“سودان فاونديشن” وسد المروي.. علاقة الحبل السري
الخرطوم 22 يونيو 2014 ـ أعلن رئيس مجلس إدارة مؤسسة “سودان فاونديشن” أسامة عبد الله، السبت، انطلاق عمل المؤسسة، التي قال إنها ستنتهج الشفافية بعيداً عن التجاذبات والتقاطعات السياسية، وأعلن الوزير السابق في مايو الماضي عن المبادرة وفق قيد زمني من 2015 إلى 2025.
وأثار إعلان “سودان فاونديشن” جدلا واسعا، بسبب ضخامة المشروعات الإنتاجية والتنموية التي تعتزم إنشائها والضبابية في مصادر التمويل، بجانب غموض شخصية أسامة عبد الله الذي عرف بالوصول إلى أهدافه عبر أقصر الطرق.
ويرى مراقبون أن المجالات التي أعلن عبد الله العمل فيها، هي أقرب لبرنامج انتخابي لضخامة الآمال المرجوة، ويشيرون إلى أن سد مروي الذي ارتبط بناؤه بالرجل سيكون محور اهتمامه، وبالتالي فإن التمويل لمشروعاته سيكون خليجيا باعتبار أن تمويل السد كان خليجيا أيضا.
واكتمل بناء سد مروي منذ العام 2009، لكنه لم يساهم في تمدد الرقعة الزراعية بالسودان، رغم أن من ضمن أهدافه ري حوالي 300,000 هكتار من المشاريع الزراعية في الولاية الشمالية، فضلا عن إنشاء مشاريع الصناعة والتعدين ومصائد الأسماك.
وينتج السد الضخم طاقة كهربائية بقوة 1,250 ميغاواط وتمتد خلفه بحيرة تخزين للمياه يبلغ طولها 176 كيلومتر.
وراجت معلومات في الولاية الشمالية عند اكتمال سد مروي، مفادها أن قناتين ستخرجان من بحيرة السد، شرق وغرب نهر النيل، وتتجهان شمالا لري ملايين الأفدنة للاستفادة من حصة السودان في مياه النيل.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن بناء سد مروي صاحبته حركة بناء ضخمة للبنى التحتية في ولايتي نهر النيل والشمالية شملت سفلتة الطرق وتشييد الجسور، بجانب بناء مطار دولي بمدينة مروي. وتشهد الولايتين حاليا إقبالا لافتا من مستثمري دول الخليج.
ويقع سد مروي على مجرى نهر النيل في الولاية الشمالية بالسودان قرب مروي، على بعد 350 كيلومتر من الخرطوم و600 كيلومتر من ميناء بورتسودان.
وعمد أسامة عبد الله عند سؤواله عن مصادر التمويل لدى تدشين المؤسسة الشهر الماضي إلى القول بأن “سودان فاونديشن” تقبل التبرعات والهبات، وأكد إنه “لا يهتم للنجاح، إنما يكفيه أن يحلم فقط، لكن بطريقة علمية”.
وحسب صاحب المؤسسة فإن “سودان فاونديشن” ستعمل على بناء السودان في محاور الإقتصاد، الوحدات الإنتاجية وتوفير فرص العمل والتشغيل للشباب، وحصاد المياه، والمعلوماتية.
وقال أسامة عبد الله، السبت، إن مؤسسته ستعمل على المساهمة في التنمية الإقتصادية بالسودان بتقديم الاستشارات الفنية، وتدريب الشباب، وتأهيلهم عبر القطاع الخاص، بتوفير التمويل الداخلي والخارجي بضمان توفره الجهات المنفذة.
ولن تكون مبادرة أسامة عبد الله بمنأى عن التنافس والصراع داخل المؤتمر الوطني الحاكم، خاصة وأن الرجل، بحسب أحد أعضاء الحزب الحاكم، لـ”سودان تربيون” يحظى بنظرات الريبة والخوف من رفقائه في الحزب ـ بدافع الغيرة ـ وذلك بسبب دينامكيته وانتهاجة أساليب أبعد ما تكون عن البيروقراطية في تحقيق أهدافه.
وقال عبد الله عند إعلانه “سودان فاونديشن” إن المبادرة ستقوم على تقديم الدعم والإسناد من خلال التمويل بدون الدخول في عمل تنفيذي مباشر، كما أن مشروعاتها لا تتطلب موقفاً سياسياً معيناً.
وأطاح التشكيل الوزاري الأخير بأسامة عبد الله الذي كان يشغل منصب وزير الكهرباء والسدود، وقبلها كان يشغل مدير وحدة السدود، بصلاحيات واسعة مكنته من كسب معارك مع عدد من الوزراء حينها.
وأشار إلى أنه قرر تكريس وقته ووقف خبراته للنشاط المجتمعي عبر القطاع الخاص لبلوغ نهضة السودان وتطوره ـ وفق تعبيره ـ.