أمبيكي يحط بالخرطوم لدفع الحوار وإستئناف مفاوضات المنطقتين
الخرطوم 20 يناير 2015- يبدأ كبير وسطاء الإتحاد الأفريقي ثابو أمبيكي الأربعاء مباحثات رسمية في الخرطوم تتصل بدفع الحوار الوطني، وإستئناف مفاوضات المنطقتين بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال-.
وقال مصدر حكومي رفيع لـ”سودان تربيون” ،الثلاثاء، أن امبيكي يسعى بقوة لتحريك ملف الحوار الوطني ،في أعقاب العثرات التي لازمته مؤخرا ، كما انه ربما يبلغ الحكومة رسميا بموعد جديد لإستئناف المفاوضات المعلقة مع الحركة الشعبية .
واطلق الرئيس السوداني عمر البشير دعوة للحوار الوطني في 27 يناير 2014، حث فيها معارضيه دون استثناء على الإنضمام لطاولة حوار، تناقش كل القضايا الملحة، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة وقوى اليسار التجاوب معها من الأساس.
وتتزامن عودة امبيكي للخرطوم ، مع إعلان قوى في المعارضة تعليق مشاركتها في الحوار الوطني ، ابرزها منبر السلام العادل وحركة”الاصلاح الآن” إحتجاجا على خرق الحكومة تعهدات أقرتها خارطة طريق قضت بعدم تنفيذ اي اعتقال وسط القيادات السياسية والنأى عن اللجوء للإجراءات الاستثنائية ضد الأحزاب والصحف .
وقال رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم وزير الاستثمار مصطفي عثمان اسماعيل أنه سيلتقي “الاربعاء” برئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو امبيكي لبحث قضية تحقيق السلام والحوار الوطني في السودان معربا عن أمله أن تتوصل الجولة القادمة للمفاوضات بشأن المنطقتين الى اتفاق نهائي .
وأوضح مصطفى في تصريحات صحفية عقب عودته الثلاثاء من أثيوبيا أنه نقل رسالة شفهية من الرئيس البشير لرئيس الوزراء الأثيوبي تتعلق بالعلاقات الثنائية والاقتصادية بين البلدين وسير عملية الحوار الوطني وحرص رئيس الجمهورية على الاستمرار في الحوار حتى بلوغ نهاياته.
وقال اسماعيل إنه بحث مع رئيس الوزراء الأثيوبي القضايا السياسية والاقتصادية في السودان، والذي أكد دعمه للحوار الوطني والوصول لحل سلمي.
وكشف عن لقائه برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي زوما ، و قدم لها شرحا عن سير عملية الحوار الوطني في السودان ، والتي أكدت بدورها على دعمها للحوار الوطني والنماذج الحديثة التى ابتدرها الأفارقة لحل ومعالجة قضاياهم السياسية.
وقال مصدر حكومي لـ”سودان تربيون” ان سكرتارية الاتحاد الأفريقي كانت دفعت بمقترح مبدئي، لاستئناف الجولة مع الحركة الشعبية في 25 يناير الجاري ، إلا أن مصادر أفريقية قالت ان المحادثات قد تبدأ في مستهل شهر فبراير القادم..
ولفت المسؤول الى ان الحركة الشعبية عمدت على مدى الأسابيع الماضية الى تقوية موقفها التفاوضي بشن عمليات عسكرية شرسة على الأرض في محاولة للسيطرة على مدن ومواقع حيوية بجنوب كردفان ، وأشار الى ان الخطة كانت تمضي في إتجاه احتلال عاصمة جنوب كردفان كادوقلي وان الجيش وقوات الدعم السريع أفشلاها ، لتتحول أنظار الجيش الشعبي في إتجاه السيطرة على تلودي ، احدي اكبر البلدات بالمنطقة.
وطبقا للمسؤول فان المعارك التي تدور حاليا بتلك الجهات تعد الأشرس والأكثر تصعيدا منذ بدء القتال .
وكانت الحركة الشعبية قد اتهمت القوات الحكومية السودانية بابتدار الهجمات على مواقعها في عدد من المناطق في جبال النوبة بجنوب كردفان ونددت باتجاه الخرطوم لتكثيف عمليات “الصيف الحاسم” ضد قواتها.
وتحارب الحكومة السودانية متمردي الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ العام 2011، كما تقاتل متمردي دارفور منذ العام 2003.
وأخفقت نحو ثمانية جولات من التفاوض المتقطع بين الطرفين في أديس ابابا في التوصل الى تسوية للازمة ، ويعمد الطرفان الى تبادل الاتهامات بعدم الجدية والرغبة في تحقيق السلام بالمناطق الثلاث.