الجبهة الثورية ترتب لمؤتمر جامع للمعارضة السودانية على غرار أسمرا 1995
جوهانسبيرج 23 سبتمبر 2014 ـ كشفت الجبهة الثورية السودانية عزمها عقد مؤتمر جامع لقوى المعارضة السودانية لتوحيد الرؤى حول مستقبل السودان وتبني برنامج سياسي موحد قبيل انعقاد الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس عمر البشير منذ يناير الماضي.
وأبلغ مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة الثورية السودانية ياسر عرمان “سودان تربيون” من جنوب افريقيا، الثلاثاء، أنهم يجرون اتصالات واسعة لعقد مؤتمر لكافة قوى المعارضة السودانية مماثل لمؤتمر القضايا المصيرية الذي عقد في أسمرا عام 1995 لتصل القوى المعارضة عبره إلى رؤية وبرنامج موحد ومشروع وطني جديد يستوعب الدروس من انفصال جنوب السودان ويقدم تصورا لبناء السودان وفق مشروع جديد.
وشدد عرمان على أن الخطوة تقتضيها التطورات الأخيرة التي طرأت على الساحة خاصة بعد التوقيع على اتفاق الحوار الوطني والعملية الدستورية تحت إشراف الوساطة الأفريقية بقيادة تابو أمبيكي في 4 سبتمبر والذي بموجبه قرر مجلس السلم الأفريقي تنظيم لقاء في مقر الاتحاد الأفريقي لكل القوى السياسية السودانية للاتفاق على أجندة المحادثات وإطارها الزمني.
وقال “لقد أدى دخول الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي كأطراف مسهلة وضامنة في العملية الدستورية إلى تحول الاتحاد الأفريقي من عربة مطافئ للحلول الجزئية إلى راعٍ للحل الشامل الذي يربط إنهاء الحرب بالتحول الديمقراطي”.
ووصف عرمان الاجتماع حول الاتفاق الإطاري للحوار الوطني بأنه أكبر تطور سياسي سيحافظ على وحدة السودان عبر حل شامل وجدد التأكيد على استعدادهم في الجبهة الثورية للمشاركة في حوار وطني على قدم المساواة.
محادثات وقف العدائيات
ورحب عرمان بمجهودات أمبيكي والاتحاد الأفريقي، وقال إنهم في الحركة الشعبية مستعدين للمشاركة في جولة المفاوضات القادمة حول وقف العدائيات التي دعت لها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى والتي يتوقع أن تعقد في أديس أبابا في 12 أكتوبر القادم.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في تحالف الحركات المتمردة إنهم لن يقبلوا بحلول جزئية مشددا على أن المحادثات الرامية لإبرام اتفاق لوقف العدائيات تجيئ في إطار العملية السلمية الشاملة طبقا لقرارات الاتحاد الأفريقي في اجتماعه رقم 456 في تاريخ 12 سبتمبر الماضي.
وأشار عرمان إلى التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مساعد الرئيس ونائب رئيس المؤتمر الوطني أبراهيم غندور حول رفضهم للحكومة الإنتقالية وتأجيل الانتخابات، وقال إن ذلك سيدفع بقوى المعارضة للعمل على منع الانتخابات بعمل جماهيري واسع.
وتابع “لا يوجد أي طرف من قوى المعارضة سيشارك في الانتخابات القادمة وهذه التأكيدات تمت في إعلان باريس المبرم في أغسطس الماضي مع رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي وتمت في اجتماع عقدته الجبهة الثورية في لندن مع رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل السيد محمد عثمان الميرغني”.
وأضاف “علاقة الجبهة الثورية بتحالف قوى الإجماع الوطني علاقة استراتيجية لن نسمح بالتلاعب بها وتم التأكيد على ذلك في لقاءات سابقة أجرتها مع رئيس التحالف فاروق أبو عيسى واتصال هاتفي أجريته أخيرا مع رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، كما اننا إلتقينا مؤخرا بوفد قوى الإجماع الوطني بأديس أبابا”.
زيارة جنوب أفريقيا
وحول زيارتهم الحالية إلى جنوب أفريقيا قال عرمان إنها ترمي للاستفادة من تجربة جنوب أفريقيا في الإنتقال من نظام التمييز العنصري لنظام ديمقراطي، كما تسعى الجبهة الثورية لحث حكومة بريتوريا على دعم قرارات الاتحاد الأفريقي الأخيرة حول الحوار الوطني وكيفية الاستفادة منها في التحضير لمؤتمر الاتفاق الإطاري حول الحوار الوطني الذي تشرف عليه المنظمة الأفريقية.
ويجري وفد من الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار رئيس الجبهة الثورية المسلحة، لقاءات مع مسؤولي حزب المؤتمر الأفريقي وبرلمان وحكومة جنوب أفريقيا.
وحسب المتحدث باسم وفد الحركة الشعبية المفاوض مبارك أردول فإن وفدا من الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، التقى، الإثنين، رئيسة برلمان جنوب أفريقيا والرئيسة الوطنية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي باليكا أمبيتي، وترأس وفد الحركة مالك عقار برفقة ياسر عرمان وممثل الحركة الشعبية بجنوب إفريقيا صابر إبراهيم (أبوسعدية).
وقال أردول إن الوفد بحث لقائه مع باليكا الأوضاع السياسية في السودان ودعم مطالب الشعب السوداني في التغيير وإحلال السلام وبناء الديمقراطية.
واعتبر الزيارة إختراقا نوعيا في علاقات قوى التغيير في السودان عموماً والحركة الشعبية على وجه الخصوص مع دولة مثل جنوب أفريقيا لما تلعبه من دور أفريقي ودولي كبير ومؤثر على كثير من مجريات الأحداث في القارة.