الخلافات تهدد “التحرير والعدالة” واتهامات لأبوقردة بعرقلة الترتيبات الأمنية
الخرطوم 28 ديسمبر2014 – تفاقمت الخلافات على نحو غير مسبوق داخل حركة التحرير والعدالة بزعامة التجاني السيسي، وسط ترجيحات قوية بأن تشهد الحركة خلال الساعات المقبلة انقساما يقوده الأمين العام الحالي للحركة وزير الصحة بحر إدريس أبوقردة، إلا إن الأخير قلل من أهمية هذه الخلافات وأبدى استعداده لحسمها في داخل التنظيم.
ووقعت حركة التحرير والعدالة مع الحكومة السودانية على وثيقة سلام دارفور بالعاصمة القطرية الدوحة في العام 2011 وشملت الوثيقة سبعة محاور حول التعويضات وعودة النازحين واللاجئين واقتسام السلطة والوضع الإداري لدارفور واقتسام الثروة وحقوق الإنسان والحريات الأساسية والعدالة والمصالحة والوقف الدائم لإطلاق النار والترتيبات الأمنية النهائية وآلية التشاور والحوار الداخلي وآليات التنفيذ.
وتفجرت في وقت سابق خلافات قوية بين ابوقردة الذي شغل منصب الامين العام ورئيس الحركة التجاني السيسي حول تنفيذ بنود الإتفاقية، خاصة فيما يخص بند تنفيذ الترتيبات الأمنية، لكن قيادات في التحرير والعدالة سارعت الى إطلاق تأكيدات بلملمة الخلافات وطي صفحتها.
وقال والي ولاية غرب دارفور، رئيس لجنه الترتيبات الأمنية بالحركة حيدر قالوكوما في مؤتمر صحفي عقد بمقر السلطة الإنتقالية في الخرطوم، الأحد، إن الحركة شرعت في انفاذ الترتيبات الأمنية معترفا بتأخير الخطوة التي كان يفترض ان تنجز بعد 45 يوما من توقيع اتفاق السلام بالدوحة.
وعزا قالوكوما التأخير الى عدم توافر المتطلبات المالية مشيرا الى انها واحدة من التحديات التي واجهت الحركة فضلا عن رؤية بعض القيادات الداعية لتأجيل تنفيذ الخطوة.
وأوضح ان الحركة تتكون من نحو 19 فصيلا وأن لجنه مختصة تشكلت عقب صدور قرار من المجلس الرئاسي للحركة بنيالا شددت على ضرورة الاسراع في انفاذ الترتيبات الأمنية وشرعت ذات اللجنة في زيارات ميدانية شملت معسكرات الحركة في جنوب وشرق دارفور لمتابعة دمج وتسريح قوات الحركة.
وأعترف قلوكوما بوجود تباين في الرؤى داخل الحركة لكنه أستبعد وقوع أي انقسامات، وحث بحر إدريس أبوقردة، على الجلوس والحوار لتوحيد الكلمة وتلافي الخلافات نافيا علم حركة التحرير والعدالة بعقد الامين لمؤتمر صحفي في ذات التوقيت، وأعتبر الحديث عن انفاذ الترتيبات الأمنية عبر السلطة الإقليمية وعده محاولة لـ”التسويف”.
واتهم المتحدث باسم التحرير والعدالة ووزير الدولة بمجلس الوزراء أحمد فضل مجموعات داخل الحركة بالسعي الى عرقلة الترتيبات الامنية مسميا الأمين العام إدريس ابوقردة بالتورط في تلك التحركات، وقلل من وقوع انقسام في الحركة سيما وأنها شهدت من قبل خروج القيادي احمد عبد الشافي وأضاف “لم يخرج معه احد حينها”.
وأكد فضل عزم التحرير والعدالة على خوض الانتخابات بعد مخاطبة مجلس الاحزاب السياسية بتحول الحركة الي حزب سياسي، وقطع بتماسك مؤسسات وأجهزة الحركة بالمركز والولايات مبديا رغبه الحركة في التعاون مع حزب المؤتمر الوطني والحكومة وتقبل الدعم منهما.
أبوقردة: نتقصى كيفية اللحاق بالانتخابات
في غضون ذلك قال بحر أبوقردة أن الحركة أبلغت مسجل الأحزاب رسميا بشروعها فى التحول الى حزب سياسى بعد دمج أول دفعة من قواتها فى القوات النظامية ضمن بند الترتيبات الامنية، وأكد ارسال الحركة وفدا الى المفوضية القومية للانتخابات للتقصي حول كيفية اللحاق بالعملية الانتخابية.
وقال أبوقردة فى مؤتمر صحفي نظمته وكالة السودان للأنباء بقاعة الصداقة بالخرطوم، الأحد، إن التحدي الذي يواجه حركته هو التحول الى حزب سياسي فى هذا التوقيت الضيق الفاصل عن الانتخابات.
وشدد ابوقردة على انه لا ينوي الانشقاق عن قيادة الحركة لافتا الى ان الخلافات فى وجهات النظر تحل داخل المؤسسات.
وطالب مؤسسات السلطة الاقليمية لدارفور بكشف أي فساد وتوضيح الحقائق للناس وأقر بأن الأداء في السلطة لم يكن بالقدر المطلوب، مشيرا الى ان الأجل الموضوع لنهاية سلطة دارفور الاقليمية لا يؤثر على استمرار التنفيذ.
وبشأن امكانية التحالف مع المؤتمر الوطني في الانتخابات المقبلة قال أبوقردة إن “كل الأبواب مفتوحة” وتابع “يمكن أن نتحالف مع المؤتمر الوطنى ونحن نسعى من أجل تحقيق وحدة وطنية لكل أهل البلاد”.