قمة “إيقاد” تؤجل زيارة سلفاكير إلى الخرطوم
الخرطوم 31 أكتوبر 2014 ـ أعلن رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، الجمعة، تأجيل زيارته إلى الخرطوم، للثلاثاء، بدلا عن السبت، نسبة لانشغاله بالترتيب لحضور قمة رؤساء “ايقاد” بمدينة بحردار الأثيوبية بشأن التوصل إلى تسوية سلمية في الصراع الدائر في الدولة الفتية منذ ديسمبر الماضي.
وقال سفير جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت لصحيفة (الجريدة) الصادرة بالخرطوم، صباح الجمعة، إن سلفاكير بعث ببرقية أعتذار الى سفارة الخرطوم بجوبا للاعتذار عن زيارة الخرطوم السبت لانشغاله بالترتيب لحضور قمة “ايقاد”.
وكان اتينج ويك المتحدث باسم سلفاكير، نفى اتهامات الخرطوم لجوبا بدعم جنوب السودان لمتمردي السودان، مشيرا إلى أن حكومة بلاده لم توجه اتهامات إلى الخرطوم رغم استقبالها الكبير لزعيم المتمردين رياك مشار قبل أشهر.
وأضاف سفير جوبا لدى الخرطوم أن قمة “ايقاد” ستبحث تفاصيل المفاوضات وتحسم بعض القضايا محل الخلاف بين أطراف الصراع للوصول الي نتائج أيجابية وملموسة بشأن السلام العادل.
وقال نائب وزير الخارجية بجنوب السودان بشير بندي من بحر إن رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريام ديسالين يجري مشاروات مع قادة رؤساء دول “ايقاد” من أجل تحديد موعد لعقد قمة على مستوى الرؤساء من أجل السلام في الجنوب.
وأشار بندي الى أن جولة المحادثات المباشرة بين أطراف الصراع ستبدأ عقب أنعقاد القمة وأضاف أن المشاورات مستمرة بين أطراف الصراع من أجل التباحث حول أجندة جولة محادثات السلام السابعة بين الأطراف.
وتوقع وسطاء أن يجري الرئيس سلفا كير ونائبه السابق، زعيم المتمردين رياك مشار محادثات مباشرة في أديس أبابا الأيام المقبلة حول القضايا التي تحول دون التوصل إلى اتفاق سلام نهائي.
وخلف النزاع الذي يمزق جنوب السودان منذ أكثر من عشرة أشهر، آلاف القتلى، في ظل عدم توافر حصيلة دقيقة، واضطر نحو 1,8 مليون شخص لمغادرة منازلهم، وتجدد القتال قبل أيام بين القوات الحكومية والمتمردين في مدينة بانتيو النفطية، وسط تنديد دولي وتحذير من تداعيات تجدد الاشتباكات.
المعابر الحدودية
إلى ذلك أكد وزير الداخلية السوداني الفريق عصمت عبد الرحمن أن فتح المعابر الحدودية مع دولة جنوب السودان لن يتم بصورة رسمية إلا بعد ترسيم الحدود وتحديد الخط الصفري الحدودي.
وأشار خلال تصريحات، الخميس، إلى أن دولة الجنوب لا تريد تحديد الخط الصفري وتوقع أن تحدد الزيارة المرتقبة لسلفاكير للخرطوم الجدول الزمني لانعقاد اللجنة الأمنية العسكرية المشتركة بين الدولتين لمناقشة هذه الملفات والانتقال لانسياب التجارة الحدودية وحركة المواطنين بين الدولتين.
وأفاد وزير الداخلية أن عمليات تحديد المعابر والاتفاق عليها تمت خلال الاجتماعات السابقة ووضعت كافة الترتيبات لتنفيذها إلا أن تحديد الخط الصفري يعتبر الآن أكبر عائق أمام إنفاذ الترتيبات الأمنية الحدودية بين الدولتين.
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي إن الأزمة الراهنة في دولة جنوب السودان ستتصدر أجندة القمة نظرا لتضرر السودان من هذه الأوضاع والتي أدت لتعطيل تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين الدولتين وأثرت بصورة خطيرة على إنتاج البترول حيث تم إيقاف نصف إنتاج النفط بسبب التهديدات الأمنية للحرب في جنوب السودان.
وعبر وزير الخارجية عن أسفه لتجدد القتال مرة أخرى خلال اليومين الماضيين بين فرقاء دولة الجنوب.
وأبان أن شكوك السودان ما زالت قائمة بشأن دعم جوبا للحركات المسلحة المتمردة في منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان. وقال “تلقينا معلومات تؤكد تقديم دولة جنوب السودان دعما للمتمردين”.
وكشف كرتي عن اتصالات تمت بين الخرطوم وجوبا لاستئناف التحرك المشترك الثنائي تجاه الدول الدائنة لإعفاء الديون خلال نوفمبر المقبل بالتنسيق مع الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو امبيكي.
وأشار إلى أن التحركات بشأن إعفاء الديون تواجه عقبات من بينها العقوبات الأميركية التي تمنع واشنطن نفسها من أن تكون مشاركا حقيقيا إيجابيا في موضوع إعفاء الديون عن السودان.
وتوقع أن تسفر زيارة الرئيس سلفاكير للخرطوم عن نتائج إيجابية تدفع في اتجاه تنشيط وتحريك الاتفاقيات بين البلدين.