الخرطوم تروج توجهها الجديد للحكومة المصرية .. وتعقد اتفاقات عسكرية مع السيسي
الخرطوم 5 فبراير 2014 – أتفق وزبرا الدفاع فى كل من مصر والسودان على تعزيز العلاقات العسكرية ودعم التعاون الأمنى عبر الحدود وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين الشقيقين فى مختلف المجالات.
ورجحت مصادر مصرية ان غرض الزيارة الرئيس هو ترويج وجه السودان الجديد الذى تهم الحكومة طرحه والذي يعتمد بشكل رئيس على فك الارتباط بالحلف الإيراني وإبراء ذمة الخرطوم من مساندة الاخوان المسلمين الذين اطيح بحكمهم في مصر.
وأكد كل من عبد الفتاح السيسى وعبد الرحيم محمد حسين عقب مباحثات فى القاهرة الثلاثاء على الروابط التاريخية الرابطة بين شعبي وادي النيل .
وقدَّم وزير الدفاع السوداني التهنئة للسيسي باسم الشعب والحكومة السودانية لمصر شعباً وحكومة بالنجاح في تنفيذ أولى استحقاقات خارطة المستقبل بالاستفتاء على الدستور الجديد، وأكد على وقوف السودان مع مصر لتحقيق مطالب الشعب المصرى متمنياً لها كل الرقى والتقدم.
واتفق الوزيران على إنشاء قوة مشتركة لتأمين الحدود بين البلدين، وعقد دورات تدريبية مشتركة، بجانب التعاون في مجالات التسليح، وتبادل الخبرات العسكرية وعدم التعاون الأمني.
كما تناولت المباحثات سبل استمرار التنسيق وتبادل الخبرات والعمل على دفع مسيرة التعاون بين البلدين.
وجدد وزير الدفاع السوداني، في تصريحات صحفية حرص البلدين على تنمية العلاقة، وأشار إلى أنه لمس تفهماً وحرصاً كبيرين من قبل السيسي على مستقبل العلاقة الثنائية، والمضي قدماً في تنفيذ المشاريع المشتركة.
وقال إن المباحثات تضمنت الاتفاق على إنشاء قوة مشتركة سودانية مصرية لمراقبة الحدود وعقد دورات تدريبية مشتركة بجانب التعاون في مجالات التسليح، مشيراً إلى أن المباحثات تطرقت لقضايا إقليمية تتعلق بأمن وسلامة المنطقة.
وأضاف “كما تؤكد استمرار التواصل الذي سيستكمل بزيارة قريبة لوزير الخارجية علي كرتي إلى القاهرة”، لافتاً إلى أنه بحث مع السيسي افتتاح المعابر البرية بين البلدين، والتعاون في مجالات المياه وتنفيذ المشروعات المشتركة التي تم توقيعها بين البلدين في وقت سابق.
وأكد السيسي خلال اللقاء على الروابط الراسخة التي تجمع البلدين شعباً وحكومة، معرباً عن تطلعه أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التكامل والتعاون المشترك بين البلدين لتلبية طموحات وتطلعات الشعبين الشقيقتين في المجالات كافة.
وأوضح سفير السودان بالقاهرة كمال حسن علي بأنه تم التأمين على ضرورة المضي قدماً لتفعيل العلاقة الثنائية وتنفيذ الاتفاقات المشتركة،”وكشف السفير علي عن زيارة لوزير الخارجية علي كرتي للقاهرة الأسبوع القادم للبحث في القضايا السياسية، ومتابعة ملفات اللجنة المشتركة والاتفاق على افتتاح المعابر الحدودية، والتنسيق في شؤون المنطقه لتحقيق السلام والاستقرار.
وعلى صعيد ذي صلة، نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي، وجود أزمة بين مصر والسودان، مشيراً إلى أن العلاقة بين مصر والسودان علاقة أبدية، وعلاقة دم بين شعبين، لا يمكن على الإطلاق أن يتم النيل منها.
وأكد أن “السودان دولة عربية شقيقة نعتز بالتعامل معها، وهناك كثير من المصالح التي تربط بين البلدين، وخير دليل على أهمية السودان بالنسبة إلى مصر أن أولى زيارات فهمي للخارج كانت للخرطوم”.
وأعرب عبد العاطي عن أمله في أن يتم تنفيذ اتفاقيات التعاون بين الجانبين، مشيراً إلى أن زيارة وزير الخارجية السوداني لم تتحدد بعد، وهناك زيارة حالية لوزير الدفاع السوداني.
وفي السياق قالت مصادر مصرية تحدثت لـ”سودان تربيون” ان الزيارة هدفت بشكل رئيس الترويج للوجه الجديد للحكومة والذى يعتمد بشكل رئيس على نفض الخرطوم يدها عن دعم جماعة الأخوان المسلمين وإبراء ذمتها من ذلك ، بجانب فك ارتباطها بإيران والذى اوجد حالة من عدم الرضا خاصة مع دول الخليج.
وأضافت المصادر ان السودان يرغب في توثيق علاقاته بالنظام الجديد في مصر والذى اطاح حكم الاخوان المسلمين راغبا في مساعدته لتحسين صورته امام دول الخليج التى يأمل ان تضخ استثمارات جدية تساعد اقتصاده المنهار.