عرمان: الحكومة تتهرب من وقف العدائيات الشامل والاجتماع التحضيري بأديس
أديس أبابا 29 نوفمبر 2014 ـ اتهمت الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، الحكومة السودانية بمحاولة شراء الوقت في مفاوضات أديس أبابا والتهرب من الأجابة على الأسئلة المتعلقة بوقف إطلاق نار يشمل جميع أنحاء السودان وعقد الاجتماع التحضيري لكل القوى السياسية بمقر الاتحاد الأفريقي.
وكان الاتحاد الأفريقي قد أوصى في سبتمبر الماضي باجتماع تمهيدي للأطراف السودانية بأديس أبابا توطئة لانطلاق الحوار الوطني.
وأطلق الرئيس عمر البشير مبادرة للحوار الوطني منذ يناير الماضي، لكن العملية واجهت انتكاسة بانسحاب حزب الأمة القومي وعدم مشاركة قوى اليسار والحركات المسلحة من الأساس.
وقال رئيس وفد الحركة الشعبية ـ قطاع شمال، ياسر عرمان، إن رئيس الوساطة الأفريقية تابو أمبيكي كان قد كلف وفدي التفاوض بنهاية الجولة السابعة بأهمية أن تأتي الأطراف بإجابات واضحة حول كيفية وقف عدائيات شامل في كل أنحاء السودان وكيفية مراعاة خصوصية مناطق الحرب في عمليتي السلام الشاملة والحوار القومي الدستوري وكيفية التحضير للمؤتمر التحضيري الذي سيعقد بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.
وأكد عرمان للصحفيين بأديس أبابا، السبت، أن الوفد الحكومي جاء خالي الوفاض ولم يأتِ بإجابات وأضاع الوقت، وزاد “هم يشترون الوقت.. لذا اجتمعنا بأمبيكي (اليوم) واتفقنا على أن نثير هذه القضايا من خلال الوثيقة الاطارية”.
وتأتي تصريحات عرمان بمثابة رد على اتهامات رئيس وفد الحكومة المفاوض إبراهيم غندور الذي اتهم وفد الحركة بمحاولة إضاعة الوقت في مفاوضات أديس أبابا.
والتأمت منذ الأربعاء الماضي جولة جديدة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، بحضور الطرفين، إلا إن مواقفهما المتباعدة حالت أيضا دون حدوث أي إختراق.
وقال عرمان إن كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني أتت إلى أديس أبابا تبحث عن إجابة واضحة من المؤتمر الوطني الحاكم حول كيفية الوصول إلى مؤتمر قومي دستوري، مؤكدا أن الحزب الحاكم يريد أن يسيطر على المؤتمر الدستوري ويحوله الى مؤتمر شبيه بمؤتمر كنانة وإلى مؤتمر لا يؤدي إلى حل للقضايا الحقيقية.
وتابع “نحن نبحث عن وقف عدائيات شامل في كل السودان وأن تتوقف الحرب بالمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) وفي دارفور، ونريد اجتماع تحضيري في مقر الاتحاد الأفريقي.. هذه هي المهام التي ينبغي أن تنجز، لكن يبدو أن وفد الحكومة أتى بلا إجابات”.
وقطع رئيس وفد الحركة المفاوض بأن وفده سيناقش هذه القضايا في الورقة الإطارية حيث قدمت الحركة إجابات للأسئلة التي قدمها أمبيكي.
وأشار إلى ان قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم 456 طالب بوقف عدائيات شامل لكل السودان، كما طالب الأطراف باجتماع تحضيري في أديس أبابا، قائلا “هذه الأسئلة هي التي يتهرب منها الوفد الحكومي”.
وأفاد عرمان “أن السودان اليوم ليس سودان الأمس، وانتخابات اليوم لن تكون كالأمس، لذلك القوى السياسية كلها مصممة على حلول شاملة وعلى المؤتمر الوطني أن يمضي باتجاه الحلول الشاملة ليكون السودان للجميع ونجد السلام الشامل.. انتهى عهد الحلول الجزئية”.
وقال إن وفده لا يطالب بالمستحيل ولا يريد أن تنتقل الحروب إلى مناطق أخرى، لكنه يطمع في حل القضية السودانية، وزاد “لا يجب أن نحل بالقطاعي، لقد تم تمزيق السودان بمثل هذه الأساليب.. يجب المحافظة على السودان لأنه ليس ضيعة اشتراها المؤتمر الوطني هو ملك لكل السودانيين”.
وأكد عرمان أن أديس أبابا الآن تضم كل طوائف المعارضة والمؤتمر الشعبي وآلية الحوار الوطني ومجموعة سائحون، وأضاف “الكل أتى أديس لسلام للجميع.. الاتفاقات للجميع وليست حجرا على أحد”.