بريطانيا لاتمانع في التوسط بين الحكومة والمعارضة
الخرطوم 17 يناير 2014- قال مسؤول بريطانى رفيع ان بلاده تشعر بالصدمة ازاء تعامل الحكومة السودانية مع المحتجين الذى خرجوا غضبا على السياسات الاقتصادية فى سبتمبر الماضى متعهدا بالاسهام فى اقرار السلام بالسودان وانهاء الصراعات فى جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور.
وقال وزير الدولة للشؤون الافريقية بالخارجية البريطانية،مارك سيمينز، ان السودان يملك ارادة سياسية تمكنه من مواجهة التحديات والازمات التي تواجهه. مبديا استعداد بلاده لمساعدة الحكومة والمعارضة لإدارة حوار قومي لصالح حل الأزمة في السودان، مطالبا الحكومة بافساح متسع للحريات، منوها إلى أن الصراعات لا تؤدي إلا لتفاقم الأوضاع.
ووعد سيمينز بان تسهم بريطانيا في اقرار السلام والامن في جنوب كردفان ودارفور،مؤكدا ان بلاده لها علاقات تاريخية مع السودان وستظل تعمل وفق الارضيات المشتركة لسودان مزدهر.
ورهن دعم بريطانيا للسودان لحل ديونه الخارجية بخفض الفقر، مؤكدا في الوقت نفسه أن السودان في طور الموافقة على إستراتيجية خفض الفقر. ،وبالتالي فالكرة الآن في ملعب الحكومة السودانية.
“، وأقر مارك خلال مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم الخميس بوجود تحديات وصفها (بالجسيمة) يواجهها السودان، وأضاف “لمسنا خلال المناقشات وجود إرادة في الحكومة وخارجها للخروج من الأزمات”.
وقال عقب لقائه بعدد من المسؤولين الحكوميين إن اللقاء تناول قضايا الصراعات في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وحقوق الإنسان، بجانب انخفاض تدفق النفط على السودان جراء الأزمة في الجنوب باعتبار أن لها تأثيرات على الاقتصاد.
وابدى الوزير عقب زيارة امتدت لثلاث ايام التقى فيها عدد من المسؤولين،استعداد بلاده لمساعدة السودان والتعاون معه لحل مشاكله ،مشيرا الى ان السودانيون ادرى بمشاكلهم ومسؤولون بالتالى عن حلحلتها ،بعيدا عن بريطانيا او المجتمع الدولي.
و كشف مارك عن اتصالات تجريها المملكة المتحدة مع كافة الأطراف التي يمكن أن تؤثر لتحقيق السلام في دولة جنوب السودان، وأكد أن موقف بلاده من الصراع أن الحل لا يفرض بالقوة العسكرية وأنها ستعمل لجلوس أطراف النزاع للتفاوض وإنهاء الخلاف ودعم جهود (إيقاد)، واصفا موقف السودان من الصراع (بالمتوازن).
وشدد الدبلوماسي البريطاني على ان السودان يقوم الآن بدور هام وحاسم لجلب الاستقرار في المنطقة،مشيراً الى دوره في جنوب السودان وافريقيا الوسطى والصومال،وقال ان ذلك سيؤثر ايجابا في وضع السودان الاقليمي والدولي.
الى ذلك أكد وزير المالية بدر الدين محمود على أهمية مساعدة المجتمع الدولي للسودان في معالجة ديونه الخارجية بما يسهم في فتح الفرص أمامه للحصول على قروض ميسرة لدعم التنمية بالبلاد.
واوضح محمود لدى لقائه مارك سيموندز أن الديون الخارجية أضرت بالسودان وحرمته الاستفادة من التمويل الميسر المتاح عبر مؤسسات التمويل الدولية .
وقال على الرغم من استيفاء السودان لكافة الشروط المطلوبة لمعالجة ديونه الخارجية إلا أنه لم يستفد من المبادرات الدولية لمعالجة ديون الدول المثقلة (الهيبكس) مثل شأن الدول الشبيهة التي استفادت من المبادرات.
وقال أن البلاد التزامت بالاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها مع جنوب السودان في العام2013م،ويفترض بموجبها يتم الاتصال المشترك بالدائنين والمجتمع الدولي لإعفاء ديون السودان الخارجية خلال عامين من توقيع الاتفاقيات.