الجبهة الثورية تتبنى تكوين تحالف عريض لأسقاط النظام وتأجيل الانتخابات
الخرطوم 8 أكتوبر 2014 ـ تبنت الجبهة الثورية المسلحة بالسودان تكوين تحالف استراتيجي عريض يضمها مع تحالف قوى الإجماع الوطني والقوى الأخرى لإسقاط النظام ومنع إجراء الانتخابات، وأكدت أن مؤتمرها الأخير في برلين تبنى توحيد المعارضة وعدم خلق مراكز جديدة لها.
وتتكون الجبهة الثورية من تحالف حركات دارفور المسلحة والحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، التي تقود تمردا في المنطقتين “ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق”، بينما يتشكل تحالف قوى الإجماع الوطني من أحزاب معارضة في الخرطوم.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة الثورية ياسر عرمان في تصريحات مكتوبه وزعها، الأربعاء، إن النظام السوداني يستمد قوته من ضعف المعارضة وتشتتها وتمزقها، ما يتطلب توحيد العمل المعارض، كشرط وحيد لإعادة توازن القوى السياسي بين النظام وخصومه لاسقاطه، وأفاد أن المعارضة مطالبة بتوحيد نفسها، حتى تتقدم كبديل وطني حقيقي.
وحذر من أن المؤتمر الوطني يستميت في عدم السماح للقوى السياسية للاتفاق على مشروع وطني جديد، على غرار مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية في 1995، ويحاول عرقلة هذه العملية ليتمكن من إعادة إنتاج نظامه، مشيرا إلى حتمية وحدة المعارضة باعتبارها شرطا رئيسيا للاتفاق على مشروع وطني جديد لبناء دولة سودانية جديدة قائمة على المواطنة بلا تمييز.
ورأى عرمان أن هناك عملا ضخما من النظام لتمزيق صفوف المعارضة، ناصحا بعدم حل القضايا التي حولها تناقض عبر أجهزة الإعلام، وقال “قوى الاجماع الوطني هي حليف استراتيجي للجبهة الثورية، وهذه ليست مجرد أحاديث للاستهلاك وإنما اختبرت في مواقف منها الموقف من الحوار الوطني”.
وأكد أن كل من الحركة الاتحادية وحزب الأمة جزء لا يتجزأ من قوى المعارضة وفصائل مهمة وفاعلة، ويجب أن تصبح جزءا من آليات العمل المعارض، مشيرا إلى أن رؤية الجبهة الثورية هي عدم خلق مراكز جديدة للمعارضة، بل توحيد ما هو موجود.
وأقر عرمان بتناقضات حدثت في الماضي بين أطراف المعارضة السودانية لكن يجب ترك التناقضات وتوحد قوى إعلان باريس، وقوى الاجماع الوطني والقوى الأخرى، والمجتمع المدني، فضلا عن إيجاد صيغ مرنة وفعالة للعمل مع القوى الاجتماعية الجديدة من النساء، الطلاب، الشباب والنقابات، وتابع “المعارك التي تدور الآن هي في غير معترك، لأن مصالحنا توحدنا جميعاً”.
وكان رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى قد دمغ، الأسبوع الماضي، أيادٍ في المعارضة والجبهة الثورية بمحاولة العبث بقوى التحالف، واتهم الجبهة الثورية بالوقوف وراء تلك التحركات، وذلك إثر تقارير صحفية، أفادت بأن نحو عشرين حزبا معارضا في الداخل يعتزمون الإعلان عن تحالف جديد.
وأشار إلى اتصالات مع قوى الاجماع الوطني، وسمى رئيس هيئة التحالف فاروق أبوعيسى ورئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ وآخرين من قيادات التحالف، فضلا عن “اتصالات مستمرة” مع الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ولقاء زعيمه محمد عثمان الميرغني واتصالات مع الأحزاب الاتحادية الأخرى وبقية الأطراف السياسية.
وذكر أن قيادة الجبهة الثورية في اجتماعها الأخير في برلين الأسبوع الماضي، اتخذت خطا واضحا بتوحيد المعارضة وعدم الدخول بأي شكل من الأشكال في صراعات.
