قادة ميدانيون بدارفور يمهلون مناوي شهرا لإجراء إصلاحات في الحركة
الخرطوم 12 أكتوبر 2014 ـ اتهم قادة عسكريون من حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني مناوي رئيس الحركة بممارسة الفتنة العشائرية والقبلية داخل الحركة وأعلنوا عن منحه مدة شهر قبل الاقدام على خطوات تصحيحية في الحركة.
وقال القادة في بيان أصدروه الثلاثاء 7 اكتوبر ووقع عليه 26 من القادة الميدانيين إن مناوي عين مقربين منه في المناصب القيادية بدون الرجوع الى المجلس الثوري وهو أعلى سلطة بالحركة، كما اتهموه بالفساد المالي والإداري بالاضافة لاعتقال وتلفيق اتهامات كاذبة ضد قيادات الحركة .
وأمهل القائد الميداني والمتحدث باسم المجموعة الإصلاحية بالحركة آدم صالح أبكر في اتصال هاتفي اجرته معه “سودان تربيون”، الأحد، رئيس الحركة شهرا لإجراء إصلاحات جذرية داخل الحركة.
وأضاف صالح ان الحركة تعاني من أزمة قيادة تستوجب ضرورة ترميمها لتعود قيادة قوية قادرة على مجابهة كافة العقبات مشيرا الى ان البيان الذي أصدرته مجموعته يمثل حصيلة مشاورات واسعة وسط قيادات الحركة العسكرية والسياسية.
وصرحت مصادر مقربة من القيادات الميدانية أن جزءا لا يستهان به من أفراد الحركة يناصرون المجموعة الإصلاحية وأن هؤلاء القادة يتمركزون الآن مع قواتهم في شمال دارفور.
يذكر أن حركة تحرير السودان كانت انشطرت إثر مؤتمر حسكنيتة الشهير في عام 2005 إلى جناحين احدهما بقيادة مناوي والآخر بقيادة مؤسس التنظيم عبد الواحد النور، لكن أول حركة متمردة في دارفور ما لبث وان تواصلت فيها الانقسامات حتى وصل عدد فصائلها في الماضي إلى 26 فصيلا.
ورفض آدم صالح في حديثه لـ”سودان تربيون” اعتبار خطوة مجموعته انشقاقا وشدد على أنها “محاولة إصلاحية” في الوقت الراهن، مشيرا الى ان هنالك بيانات أخرى ستصدر حال تمادى مناوي وعدم الاستجابة لمطالبهم.
وتابع قائلا: (اذا لم يستجب مناوي لمطالبات قيادات الحركة حينها لكل حدث حديث) وأضاف أن الحركة تعاني من الإهمال بسبب ابتعاد القيادة من إدارات الحركة.
ولم تتمكن “سودان تربيون” من الاتصال برئيس الحركة مني أركو مناوي للرد على هذه التطورات.
تجميد المفاوضات
وأعلن صالح انهم بصفتهم قيادات عسكرية يجمدون أية مفاوضات باسم الحركة الى حين اجراء إصلاحات داخلها منوها الى انهم سيبعثون خطابات للاتحاد الأفريقي وكافة الجهات المشاركة في مفاوضات أديس أبابا والدول المجاورة وشدد ان مناوي لا يمثل الحركة في أي منبر يناقش مصالح دارفور.
يشار إلى ان الآلية الرفيعة للاتحاد الافريقي بقيادة تابو امبيكي تعتزم تنظيم اجتماعات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور بغرض التوقيع على وقف للعدائيات قبيل التئام اجتماع آخر لكل القوى السياسية السودانية في غضون الاسابيع المقبلة بعد اعتذار الخرطوم عن عقده في 16 اكتوبر.
ويشدد المراقبون الاقليميون والدوليون على ان انشقاقات الفصائل الدارفورية يشكل عقبة امام الوصول إلى تسوية سلمية للنزاع القائم في غرب السودان منذ احدى عشر عاما.
وعلى الرغم من التوقيع على اتفاقات سلام مع العديد من الحركات الدارفورية إلا إن تواجد من يرفعون السلاح يحول دون احلال السلام بشكل نهائي وعودة الحياة الطبيعية في المنطقة.
ونبه صالح الى ضرورة توحيد حركة جيش تحرير السودان تحت قيادة واحدة لإعادة سيرتها الأولى.
ووقع مناوي على اتفاقية ابوجا في مايو 2006 إلا إنه تبرأ منها في نهاية العام 2010 واتهم الحكومة السودانية بعدم الجدية في تنفيذ بنودها معلنا تمرده من جديد.
وشكل مناوي في عام 2011 تحالفا باسم الجبهة الثورية السودانية بالاشتراك مع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور وحركة العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال.