أمطار السودان تحصد 39 شخصا والحكومة ترفع درجة التأهب
الخرطوم 5 أغسطس 2014 ـ أعلنت الحكومة السودانية ارتفاع ضحايا الامطار والسيول التي ضربت العاصمة والولايات مؤخرا الى “39” قتيلا، وقرر مجلس الوزراء الذي عقد جلسة استثنائية الثلاثاء رفع درجة التأهب للحد الاقصى لمواجهة ارتفاع مرتقب لمناسيب النيل فى ولايتى الخرطوم ونهر النيل بينما توقعت هيئة الارصاد الجوي هطول المزيد من الامطار خلال الساعات المقبلة.
وقال وزير الداخلية السوداني عصمت عبد المجيد للصحفيين ان المجلس الزم جميع الولايات بتوفير الحد الأدنى لنحو الفي اسرة قبل ان تطلب دعم الحكومة المركزية.
وكان والي ولاية النيل الأبيض يوسف الشنبلي، اعلن قبل ايام تضرر 1500 منزل، كليا وجزئيا، بالأمطار والسيول ووجه السلطات الصحية في ولايته بكلورة مياه الشرب وتوفير أدوية الطوارئ ومواصلة حملات رش البعوض ومعالجة الآثار البيئية للخريف.
وكانت الخرطوم ونهر النيل وكسلا من اكثر الولايات تأثرا بموجة الامطار والسيول الاسبوع الماضي.
وقالت السلطات في ولاية كسلا أن المناسيب “المضطربة” لنهر القاش والتاي وصلت الإثنين إلى 300 سم، بما يشكل خطرا على جميع مدن الولاية الواقعة على ضفاف النهر الموسمي الذي ينحدر من دولة إريتريا المجاورة.
وأكد وزير الداخلية السوداني أن المجلس طالب وزارة المالية بتقديم الدعم لتوفير مخزونات إضافية ومعينات الإيواء والغذاء بالولايات، لافتا الى ان مستوى فيضان النيل لم يصل حتى الان مرحلة الخطر.
وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء عمر محمد صالح عدد الوفيات بسبب الامطار والسيول فى جميع المناطق المتأثرة بالبلاد وصل 39 حالة، منها 17 بولاية الخرطوم و7 في كل من الجزيرة ونهر النيل وحالتان في ولايات القضارف وجنوب كردفان وشمال كردفان وواحدة في كسلا.
وكشفت تقارير غرفة طوارئ الخريف ان عدد البلاغات بالولاية بلغ (2800) بمحليات الولاية السبعة، وان حجم المياه التى سقطت على الولاية بلغت (2025000) متر مكعب، بمعدل امطار (90) مل فى مساحة الولاية البالغة (22500) كيلومتر مربع.
الى ذلك قال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر أن الولاية بحاجة الى سبعة أعوام لتتمكن من انشاء شبكة لتصريف مياه الامطار والسيول، واضاف “نحتاج لسبع سنوات على الأقل لإنشاء شبكة للصرف السطحي المتكاملة تغطي الولاية من أقصاها إلى أدناها” وأكد الخضر أن معدل الأمطار لهذا العام فاق الطبيعي للعشرين عام الماضية.
وقطع الخضر بعدم قدرة الحكومة على تعويض القاطنين فى مجارى السيول والذين سيتم ترحليهم بحسب توجيهات رئاسة الجمهورية، وتساءل من اين تأتي الحكومة لكل هولاء بالاراضى، ولفت الى ان الكثير منهم يسكن عشوائيا.
وواجهت حكومة الخضر موجة نقد لاذعة بسبب سوء التصريف فى العاصمة التى تحولت شوارعها الرئيسة الى برك مياه، وغرقت غالب الطرق فى الاوحال وتراكمت المياه فى مواقع استراتيجية بالعاصمة.
وطالبت حركة “الاصلاح الآن” قبل يومين باقالة الخضر من منصبه بعد فشله وحكومته فى التعامل مع ازمة الخريف.
وأبدى الخضر فى تصريحاته، الثلاثاء، استعداده لتقديم استقالته وعدها خطوة بسيطة اذا كانت ستسهم فى حل مشاكل الولاية.
ونوه الخضر الى ان طبيعية النظام السياسية بالبلاد ودول العالم الثالث تفرض استمرار الحكام فى مناصبهم لفترات طويلة.