مصرع 5 صحفيين في هجوم مسلح بجنوب السودان
جوبا 26 يناير 2015- قتل خمسة صحفيين في دولة جنوب السودان مساء، الأحد، اثر هجوم مسلح استهدف سيارة كانت تقلهم، أثناء جولة رافقوا خلالها محافظ مقاطعة راجا بولاية غرب بحر الغزال المتاخمة للحدود السودانية.
وتعد الحادثة الأولى من نوعها التي يستهدف فيها صحفيون في جنوب السودان منذ اندلاع الحرب الدائرة بالبلاد في ديسمبر.
ورجح حاكم ولاية غرب بحر الغزال رزق زكريا حسن أن يكون وراء الهجوم مجموعة متمردة تتبع قوات المتمردين التي يقودها رياك مشار أو مجموعة أخرى تتبع حركة جيش الرب الأوغندي.
وقال زكريا في اتصال هاتفي مع “الجزيرة نت” إن الهجوم تم بعدما أنهى محافظ المقاطعة – المعين حديثا – جولة له في إحدى القرى القريبة من مدينة راجا، مشيرا إلى أن المحافظ ومدير شرطة المقاطعة وآخرين كانوا ضمن الوفد نجوا من الهجوم وتعرضوا لإصابات طفيفة.
وأضاف أن 11 شخصا قتلوا في الهجوم بينهم خمسة صحفيين، هم مدير إذاعة راجا الحكومية، ومصور تلفزيوني، بالإضافة إلى ثلاثة صحفيين آخرين بينهم امرأتان، بينما أرسلت الحكومة لجنة تحقيق وقوة من الشرطة والجيش إلى مكان الحادث.
ومنذ العام 2006 أصبحت بعض قرى المقاطعة مراكز لحركة جيش الرب الأوغندي المصنف عالميا “حركة إرهابية”، حيث تشهد المنطقة عمليات قتل واختطاف واسعة.
وأدان هنري جوزيف من رابطة الصحفيين المحلية بالولاية هذه الحادثة ووصفها بأنها “أكثر من إرهابية”، وطالب في تصريح للجزيرة نت الجهات الأمنية في الولاية بإجراء تحريات واسعة من أجل إلقاء القبض على الجناة.
وفي الأسبوع الماضي شهدت المنطقة ذاتها هجوما لمجموعة مسلحة على إحدى القرى، حيث اختطفت مجموعةً من الأطفال والفتيات، ويرجح سكان المنطقة أن يكون الهجوم من فعل جيش الرب الأوغندي الذي ينشط داخل هذه المناطق.
وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان، فيليب أغوير، في تصريحات لاحقة، إن 13 شخصا بينهم 3 صحفيين محليين، قتلوا في كمين نصبه مسلحو جماعة “جيش الرب” في ولاية “غرب بحر الغزال”.
وأضاف أغوير في تصريح صحفي، الاثنين: “نصب مسلحو جماعة جيش الرب للمقاومة كمينا لقافلة يقودها قائد شرطة مقاطعة راجا النائية شمالي ولاية غرب بحر الغزال”.
وتابع: “لسوء الحظ، سقطت السيارة التي كانت تقل مدنيين وصحفيين من ولاية غرب بحر الغزال يرافقون والمرافق قائد الشرطة في الكمين، وقتل ثلاثة صحفيين وغيرهم من المدنيين بينهم نساء وأطفال”.
وقدر أغوير عدد الضحايا بـ13 قتيلا، وأشار إلى أن “قائد الشرطة أصيب و يتلقى العلاج في المستشفى، ووصف الحادث بأنه ” مؤسف للغاية”.
وتأسس “جيش الرب للمقاومة” كحركة مسيحية مسلحة في شمال أوغندا عام 1986، وهو نفس العام الذي استولى فيه الرئيس يوري موسيفيني على السلطة في كمبالا.
ويقدر أن ما بين 200 و500 من مقاتلي الحركة، يروعون المجتمعات المحلية في أنحاء كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى.
واتهم المتحدث باسم الجيش، المتمردين الموالين لنائب الرئيس المقال، رياك مشار بمهاجمة سوق في الجزء الشمالي من الرنك بولاية أعالي النيل على طول الحدود مع السودان المجاورة صباح الإثنين.
ومضى قائلا: “كانت تحمي السوق فصيلة عسكرية واحدة فقط، عندما هاجمه متمردي ريك مشار في الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي”.
وتابع: “ونتيجة لذلك، انسحبت الفصيلة العسكرية إلى مقر الكتيبة، وقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان (جيش جنوب السودان) تدرس الوضع”.
ووقع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق رياك مشار، الاربعاء،على اتفاق لإنهاء الصراع داخل حزب “الحركة الشعبية” الحاكم في البلاد، وهو ما يترتب عليه حل الأزمة السياسية بجوبا التي أغرقت البلاد في نزاع مسلح.
وحضر توقيع الاتفاق الذي جرى في مدينة أروشا، شرقي تنزانيا، كل من الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي، ونظيريه الكيني أوهورو كينياتا، والأوغندي يويري موسيفيني، بالإضافة إلى نائب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا.
ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت، والقيادي السابق بحزب الحركة الشعبية الحاكم، بعد اتهام الرئيس لمشار بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأخير.
ومنذ 23 يناير الماضي، ترعى الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا، (إيغاد)، برئاسة وزير الخارجية الإثيوبي السابق، وسفيرها الحالي في الصين، سيوم مسفن، مفاوضات في إثيوبيا بين حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة لم تفلح في إنهاء الأزمة حتى اليوم.