“الإصلاح الآن”: الإصلاحيون في جميع مستويات الحزب الحاكم
الخرطوم 9 أكتوبر 2014 ـ هاجمت حركة “الإصلاح الآن”، نائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، مساعد الرئيس، إبراهيم غندور، بعد حديث له ضمن وثيقة سرية مسربة قال فيه إنهم يمتلكون نصف الحركة، واتهمت الحركة الحزب الحاكم بإختراق الأحزاب وتفكيكها، وقطعت بوجود “أصلاحيون” داخل جميع أجهزته ومستوياته.
وأنشقت حركة “الإصلاح الآن” بقيادة غازي صلاح الدين العتباني، عن حزب المؤتمر الوطني في أكتوبر الماضي، بعد أن رفعت قيادات إسلامية مذكرة للرئيس عمر البشير تنتقد قتل المتظاهرين في احتجاجات سبتمبر 2013، وتطالب بالتراجع عن رفع الدعم الحكومي عن الوقود الذي تسبب في اشعال المظاهرات.
وقال القيادي في حركة “الإصلاح الآن” محمود الجمل لـ”سودان تربيون” إن حديث غندور هو إثبات لكل ما يقال عن أن المؤتمر الوطني يعتمد على أموال الدولة في تمويل أنشطته “ابتداء بالمؤتمرات وانتهاءا بإختراق الأحزاب وتفكيكها”.
وكان الباحث الأميركي في الشأن السوداني إريك ريفز، نقل عن نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم في وثيقة سرية مسربة، قوله: “إن نصف حركة (الإصلاح الآن) هي حقتنا”.
ونفى غندور ما جاء في وثيقة (إريك ريفز) جملة وتفصيلا، وقال لصحيفة “اليوم التالي” الصادرة في الخرطوم، الخميس، إنه لم يحضر اجتماعا مثل هذا، وأكد أنها وثيقة مضروبة 100% ومحض تأليف.
وأكد الجمل إن انتهاج الحزب الحاكم لسياسة إختراق وتفكيك منافسيه، يدل على خوف قيادات المؤتمر الوطني وضعفهم في مواجهة القوى السياسية ومنافستها بشفافية.
وكان القيادي في الحركة وعضو آلية “7+7” الخاصة بالحوار الوطني، حسن عثمان رزق، اتهم في خواتيم سبتمبر الماضي، الحزب الحاكم بالاعتماد على أموال الدولة في مناشطه، لكن إبراهيم غندور نفى ذلك بشدة وطالب رزق بالدليل حتى لا يوصم بالكذب.
وقال الجمل إن عضوية المؤتمر الوطني تنتسب للحزب الحاكم من أجل المال والسلطة، بينما الذين يتبعون حركة “الإصلاح الآن” يتبعونها من أجل فكرة الإصلاح.
وأكد أن إنشقاق العتباني ورفاقه عن المؤتمر الوطني كان بمثابة خروج الرأس، بينما تبقى الإصلاحيون داخل أجهزة الحزب الحاكم، قائلا: “نحن نقول لهم إن خروج د. غازي ورفاقه هو خروج الرأس وباقي الجسد الإصلاحي كله معهم بالداخل وعلى كافة المستويات”.
وأشار الجمل إلى أن البلاد تمر بمنعطف خطير، ما يتطلب من الجميع التحلي بروح الوطنية وأولهم قيادات المؤتمر الوطني التي ينبغي أن تبتعد عن التراشق الإعلامي وأن يكون همها الوطن وليس إقصاء وتفكيك الآخرين، وزاد “الوطن كيان يسع الجميع وكلنا شركاء فيه وليس حكرا على فئه أو أحد”.