ملتقى أمني بجنوب دارفور لحسم التفلتات وحروب القبائل
نيالا 17 نوفمبر 2014 ـ هدد والي جنوب دارفور، الإثنين، بأنه لن يتوانى عن ضرب حصون المجرمين مهما بلغت قوتهم وقدراتهم القتالية، وكان الوالي يخاطب ملتقىً للتنسيق الأمني بمحلية عد الفرسان ضم 10 محليات لحسم الفلتان الأمني والحد من النزاعات القبلية.
وشدد اللواء آدم محمود جار النبي على ضرورة حسم الانفلات الأمني في كافة محليات الولاية موضحا أن المشروعات التنموية لا يمكن تنفيذها إلا بتوفر الأمن والاستقرار، وأشار إلى أن الدولة عقدت العزم لبسط الأمن، وأضاف أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها لجنة أمن الولاية حققت قدرا كبيرا في انخفاض معدل الجريمة.
وطبقت ولاية جنوب دارفور أوامر الطوارئ منذ يوليو المنصرم بعد أن شهدت المدينة حالة من الإنفلات الأمني وعمليات نهب وقتل في قلب العاصمة وطرقها الرئيسية فضلا عن إغتيال معتمد محلية كتيلة، وشملت الطوارئ جميع المحليات بعد هروب المجرمين إليها.
وبموجب الطوارئ منع حمل السلاح لغير العسكريين وحظر إرتداء الكدمول “عمامة لثم لإخفاء ملامح الوجه” بجانب منع حركة السيارات ذات الدفع الرباعي والدراجات النارية.
وقال والي جنوب دارفور لدى مخاطبته الملتقى الأمني برئاسة محلية عد الفرسان أن ولايته جاهزة لتذليل كافة العقبات التي تقف أمام تحقيق الأمن للمواطنين.
وأعلن دعمه اللا محدود للإدارة الأهلية باعتبارها الركيزة الأساسية لتحقيق الأمن مبينا أنه سينفذ كافة التوصيات والقرارات التي يخرج بها الملتقى، مؤكدا تشكيل لجنة مشتركة من الشرطة والجيش وجهاز الأمن لبسط هيبة الدولة بالمحليات.
ونظم معتمدو المحليات العشرة الواقعة جنوب نيالا الملتقى التنسيقي لحسم الفلتان الأمني المتفشي وإيجاد آلية تحد من النزاعات القبلية بين مكونات المنطقة فضلا عن دعم مؤتمرات الصلح بين القبائل.
وتعيش قبائل المحليات العشرة حالة من القطيعة والتوتر بسبب الصراعات بين مكونات محليات: “عد الفرسان، كبم، كتيلة، تلس، دمسو، رهيد البردي، أم دافوق والسلام”، بسبب التنازع حول الحاكورة “ملكية الأرض”، ولم تفلح عدة مؤتمرات للصلح بين القبائل في إعادة الصلات إلى سابق عهدها.
يشار إلى أن تأسيس تلك المحليات جاء على أساس المساومات والترضيات السياسية “بيعة الولاء” التي تم بموجبها منح محلية لكل قبيلة حيث تمثل المحليات العشرة 8 قبائل أغلبها مقتتلة في بعضها البعض.
وكان من أعنف الصراعات القبلية التي شهدتها تلك المناطق قبل عام، القتال بين قبيلتي التعايشة والسلامات بمحلية رهيد البردي، والذي خلف أكثر من 850 قتيلا وجريحا، فضلا عن نزوح نحو 2000 أسرة.
واتهمت قبيلة السلامات التعايشة بإرتكاب مجازر وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين، وما زالت القبيلتان في حالة حرب خاصة بعد فشل الجهود المبذولة لرأب الصدع بين الطرفين.
وشهدت محلية عد الفرسان هي الأخرى معارك شرسة بين قبيلتي القمر والبني هلبة في فبراير الماضي، ما خلف نحو 700 قتيل وجريح بين الطرفين، بالإضافة إلى نزوح كامل لمواطني محلية كتيلة.