Friday , 29 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

إنهاء الفراغ الدستوري بشرق دارفور ووزراء المعاليا يباشرون مهامهم من الخرطوم

نيالا 16 ديسمبر 2014 – أدى وزراء ومعتمدو ولاية شرق دارفور من أبناء قبيلة المعاليا القسم أمام الوالي، الإثنين، تمهيدا للمشاركة في حكومة الولاية وممارسة مهامهم من الخرطوم، وأحجم دستوريو القبيلة عن المشاركة لأكثر من أربعة أشهر، احتجاجا علي اشتباكات دامية اندلعت مع الرزيقات في اغسطس الماضي بسبب نزاع على أراضٍ إمتنع على اثرها وزراء المعاليا من المشاركة في السلطة التنفيذية.

خارطة توضح التقسيمات القبلية في دارفور الكبرى
خارطة توضح التقسيمات القبلية في دارفور الكبرى
وسقط جراء المعارك العنيفة التي دارت بين الرزيقات والمعاليا اكثر من 300 قتيل وما يزيد عن 600 جريح في هجمات نفذها الرزيقات على منطقة “أم راكوبة” التي تقطنها غالبية المعاليا، كما نزح أكثر من 55 ألف شخص الى محلية “عديلة” والمناطق المجاورة.

وكانت الإدارة الأهلية التي يتبع لها الدستوريين الستة حذرتهم من مغبة المشاركة في حكومة الولاية ما لم تجد حكومة المركز حلا عادلا ينهي المجازر التي يرتكبها الرزيقات في حق المعاليا.

وإنصاع جميع الذين تم تعيينهم كدستوريين بالولاية لأوامر الإدارة وقاطع المعاليا حكومة شرق دارفور سياسيا واجتماعيا واقتصاديا منذ أربعة أشهر وطالبت الادارة الأهلية للمعاليا حكومة المركز بضرورة فصلهم من ولاية شرق دارفور وضمهم الى ايٍ من الولايات المجاورة لها أو وضع محلياتهم كوضعية أبيي المستقلة إداريا.

وقال معتمد محلية ابوكارنكا محمد احمد جاد السيد الذي أدى اليمين الدستورية، الإثنين، أمام والي الولاية بالخرطوم لـ “سودان تربيون” ان قناعتهم ومسؤولياتهم تجاه مواطني المنطقة أجبرتهم على المشاركة في حكومة شرق دارفور موضحا ان عدم المشاركة سيؤدي الى تعميق وتفاقم جراح المنطقة مشيرا الى أن أكثر من 15 ألف طالب وطالبة في حاجة ماسة لتوفير احتياجاتهم الأكاديمية وازاحة العقبات التي تعترض سبيلهم وأوضاعهم تتطلب ضرورة المشاركة التنفيذية لحل تلك القضايا.

وأضاف جاد السيد ان جميع الخدمات الاساسية المتمثلة في المياه والصحة والتعليم متعطلة بسبب غياب الدور التنفيذي ما يتوجب وجود مشاركة فعلية في حكومة الولاية لإصلاح وصيانة كافة المؤسسات الخدمة مرة أخرى مشيرا الى ان قرار المشاركة تم بمباركة من الإدارة الأهلية.

واشار المعتمد الي ان أربعة من الدستوريين سيباشرون مهاماتهم من العاصمة الخرطوم ريثما يتوصل أطراف النزاع بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا الى صلح حقيقي يزيل كافة الاحتقانات المترسبة في نفوس أطراف النزاع.

ونوه جاد السيد الى ان الدستوريين الأربعة الذين يباشرون مهامهم من الخرطوم وهم عثمان قسم حسن وزير الشؤون الاجتماعية وعاصم محمد بخاري وزير الزراعة والغابات بالاضافة الى حسين الفاضل والدكتور حسن محمود ابراهيم معتمدا رئاسة الولاية.

وقال جاد السيد إن حل أزمة ولاية شرق دارفور يكمن في ثلاثة محاور أساسية أولها التنفيذي وأن أي مشاركة لأبناء قبيلة المعاليا في الحكومة التنفيذية للولاية ترمي لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين بينما المحور الثاني يتمثل في ضرورة التوصل الي السلام الاجتماعي بين القبيلتين عبر مؤتمر صلح قبلي حقيقي يطرح فيه كافة القضايا التي تثير النزاعات بين الفينة والأخرى.
وأشار الى أن المشاركة في الحكومة التنفيذية سيدفع عجلة السلام بين الأطراف لتحقيق العلائق بين الفرقاء موضحا أن المحور الثالث ويتمثل في الجانب السياسي الذي يتعلق بتبعية المناطق التي يقطنها المعاليا الي ولاية شمال دارفور أو جعلها كوضعية منطقة أبيي الإدارية.
وأضاف أن هذا المحور سيتم حسمه خلال المشاورات مع حكومة المركز وفق ما هو وارد في الدستور منوها الى ان هنالك مراجعات شاملة لتجربة نظام الحكم اللامركزي بالبلاد.

وأفاد والي شرق دارفور العقيد احمد الطيب عبد الكريم “سودان تربيون” ان موافقة أبناء المعاليا على المشاركة بحكومته يعد دفعا كبيرا في إرساء دعائم السلام بين مكونات الولاية مشيرا الى ان الفراغ الدستوري الذي عاشته حكومة الولاية اثر سلبا على دفع عجلة الاستقرار وتحقيق التنمية وأضاف ان حكومته ستنطلق نحو التنمية بعد اكتمال أركان الهيكل الدستوري.

وقال الطيب ان موجهات ولايته واضحة حول ضرورة اكتمال حلقات النسيج الاجتماعي بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا منوها الي ان هنالك ضوابط صارمة لحسم أية تفلتات أمنية محتملة، وأضاف أن المشاورات لعقد مؤتمر صلح في محلية مروي بالولاية الشمالية اكتملت بعد اتفاق أطراف النزاع حول الأجاويد.

وعلى صعيد نفسه أضاف عمدة قبيلة الرزيقات محمد الحاج مرانو ان القطيعة بين المعاليا والرزيقات اثرت سلبا على العلاقات التليدة الموروثة بين أبناء العمومة منوها الي ضرورة ازالة الغبن الواقع بينهم عبر المصالحات، مطالبا الأطراف بضرورة الكف عن التراشق الإعلامي السالب.

ودعا الى أهمية فتح الطريق الرابط بين محليتي عديلة والضعين لتبادل المنافع مؤكدا ان قبائل المنطقة على أهبة الاستعداد لتنفيذ كافة قرارات حكومة الولاية لضبط أي تفلت أمني قد ينجم بالولاية.

وشهدت ولاية شرق دارفور احتكاكات دموية فظيعة بين المعاليا والرزيقات، وفشل آخر مؤتمر صلح انعقد في شهر يوليو الماضي بمحلية الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان.

وكان المؤتمر برعاية نائب رئيس الجمهورية حسبو عبد الرحمن. وحدد للقبيلتين مؤتمر صالح في الخامس من شهر ديسمبر الجاري بمدينة مروي بالولاية الشمالية، لكن والي شرق دارفور أوضح أن أسباب التأخير لظروف فنية مؤكدا اقتراب موعد انعقاد المؤتمر.

Leave a Reply

Your email address will not be published.