السودان يتهم “الترويكا” بالإنحياز للمتمردين والخارجية تستدعي السفراء وتنقل إحتجاجا شديد اللهجة
الخرطوم 21 أبريل 2015- لاحت في الأفق بوادر أزمة دبلوماسية عميقة بين الحكومة السودانية ودول الترويكا”الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج” وفيما إستدعت وزارة الخارجية في الخرطوم، الثلاثاء سفراء كل من بريطانيا والنرويج والولايات المتحدة الأمريكية، ومندوب الاتحاد الاوروبى بالخرطوم، ونقلت اليهم احتجاجا شديد اللهجة، على البيان الذى أصدروه الاثنين، منتقدين نتيجة الانتخابات، وصف المتحدث بإسم الحكومة وزير الإعلام تصريحات السفراء الغربيين بأنه “أمر خطير، يؤكد انحياز المجموعة للمتمردين”.
وعدّت وزارة الخارجية السودانية تصريحات مجموعة “الترويكا”تدخلا سافرا في شؤون البلاد ،واتهمتها بتعمد تجاهل القصف الذي نفذته قوات التمرد على جنوب كردفان اثناء الانتخابات.
وأبلغ وكيل وزارة الخارجية بالإناية، عبد الله الأزرق، السفراء إحتجاج الخرطوم الرسمي، وإدانتها الشديدة لما تضمنه بيان “الترويكا ” من “معلومات خاطئة و مواقف مسبقة عن الانتخابات فى السودان”.
وقالت وزارة الخارجية” إنها تدين بأقسى العبارات البيان الذي أصدرته الترويكا والذي يمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للبلاد”.
وسلم الأزرق السفراء الغربيين كل على حده رد وزارة الخارجية الرافض للتصريحات الخاصة بالانتخابات، مشدداعلى إن العملية تعد ” شأنا سودانيا خالصا يقرر فيه السودانيون وليس لأي جهة أخرى حق التدخل أو إبداء الرأي”.
وكانت تلك الدول قالت في بيانها الصادر الإثنين، أن نتائج الانتخابات السودانية، التي تجري حاليا عمليات فرز الأصوات فيها “لا يمكن أن تشكل تعبيراً صادقا عن إرادة الشعب السوداني”.
وأعربت دول الترويكا عن أسفها لفشل الحكومة السودانية في خلق أجواء مواتية لعقد انتخابات حرة ونزيهة.
وإتهمت الخارجية السودانية، الترويكا بالاغفال المتعمد لادانة محاولات، حركات التمرد ممارسة العنف وزعزعة الأمن والاستقرار خلال العملية الانتخابية وذلك بالقصف المباشرعلى مدينة كادقلي الذي إستهدف منع المواطنين من الإدلاء بأصواتهم وعرقلة سير الانتخابات في ولاية جنوب كردفان.
ونشير “سودان تربيون” الى أن دول الترويكا أدانت في بيانها ، العنف الذي وقع أثناء فترة الانتخابات، دون الخوض في تفصيل، وقالت إنها “ستواصل دعمها للسودانيين الذين يرغبون في إيجاد عملية سياسية شرعية شاملة للحوار من أجل إنهاء النزاع، واحداث إصلاح ذو جدوى في تركيبة الحكم وتحقيق الاستقرار على المدى البعيد”.
ولفتت وزارة الخارجية السودانية، في خطابها المسلم الى سفراء الترويكا ، وحصلت “سودان تربيون ” على نصه، الى ان ” كل العالم شهد سير العملية الإنتخابية في السودان وكيف أنها تمت في أجواء هادئة بمشاركة العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والمهتمين من مختلف دول العالم في عملية المراقبة”.
وقالت ” أن تقارير الجهات المراقبة أكدت على سلامة ونزاهة الإجراءات والعملية الإنتخابية وأنها إتسمت بالشفافية وإلتزمت المعايير الدولية في الإنتخابات”.
ونوهت الخارجية السودانية الى مشاركة عدد مقدر من الأحزاب السياسية في التنافس الإنتخابي وأشارت الى ان معظم أحزاب المعارضة التي إمتنعت عن المشاركة في الانتخابات لم تبد إعتراضاً على قيامها.
وجددت التأكيد على عزم السودان الاستمرار في الجهود الرامية لانجاح مبادرة الحوار الوطني في السودان عقب إعلان نتائج الإنتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة.
من جهته، وصف وزير الاعلام والمتحدث باسم الحكومة أحمد بلال عثمان، بيان دول الترويكا بأنه “حديث خطير يدل على عدم حيادها وإنحيازها للمعارضة وحملة السلاح وتشجيعها لإستمرار العنف في السودان”.
وقال بلال للمركز السوداني للخدمات الصحفية، الثلاثاء، إن العملية الإنتخابية بالبلاد تمت في أجواء هادئة ولم يكن فيها عنف.
وأضاف: أن رأي دول الترويكا معروف منذ مقاطعتها لإجراء الإنتخابات بالبلاد، وهي منحازه للمعارضة المسلحة وليست محايدة، ولا يمكن السماح لها بعد ذلك بدور الوسيط.