لمشاكل السودان المستفحلة”.
وقال “فيما يخص الأحداث الأخيرة فإننا لا نقتصر على معلومات النظام وتصلنا معلومات مضادة من مراكز العدل والمساواة فنحن لسنا عرضة لمعلومات النظام فقط ونحن أقرب لتصديق العدل والمساواة من هذه الحكومة التي اعتادت على الكذب والتلفيق”.
من جانبها أصدرت مريم المهدي كريمة رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي بيانا، الأربعاء، أعابت فيه على كبار مسؤولي الحكومة تراقصهم “على أشلاء أجساد بني وطنهم”.
وقالت “اعتذر لكم جميعا بني وطني نيابة عن أهلي الذين اعرف وأصالة عن نفسي لبث صور القتلى والأسرى من أبناء الشعب السوداني، ولبذيء القول الذي صدر عن أشخاص يحتلون مواقع المسؤولية في الدولة السودانية، ولتراقصهم وانتشاؤهم حول جثث ابناءنا واخوتنا الشهداء”.
وأكدت أن ما بدر من أفعال وأقوال؛ قبل ان تكون خروجا على القانون الدولي الإنساني وأعراف الفروسية العالمية، تشين للأعراف السودانية.. عيب كبير تراقص كبار المسؤولين على أشلاء أجساد بني وطنهم، وعيب كبير أن أبدوا نشوتهم بما فعلوا، وعيب كبير أن تفوهوا بالساقط من القول كما تفوهوا”.