السودان يخسر تمويلا دوليا لمكافحة الألغام بعد الإصرار على تخصيصه لمنظمتين
الخرطوم 25 نوفمبر 2014 ـ خسر برنامج الألغام للأغراض الإنسانية في السودان 770 ألف دولار مقدمة من صندوق الدعم الإنساني التابع للأمم المتحدة “CHS”، بسبب إصرار المركز القومي لمكافحة الألغام على ذهاب التمويل لمنظمتين بعينهما.
يشار إلى أن الأموال عبارة عن تمويل لمشروعات إزالة الألغام ونظافة الذخائر غير المتفجرة والتوعية بمخاطر الألغام في منطقة “رساي” بولاية كسلا، ومنطقة “أبوكرشولا” بولاية جنوب كردفان.
وشهدت منطقة “رساي” وغيرها من مناطق شرق السودان أنشطة عسكرية لقوات التجمع الوطني الديمقراطي، بينما تعرضت “أبوكرشولا” للاجتياح من قوات الجبهة الثورية قبل أن تعيد القوات الحكومية السيطرة عليها في العام 2013.
وحسب معلومات تحصلت عليها “سودان تربيون”، فإن برنامج الألغام للأغراض الإنسانية خسر التمويل نسبة لعدم التزام مدير المركز القومي لمكافحة الألغام العقيد صلاح الحاج بشير بمعايير مكافحة الألغام التي تتبعها الأمم المتحدة وتتقيد بها، خاصة فيما يتعلق بتمويل المنظمات الدولية والوطنية أو غيرها، لتنفيذ مشروعات تتعلق ببرنامج الألغام.
وأكد مصدر مطلع بالمركز لـ “سودان تربيون” أن المدير أصر على أن يذهب مبلغ الـ 770 ألف دولار لتمويل منظمتين هما “ندى الأزهار” و”الوحدات الوطنية” لإزالة الألغام لتنفيذ المشروعات المذكورة.
وطبقا لتقرير اللجنة المكونة من مكتب الأمم المتحدة لخدمات مشاريع الألغام “UNOTS” وصندوق الدعم الإنساني التابع للأمم المتحدة “CHS” والمركز القومي لمكافحة الألغام وممثل المنظمات، فإن المنظمتين لا تنطبق عليهما الشروط المطلوبة حسب المعايير، وبالتالي لا يمكن تمويلهما لتنفيذ هذه المشروعات.
واختارت اللجنة منظمات وطنية أخرى ضمن منظمات قدمت طلباتها لتنفيذ المشروعات، لكن نسبة لتدخل مدير المركز في شؤون اللجنة وإصراره على ذهاب التمويل لمنظمتي “ندى الأزهار” و”الوحدات الوطنية”، رفض مكتب الأمم المتحدة وصندوق الدعم الإنساني، ما اعتبراه “سلوكا غير مبرر يفسر في إطار المصالح الشخصية الضيقة”، وأمرا بإعادة التمويل من حيث أتى.
وكان عددا من مدراء الأقسام بالمركز القومي لمكافحة الألغام قد تقدموا بمذكرة لنائب رئيس الجمهورية حسبو عبد الرحمن، طالبته بالنظر فيما أسموه تجاوزات مالية وإدارية في برنامج مكافحة الألغام ومحاسبة مرتكبيها.
وأبلغ مفصولون من المركز القومي لمكافحة الألغام “سودان تربيون” في العاشر من نوفمبر الحالي، بأن إدارة المركز أطاحت بهم بسبب وقوفهم خلف مذكرة رفعت إلى نائب رئيس الجمهورية والبرلمان، تنتقد إلحاق المركز بوزارة الدفاع بدلا عن وزارة الشؤون الإنسانية، وتسلط الضوء على تجاوزات مالية وإدارية في ظل الإدارة الجديدة.
وتقول المذكرة الاحتجاجية: “الصورة الاعتبارية للمركز القومي لمكافحة الألغام اصبحت مهزوزة وهزيلة أمام الأمم المتحدة للطريقة الخاطئة المتبعة في تصفية الدعم المالي حيث تتم التصفية في بنود مختلفة عن بنود الأنشطة التي ترفعها الأقسام وفقا لخطة عمل المركز”.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن المركز تم اتباعه لوزارة الدفاع، بعد دمج وزارة الشؤون الإنسانية في وزارة الرعاية الاجتماعية، قبل نحو ثلاث سنوات، ويرأس المركز حاليا ضابط منتدب من سلاح المهندسين.
وفشل مركز مكافحة الألغام في تطهير شرق السودان من الألغام، فضلا عن تعثر عمليات التطهير في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بسبب اشتعال الحرب بين الحكومة ومتمردي الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، منذ يونيو 2011.