حركة مناوي: فصل قادة عسكريين بعد رصد تخابرهم مع الحكومة
الخرطوم 20 أكتوبر 2014- قال مسؤول في حركة تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي إن قرار فصل الضباط العسكريين من الحركة، اتخذ في أعقاب رصد تورط تلك العناصر في تحركات باتجاه التخابر مع الحكومة السودانية.
وشدد نائب رئيس الحركة الريح محمود في تعميم صحفي، الإثنين، على ان المجلس القيادي، تعامل مع المعلومات المرصودة وفق الدستور والأطر واللوائح التنظيمية وقرر فصل الضباط وتجريدهم من رتبهم.
واتهم قادة عسكريون من حركة مناوي، الأحد قبل الماضي، رئيس الحركة بممارسة الفتنة العشائرية والقبلية داخل الحركة وأعلنوا عن منحه مدة شهر قبل الإقدام على خطوات تصحيحية في الحركة.
وقال القادة في بيان، وقع عليه 26 من العسكريين الميدانيين إن مناوي عين مقربين منه في المناصب القيادية بدون الرجوع الى المجلس الثوري، أعلى سلطة بالحركة، كما اتهموه بالفساد المالي والإداري واعتقال وتلفيق اتهامات كاذبة ضد قيادات الحركة.
وحسب القرار الصادر عن المجلس القيادي فإنه تقرر أن يُفصَل من الحركة ويُجَرَّد من الرُتبة والوضع التنظيمي بهيكل الحركة كل من العميد آدم صالح أبكر “الناطق العسكري لجيش الحركة وقائد رُكن الإمداد”، العقيد عبد الله تجاني شغب، العقيد آدم بوى داد “مساعد الرئيس للشؤون الإنسانية” والمقدم أبكر صابون فلانكا.
وأشار الريح محمود الى أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ظلت تستخدم الضباط المفصولين في محاولات التشويش علي الرأي العام وعضوية الجبهة الثورية السودانية وعضوية الحركة على وجه الخصوص بتصوير الأمر وكأنه انشقاق في الحركة، عبر بعض المواقع الاسفيرية واحدى الاذاعات المحلية.
وقطع نائب مناوي بأن حركتهم ماضية في تحقيق أهدافها دون إلتفات الى من اسماهم “سماسرة الحرب”، أو مؤامرات أجهزة النظام مؤكدا تماسك الحركة على كل مستوياتها وخاصةً العسكرية والسياسية.
ولفت الى ان الحركة مدركة للمؤامرات والدسائس التي تحاك حولها وانها مستعدة للتعامل معها كما انها على أهبة الاستعداد لخوض عملياتها ضد قوات ومليشيات الحكومة في الفترة المقبلة واضاف “سنرد عليهم بيان بالعمل”.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية القريب من الدوائر الأمنية في الخرطوم، الأحد، عن متحدث باسم الضباط المفصولين إمكانية دخولهم في حوار مع الحكومة السودانية، حال الموافقة على مطالبهم التي حملوا من أجلها السلاح، وعد قرار الفصل الصادر بحق المجموعة شرفا ونصرا للخروج من دائرة الأخطاء التي ظلت تمارس داخل مؤسسات الحركة.
وقال آدم صالح أبكر الناطق العسكري بإسم القيادات إن قرار فصلهم بتهمة التخابر مع الحكومة، ووجود اتصالات مع بعض قادة النظام “ليس خصماً علينا وإنما يمثل إضافة حقيقية لمواصلة مسيرتنا التصحيحية”.
ولفت الى ان وجود قنوات اتصال بين المنشقين والحكومة “ليس أمراً مستحيلاً أو ممنوعاً” برغم الاختلافات والتباين في وجهات النظر بين الطرفين حول بعض القضايا، لأن السلام يمكن أن يطرق من أجله أي باب”.
واتهم أبكر مناوي وفقا للمركز الصحفي بـ “الخيانة والتخابر مع جهات خارجية ضد أهله و دولته” إضافة إلى “أخطائه التي لا دخل فيها للنظام ولا يتحمل مسؤوليتها”، مشيراً إلى أن خطوة الاتفاق وجدت دعم ومساندة من منظمات المجتمع المدني وجهات أخرى نافذة وفصائل وحركات أبدت رغبتها في الانضمام للمجموعة.
وحذر صالح من عواقب أي خطوة يمكن أن يتخذها مناوي ضد القيادات بالتصفية أو الاعتقال، مؤكداً أن مشكلة دارفور داخلية ويمكن حلها في الإطار الداخلي، وأن السلام خيار إستراتيجي لهم والحرب مفروضة عليهم.
يذكر أن حركة تحرير السودان كانت انشطرت إثر مؤتمر حسكنيتة الشهير في عام 2005 إلى جناحين احدهما بقيادة مناوي والآخر بقيادة مؤسس التنظيم عبد الواحد النور، وتواصلت في الحركة الانقسامات حتى وصل عدد فصائلها في الماضي إلى 26 فصيلا.
ووقع مناوي على اتفاقية ابوجا في مايو 2006 إلا إنه تبرأ منها في نهاية العام 2010 واتهم الحكومة السودانية بعدم الجدية في تنفيذ بنودها معلنا تمرده من جديد.
وشكل مناوي في عام 2011 تحالفا باسم الجبهة الثورية السودانية بالاشتراك مع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور وحركة العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال.