مشار يضع شروطا للهدنه وكير يرفض الافراج عن باقان وكوستا والور
الخرطوم 29 ديسمبر 2013 – إقترب القتال بين فرقاء جنوب السودان من الدخول إلى الاسبوع الثالث ، في قوت تراجعت إلى حد كبير حظوظ الإلتزام بوقف اطلاق النار الذى اعلنه الجمعة الرئيس سلفاكير ميارديت ، ووضع نائبه المقال رياك مشار، شروطاً للدخول في الهدنة ، قائلاً إن أي هدنة يجب أن ترفق بتكوين آلية للمراقبة والإفراج عن كافة المعتقلين الـ 11، فيما ابقى سلفاكير على ثلاث من القيادات قيد الاحتجاز .
وقال متحدث باسم الجيش إن الاشتباكات في ولاية الوحدة ما تزال مستمرة على الرغم من الجهود الجارية من قبل القادة الإقليميين لدفع طرفي الصراع إلى الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار.
وأوضح المتحدث باسم الجيش، العقيد فيليب أغوير، السبت، أن القوات الحكومية تضطر لصد الهجمات التي تشنها القوات الموالية لرياك مشار، نائب الرئيس السابق الذي يلقى باللوم عليه في ما تصر الحكومة أنه كان محاولة انقلاب في 15 ديسمبر.
وقال قادة من شرق إفريقيا في ختام قمة عقدت، الجمعة، إن حكومة جنوب السودان وافقت على إنهاء القتال ضد المتمردين الذين يسيطرون على بعض أجزاء من البلاد ، لكن مشار لم يدع إلى القمة التي عقدت في العاصمة الكينية نيروبي، ما ألقى بظلال من الشك على عرض الحكومة وقف إطلاق النار.
وجدد مشار ـ في تصريحات لبي بي سي ـ مطالبته بالإفراج عن حلفائه الذين اعتقلتهم الحكومة، في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن طرفي النزاع يواصلان استعداداتهما للأعمال العسكرية ،وقال مشار إن “وقف إطلاق النار يجب أن يخضع للمراقبة مردفا ” موقفي هو أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون تفاوضياً بما يسمح بوضع آلية للإشراف عليه”، وأضاف “ثانياً، قلت للوسطاء إنه من أجل بدء المفاوضات، يفضل أن يفرج (الرئيس) سلفا كير أولاً عن المعتقلين السياسيين”.
و قال وزير الإعلام في جنوب السودان، السبت، إن القوات الحكومية ستهاجم معقلاً رئيساً للقوات المتمردة الموالية للنائب السابق للرئيس سلفا كير ريك مشار، إذا رفض عرض الحكومة لوقف إطلاق النار.
وقال وزير إعلام جنوب السودان ميشيل ماكوي، إن القوات الحكومية طردت المتمردين من بلدة مايوم بولاية الوحدة، وتستعد للتقدم نحو بانتيو على بعد 90 كيلومتراً، وهي عاصمة ولاية الوحدة الخاضعة لسيطرة المتمردين.
وقال ماكوي لـ”رويترز” عبر الهاتف من العاصمة جوبا، إن القوات الحكومية ستخرج مشار من بانتيو إذا لم يقبل وقف إطلاق النار ، وأضاف إن عرض وقف إطلاق النار قائم، وإن الحكومة بذلت قصارى جهدها لإجراء محادثات سلام تنهي القتال الدائر منذ 14 يوماً، الذي أودي بحياة أكثر من ألف شخص.
وقالت حكومة جنوب السودان في وقت سابق من الجمعة في رسالة على حسابها في ” تويتر” إنها بالفعل أفرجت عن ثمانية من بين 11 سياسياً متهمين بالضلوع في محاولة انقلاب على الرئيس سلفاكير ميارديت. لكن القرار لم يشمل ثلاث من قيادات الحركة لاتهامهم فى قضايا تتعلق بالفساد ،وأضافت “نوافق من حيث المبدأ على بدء سريان وقف إطلاق النار على الفور، لكن قواتنا مستعدة للدفاع عن نفسها إذا تعرضت للهجوم”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة في جنوب السودان اتني ويك أتني لرويترز، إن وزير المالية السابق كوستي مانيبي ووزير شؤون مجلس الوزراء السابق دينق الور والأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم باقان أموم، سيبقون رهن الاحتجاز.
وتفجر القتال بين جنود من الجماعات المتصارعة في جوبا عاصمة جنوب السودان يوم 15 ديسمبر الجاري، ثم انتشرت الاشتباكات بسرعة في ولايات أخرى على أسس قبلية غالباً بين أبناء قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار وقبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير.
وفي الأثناء وصلت طلائع القوات الدولية إلى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان ، وأعلنت الأمم المتحدة أن عدد الذين غادروا مساكنهم في جنوب السودان، ارتفع إلى حوالى 122 ألف شخص، بينهم 63 ألفاً لجأوا إلى قواعد للمنظمة خصوصاً في جوبا وبور وملكال وبانتيو.
ولتمويل عملياتها في البلاد والتي هي على شكل مساعدات غذائية وطبية وتوزيع المواد الأساسية، وجهت الوكالات الإنسانية نداءً الي الأسرة الدولية تدعو فيه جمع 166 مليون دولار.
و قرّرت المنظمة الدولية إرسال ستة آلاف جندي دولي إضافي، وإمكانات جوية (ستة مروحيات قتالية ومروحيات نقل وطائرة من طراز سي130) من أجل حماية المدنيين، ليبلغ عدد جنود قواتها بجنوب السودان 12.5 ألف جندي.
وأصدر رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الجمعة أوامر بإطلاق سراح سياسيين احتجزوا على خلفية المحاولة الانقلابية في جوبا منتصف الشهر، وتم إطلاق سراح مدير مكتب رياك مشار، دينق دينق أكون، ووزير التعليم العالي السابق.
وجاء قرار الإفراج عن بعض المعتقلين، بحسب إفادات الصحفي الجنوبي لوال كور لـ”الشروق”، في إطار إبداء الجدية وحسن النوايا لإنهاء الأزمة الدائرة في الجنوب سلمياً، وذلك في أعقاب لقاءات سلفاكير برئيسي كينيا وإثيوبيا يوم الخميس ونتائج قمة الـ”إيقاد” التي عقدت في نيروبي يوم الجمعة.
وشهدت عاصمة جنوب السودان جوبا، وتحديداً مكتب الرئيس سلفاكير، الجمعة، تحركات مكوكية لمبعوثين من بعض الدول ومسؤولين أميين وقيادات جنوبية غير منتسبة للحركة الشعبية، صبت كلها في اتجاه التهدئة وتعزيز الحل السلمي.
والتقى سلفاكير في اجتماعات منفصلة، المبعوث الأميركي الخاص للسودان وجنوب السودان دونالد بوث، ورئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي د.لام أكول أجاوين، ونائب وزير الخارجية المصري حمدي لوزا، ووفدين بريطاني ونرويجي. وبحثت كل هذه اللقاءت كيفية دعم الحل عبر الحوار ووقف الحرب وتقديم المساعدات اللازمة.
وقال لام أكول عقب لقاء سلفاكير، إن الأوضاع في جنوب السودان تستدعي تحركاً جدياً على كافة الصعد، وإن مشاركة القوى السياسية الجنوبية تعتبر إضافة مهمة للجهود الإقليمية الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار. وأضاف “الجنوبيون لهم دور أكبر في حل مشاكل بلادهم”.