إنطلاق اجتماعات الخرطوم لتسوية الخلافات حول سد “النهضة”
الخرطوم 3 مارس 2015 ـ بدأ في العاصمة السودانية الخرطوم، الثلاثاء، الاجتماع الوزاري الثلاثي المشترك لوزراء الخارجية والموارد المائية في السودان ومصر وإثيوبيا في محاولة جديدة لتسوية الخلافات العميقة حول سد النهضة الأثيوبي، ويعقد الإجتماع العام لثلاث أيام، بينما تتواصل أعمال اللجان الفنية حتى الثامن من مارس الحالي.
وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن الاجتماع سيقدم، الدراسات والحلول لقضايا دول المنطقة والتصدي للتحديات التي تواجهها، كما يحدد أسس التعاون المستقبلي من خلال حوار هادف وعادل يؤدي إلى النتائج المبتغاة.
ولفت الوزير في كلمته أمام فاتحة الجلسات الى أن الاجتماع الوزاري لدول حوض النيل الشرقي، يعكس مدى التزام وحرص دول السودان ومصر وإثيوبيا على التعاون المشترك ومناقشة كافة المسائل الخلافية العالقة بشأن سد النهضة الإثيوبي، بما يحقق المصالح المشتركة للجميع.
ونوه إلى أن السد يمس حياة الملايين من شعوب الدول المعنية، ويجب النظر بعين الاعتبار للدراسات المتعلقة بالمشروع التي أعدتها لجنة الخبراء الدولية، واللجنة الوطنية الثلاثية، وخاصة ما يتعلق بمرحلتي الملء والتشغيل.
وفشلت ثلاثة اجتماعات لوزراء الموارد المائية في الدول الثلاث عقدت بالخرطوم بالإضافة إلى اجتماعات آخرى بأديس أبابا في الوصول إلى اتفاق بشأن التحفظات المصرية على سد النهضة الأثيوبي.
وأشار الوزير السوداني الى أن عمل اللجنة الدولية ونظيرتها الوطنية بشأن سد النهضة أبرز مدى حجم التحديات التي تحيط بالمصادر المشتركة من المياه، مشيرا إلى وجود شفافية تامة في التعبير عن المصالح خلال المفاوضات بين الدول الثلاث، واعتبر ما تحقق خلال العامين الماضيين يؤكد ذلك.
وأضاف “تستطيع آليات التعاون المشترك بين الدول الثلاث مجابهة التحديات التي تواجهنا”، مشيرا إلى ضرورة دعم الجهود ومعالجة التحديات المستقبلية للدراسات المتعلقة بالسد من خلال التفاوض المستمر بين الدول الثلاث.
وتابع كرتي، “أسرة حوض النيل والعالم، لديهم ثقة في تحقيق التكامل المنشود بين دول حوض النيل الشرقي الثلاث، والاستمرار في التمسك بتلك الشراكة بما يعود بالنفع على شعوبنا”.
وحث على تفعيل الرعاية السياسية بعيدا عن الآلة الإعلامية التي لها أغراض لا تتفق أحيانا مع أغراض الوصول إلى توافق للشعوب الثلاثة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري حرص بلاده على إنجاح الاجتماع والتزامها بما يخرج به من توصيات، ودعا إلى تعزيز التعاون والتكامل بين الدول الثلاث بما يحقق مصالح وقضايا شعوب تلك الدول.
وأكد وزيرالخارجية الأثيوبي تدروس اديناهو حرص الحكومة الأثيوبية على استخدام الثروات المائية كوسيلة لتعزيز التكامل الاقتصادي؛ فضلاً عن الميزات الكبرى التي يحققها سد النهضة للدول الثلاث.
وقال إن نهر النيل يمثل رمزا للتعاون؛ مشيرا لالتزام دولته بتحقيق هدف التساوي في المكاسب دون ضرر؛ مضيفاً أن الاجتماع الحالي جاء مواصلة للمداولات التي انطلقت بأديس أبابا وشكلت نقطة انطلاق للتعاون وحققت تقدماً وصفه بالممتاز.
ودعا الوزير الاثيوبي لإنجاز المزيد من التقدم؛ موضحاً أن لجنة الخبراء الدولية لتقييم إنشاء سد النهضة ستقدم التوصيات للجنة الخبراء الوطنيين؛والتي ستعقد أعمالها خلال اليومين المقبلين؛ متطلعاً لتحقيق المفاوضات للنجاح المطلوب.
وبدأت إثيوبيا تشييد السد العملاق بتكلفة 4,7 مليارات دولار، على مسافة 40 كلم من حدود السودان، وباكتماله في 2017، سيصبح أكبر سد بأفريقيا، وستسع بحيرة السد باكتماله نحو 63 مليار متر مكعب من المياه، ويولد طاقة قدرها 5600 ميغاوط. وتخشى مصر من أن يؤثر السد على حصتها في مياه النيل.
ويشارك في الاجتماع لأول مرة وزراء خارجية الدول الثلاث بعد أن كانت الاجتماعات السابقة مختصرة على وزراء المياه والخبراء والفنيين من السودان ومصر وإثيوبيا.