الجبهة الثورية والبعثيين
وحول خلافات الجبهة الثورية مع البعثيين في السودان، قال عرمان إنه لم يتم إجراء أي حوار جاد وحقيقي بين الجبهة الثورية والتنظيمات البعثية، وزاد “نحن نسعى لهذا الحوار ولا نعتقد أن هناك قضايا خلافية عميقة”.
وأكد عدم وجود أي خصومة مع البعثيين، و”لكن توجد مهام معقدة ومشتركة، وتحديات كبيرة فكرية وسياسية، وعلى الطرفين أن يواجها تلك التحديات عبر حوار عميق ومنتج ومفيد يسهم في تقدم الحياة السياسية السودانية ووحدة قواها الوطنية”.
وقطع بأن قوى إعلان باريس “حزب الأمة القومي والجبهة الثورية” تبنت أربع آليات، مضيفا أن الحل السلمي لا يزال هو الآلية المفضلة، وكذلك الانتفاضة السلمية والعمل المسلح والتضامن الدولي.
ودعا مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة الثورية، القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقوى التغيير من النساء والشباب والطلاب لمنع قيام الانتخابات وجعلها منصة لمعركة واسعة تقود إلى انتفاضة سلمية تسقط النظام، وقال: “سعينا مع كل القوى السياسية لكي نلتقي لمنع قيام الانتخابات، ولتشكيل أوسع جبهة من المعارضة لإسقاط النظام”.
وتابع “ما يجب أن تفعله هذه القوى الآن ليس الإكتفاء بمقاطعة الانتخابات، لأنه لن يكون عملاً ثورياً وجاداً، بل يجب أن نستغل الفرصة لعمل جماهيري واسع ونحولها إلى معركة إسقاط النظام.. الانتخابات ستوفر فرصة نادرة لاجتماع واصطفاف قوى سياسية عريضة ومنظمات مجتمع مدني ما كانت لتجتمع إلا في هذا الحدث السياسي الهام”.
وأوضح عرمان أنهم لمسوا رفض قيام الانتخابات في لقاء الميرغني، بجانب رفض المؤتمر الشعبي وشرائح مهمة من الإسلاميين لإجرائها قبل الحوار الوطني والعملية الدستورية.
ونوه إلى أن ما يقوله المؤتمر الوطني عن أن الانتخابات استحقاق دستوري “نكتة سمجة”، لأن الحزب الحاكم نفسه أجل الانتخابات الماضية بالاتفاق مع الحركة الشعبية عام 2010، موضحا أن المؤتمر الوطني اتخذ قراره بإجراء الانتخابات.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن المؤتمر الوطني يصر على إجراء الانتخابات في ميقاتها المضروب في أبريل المقبل، بينما تطالب المعارضة بتأجيل العملية إلى ما بعد الحوار الوطني والاتفاق على حكومة قومية تشرف على تعديل الدستور والقوانين ومن ثم إجراء الانتخابات.
وشكك عرمان في امكانية تحالف المؤتمر الوطني الحاكم والمؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي، قائلا: “أنني أعلم أن المؤتمر الشعبي بقدر ما قدمه من تنازلات لكن النظام لم يقدم له أي تنازلات، ولا يحترمه”.
وقال إن المؤتمر الشعبي يدرك أن وحدة الحركة الإسلامية على الشمولية وقهر الآخرين أدت لتمزيق الحركة الإسلامية مثلما مزقت السودان من قبل، و”من جرب المجرب حاقت به الندامة”.
وذكر: “بوضوح نرى أن المؤتمر الشعبي ارتكب خطأ كبيرا، وسيدفع ثمن هذا الخطأ، لأن النظام غير مستعد لتقديم (فضلات) للآخرين.. المؤتمر الوطني ليس نظام للحزب الواحد بل هو نظام للرجل الواحد، وهو لا يسمح بأي مساحة للحركة حتى لأصدقاءه أو حلفاءه”.