حملة دهم وإعتقالات ليلية واسعة و 3 آلاف يشيعون طالب جامعة الخرطوم
الخرطوم 13 مارس 2014- نفذت السلطات الأمنية في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء حملة دهم وإعتقالات واسعة لم تعرف حصيلتها حتى الساعات الأولى من صباح اليوم ودون الناشط السياسي المناهض للحكومة غازي الريح السنهوري عند منتصف الليل على صفحته في فيسبوك أن الأمن إقتحم منزله وقام بتفتيشه وحاول اعتقاله،في وقت شيع مايقارب الثلاثة ألاف شخص الطالب المقتول الذي حمل على الاكتفاف من المشرحة ولمسافة أكثر من 200 متر “مقر الدفن ” .
وكشف السنهوري الذى افرج عنه مؤخراً بعد اعتقال طويل ابان احداث سبتمبر الماضي ان الأمن اعتقل من امام داره ناشطاً آخر يدعى الشريف اشرف عثمان .
ومنذ نهار الاربعاء أطلق عدد من الناشطين تحذيرات متكررة بان جهاز الامن والمخابرات قرر اعتقال عدد كبير من الناشطين وشباب القوى السياسية في اعقاب حالة الاحتقان العالية التى خلفها مقتل طالب جامعة الخرطوم.
وقال الناشطين في رسائل تبادلوها ان حملة الاعتقالات تهدف لافشال ندوة اعلن عنها تحالف المعارضة بميدان الرابطة شمبات منتصف الشهر الجاري بعنوان (الوفاء لدم الشهداء) اعتبرها المتحدث باسم حزب البعث الاشتراكي محمد ضياء الدين بمثابة الشرارة الاولى في الإصطفاف الجماهيري لاسقاط النظام
وفرقت الشرطة السودانية بالغاز المسيل موكب تشجيع الطالب الجامعي الذي قتل الثلاثاء في التظاهرة التي شهدتها الجامعة إحتجاجا على الوضع الامنى بإقليم دارفور.وفور إكتمال إجراءات الدفن باحدى المقابر جنوب الخرطوم اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع .
وشيع مايقارب الثلاثة ألاف شخص الطالب المقتول الذي حمل على الاكتفاف من المشرحة ولمسافة أكثر من 200 متر “مقر الدفن ” وأصواتهم تعلو بالهتاف .
وحمل المشيعون لافتات تطالب بالقصاص وتدعو لإسقاط النظام الحاكم في الخرطوم وتحرض القوي السياسية المعارضة على مقاطعة الاستجابة لدعوات الحكومة للحوار “مقتل طالب مقتل أمة ” , “مليون شهيد لعهد جديد” , “لاحوار مع الدماء “.
وطوقت الشرطة السودانية مقر الدفن وسارعت لقذف المتجمهرين بالغاز المسيل للدموع عقب إنتهاء عملية الدفن لتفريقهم .
وخاطب عدد من قادة القوي السياسية المعارضة موكب التشيع معتبرين مقتل الطالب رسالة واضحة بعدم جدية الحزب الحاكم في عملية الحوار التي دعا لها الرئيس عمر البشير يناير الماضي .
وقال الامين السياسي لحزب الامة القومي المعارض بزعامة “الصادق المهدي” إبراهيم الأمين أن مقتل الطالب الجامعي هزم دعوة الحوار وأكد انها رسالة قوية للاهثين خلف الحوار من القوى المعارضة.
وقالت إدارة جامعة الخرطوم يوم الأربعاء، إنها شكلت لجنة تقصٍ من الأساتذة للتحقيق حول مقتل أحد الطلاب ، بجانب فتح بلاغين لدى الشرطة تحت المادتين 130 القتل العمد و139 الجرح العمد.
وشهدت جامعة الخرطوم، ظهر الثلاثاء، أحداث شغب تسببت في مقتل طالب وإصابة آخر، عقب ركن نقاش لروابط أبناء دارفور ونيتهم الخروج للشارع بغية تسليم مذكرة لوزير العدل احتجاجاً على التفلتات الأمنية بدارفور.
وحسب بيان لمجلس عمداء جامعة الخرطوم، فإن إدارة الجامعة علقت الدراسة لأجل غير مسمى بعد مقتل الطالب علي أبكر موسى إدريس.ورفض مجلس عمداء الجامعة استخدام العنف وإدخال واستخدام السلاح داخل الحرم الجامعي.
وحسب المتحدث باسم جامعة الخرطوم عبدالملك النعيم ، فإن تعليق الدراسة جاء بعد قراءة الخريطة وتحاشياً لعدم حدوث عنف آخر بين الطلاب. وأوضح أن الطالب المقتول راح ضحية احتكاكات بين الطلاب داخل الحرم الجامعي.
وأكد المتحدث باسم الجامعة، أن لجنة التقصي ستحقق عن كيفية دخول السلاح للجامعة، وأكد ضعف الحرس الجامعي في ظل تنامي ظاهرة العنف الطلابي. مشيراً إلى أن القانون لا يسمح للحرس باستخدام “أدوات”، كما أن قوته البشرية غير كافية.
ونصح بالاستفادة من التجارب العربية والعالمية، بأن تكون هناك قوة نظامية تحافظ على أمن وسلامة الطلاب.
وعزا عبدالملك تنامي العنف بين الطلاب إلى ضعف الحجة فضلاً عن الأحزاب السياسية التي تستخدم الطلاب أذرعاً سياسية داخل الجامعات.
وقالت الشرطة في بيان يوم الأربعاء، إنها ستبذل كل جهد لكشف ملابسات الحادث والوصول للجاني، وأكدت أنها لن تسمح بأيِّ تفلتات أو زعزعة أمن واستقرار المواطنين.