أطراف جنوب السودان تستأنف مفاوضات السلام بأديس أبابا
أديس أبابا 18 ديسمبر 2014 ـ بدأت في العاصمة الأثيوبية، الخميس، المرحلة الثالثة لمحادثات السلام في جنوب السودان بعد تأجيلها 24 ساعة نتيجة لتأخر وصول الوفد الحكومي إلى مقر المفاوضات. وأكملت الحرب الأهلية في البلد الوليد عاما كاملا بحلول منتصف ديسمبر الحالي.
وبدأت الجلسة الافتتاحية تحت رئاسة كل من أعضاء وساطة الهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد”، لازارث سيمويا، وزير خارجية كينيا الأسبق نائبا عن رئيس الوساطة، السفير سيوم مسفن، والفريق محمد أحمد الدابي ممثل السودان في الوساطة، ومدير دائرة السلام والأمن في الهيئة، السفير تولدي قبرامسكل، ووفدي الحكومة، والمعارضة.
وخاطب السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا “إيقاد”، محبوب معلم، قائلا إن قادة إيقاد والمجتمع الدولي لا يزالون يبذلون الجهود لإنهاء الأزمة في جنوب السودان، وأشار إلى ان الوساطة تتابع تنفيذ الاتفاقيات السابقة بين طرفي النزاع وخاصة اتفاق وقف العدائيات عن كثب، موضحا وجود تقدم ملموس.
وأكد معلم تأثر المدنيين في جنوب السودان بهذه الحرب قائلا إن “الملايين تتهددهم المجاعة والآلاف شردتهم الحرب في جنوب السودان”.
وأضاف: “شعب جنوب السودان يعول على هذه الجولة من المفاوضات كثيرا وكذلك المجتمع الدولي هو الآخر ينتظر من هذه المفاوضات أن يتوصل فيها طرفا الصراع إلى اتفاق لإنهاء الأزمة”.
يشار إلى أن النزاع الذي نشب منذ عام تضرر منه حوالي ثلاثة ملايين جنوب سوداني وقاد إلى نزوح 1.5 مليون نسمة، بينما فر حوالي نصف مليون آخرين إلى الدول المجاورة.
من جانبه، عبر رئيس وساطة إيقاد السفير سيوم مسفن عن أمله في أن تحقق هذه الجولة السلام لشعب جنوب السودان بعد مرور عام كامل على اندلاع الأزمة منذ ديسمبر 2013.
وقال سيوم، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه لازارث سيمويا: “دعونا أن نجعل هذا العام آخر عام لمعاناة شعب جنوب السودان”، داعيا قادة أطراف الصراع في جنوب السودان انتهاز هذه الفرصة لإنهاء معاناة شعب جنوب السودان.
ولفت إلى أن “هناك الكثير يجب فعله من أجل تحقيق السلام في جنوب السودان”، قائلا: “تشكيل الحكومة أحد التحديات التي أمامكم”، في إشارة منه إلى أطراف الصراع.
وأوضح أن “فريق الرصد والتحقق رصد خروقات (لم يوضح طبيعتها) قامت بها حكومة جنوب السودان، مطالبا جوبا بضرورة وقف هذه الانتهاكات والخروقات”، وهو ما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جوبا بشأنه.
وكشف سيمويا عن اتصالات أجراها رئيس وساطة إيغاد سيوم مسفن مع رئيس الوزراء الأثيوبي هيلي ماريام ديسالين، لعقد قمة مصغرة تضم كلا من الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، وديسالين، سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق، لبحث أزمة جنوب السودان.
والمعروف أن المفاوضات وصلت لطريق مسدود حول صلاحيات رئيس الوزراء الذي اتفق على يتم تعيينه من حركة رياك مشار. ويطالب وفد المتمردين بتمتعه بسلطات تنفيذية واسعة تمكنه من تنفيذ البرنامج الإصلاحي المتفق عليه لكن الوفد الحكومي يرفض ذلك.
يذكر أن الطرفين اتفاقا على تشكيل حكومة انتقالية تشرف على اجراء إصلاحات سياسية ودستورية في البلاد وتتألف من 24 أو 29 وزيرا على ان تضم ممثلين لطرفي الصراع؛ ومجموعة باقان أموم؛ والأحزاب السياسية المعارضة.
كما توصل الطرفان لاتفاق حول تقسيم الميزانية؛ وإعطاء الولايات الـ 10 صلاحيات أوسع، على الرغم من اختلافهما حول النظام الفيدرالي.