كير ومشار يوافقان على التفاوض عشية إجتماع خاص لمجلس الامن .. ودونالد بوث يلتقي المعتقلين
جوبا ، نيويورك 24 ديسمبر 2013- أبدى طرفا الصراع في جنوب السودان مرونة حيال اطلاق عملية تفاوض تنهي النزاع المسلح الدائر منذ الاسبوع المنصرم على نطاق واسع في البلد الوليد ، وفيما بذل الرئيس سلفاكير ميارديت تعهداً للمبعوث الاميركي الذى اجتمع به مطولا في جوبا ومكنه من زيارة المعتقلين الـ11 إشترط غريمه د. رياك مشار الافراج عنهم وترحيلهم إلى اديس ابابا قبل افتراع الحوار ، في وقت لوح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بملاحقة دولية للمتورطين في انتهاكات راج انها ارتكبت على نطاق واع خلال الايام الـ9 الماضيات.
وفي الاثناء يتوقع ان يكون مجلس الامن الدولي فرغ فجر اليوم الثلاثاء بتوقيت جنوب السودان من مناقشة طلب الأمين العام العام للامم المتحدة تعزيز البعثة الدولية الموجودة في البلد الوليد بـ 5 آلاف جندي ، بغية حفظ الامن .
ويبلغ عدد البعثة حاليا 7000 جندي و900 شرطي, وأكثر من ألفي مدني. وتتطلب زيادة هذا السقف قرارا من مجلس الأمن الدولي، لكن اتخاذ المجلس قرارا بهذا الشأن الاثنين ليس مؤكدا بحسب دبلوماسيين ، ووضع حوالى 45 ألف مدني في جنوب السودان أنفسهم تحت حماية بعثة الأمم المتحدة في مختلف قواعدها في البلاد.
وقال مشار إنه تحدث مع وزير خارجية إثيوبيا الذي يرأس فريقاً من الوسطاء الأفارقة يحاولون إنهاء القتال المستمر منذ أكثر من أسبوع والذي أدى إلى مقتل المئات وتشريد الآلاف ،وأضاف أنه تحدث أيضاً مع سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأميركية، السبت الماضي ومع مبعوثة الأمم المتحدة هيلده جونسون قبل ذلك.
معلناً موافقته على اجراء حوار مع الرئيس سلفاكير ميارديت لايجاد حل ينهي الازمة القائمة غير انه اشترط الافراج عن المعتقلين السياسين وإجلائهم إلى اديس ابا ابا ومن ثم اطلاق الحوار قائلا” فليفرج عن السجناء وليتم اجلائهم الى اديس ابا ابا لانهم هم من سيقودون الحوار.
وأكد أن “وقف إطلاق النار هو دائماً جزء من المفاوضات لا يمكن التوصل إليه عبر الهاتف أو من خلال الدبلوماسية المكوكية”، مضيفاً أن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا هي الموقع الذي يقترحه للمحادثات، .
وأضاف أنه سيطر على حقول النفط في ولايتي الوحدة وأعالي النيل وإنه يريد أن يستمر الإنتاج، وقال إنه ينبغي وضع إيرادات النفط في حساب خاص حتى لا يفقد جنوب السودان إيرادات بسبب القتال، وقال: “سنحمي شركات النفط وسنحمي العمال في حقول النفط ونحمي المنشآت”.
من ناحيته أعلن سلفا كير في وقت سابق الاثنين أن جيش جنوب السودان جاهز للتوجه إلى مدينة بور الإستراتيجية لاستعادتها من المتمردين ،وقال الرئيس أمام عدد من نواب البرلمان “إن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات الموالية (للحكومة) جاهزة الآن للتقدم نحو بور” الواقعة على بعد نحو مائتي كلم إلى شمال العاصمة جوبا، فيما ينزلق جنوب السودان منذ أكثر من أسبوع نحو الحرب الأهلية .
وكان الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغير أعلن الاثنين أن قوات جنوب السودان تستعد لهجوم على المتمردين في بور. وقال إن “قوات مشار ما زالت تسيطر على المدينة لكننا نستعد لاستعادتها”، وأكد سلفا كير أمام البرلمان أنه مستعد للحوار مع مشار “لكن بدون شروط مسبقة.
ومن جهته قال وزير الاعلام في جنوب السودان مايكل مكوي الاثنين إن حكومة بلاده ما زالت تسيطر على حقول النفط ولن تقبل مطلب المتمردين بالافراج عن سياسيين اعتقلتهم السلطات فيما يتصل “بانقلاب فاشل” من أجل بدء محادثات سلام.
وقال مكوي لرويترز في اتصال هاتفي “لن نفرج بأي حال عن أي شخصمتهم بالضلوع في انقلاب عسكري” ونفى تصريحات مشار بشأن سيطرة قواته على حقول النفط واصفا إياها بأنها “أمنيات”.
وحذرالرئيس الأميركي باراك اوباما من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات جديدة “إذا اقتضى الأمر” بعد تعزيز القوة الأميركية في جنوب السودان، فيما قررت الأمم المتحدة القيام بإعادة انتشار لجنودها الموجودين في البلاد في مهمة لحفظ السلام.
و اعلن المبعوث الاميركي دونالد بوث الاثنين من جوبا ان سالفا كير “مستعد” لاجراء مباحثات مع خصمه رياك مشار لانهاء النزاع الدائر في البلاد. وقال بوث في اتصال هاتفي مع صحافيين بالخارجية الاميركية “ان الرئيس كير اخذ امامي تعهدا مفاده انه مستعد لبدء مباحثات ، بلا شروط مسبقة، مع رياك مشار لانهاء هذه الازمة”.
وقال المبعوث الاميركي للسودان وجنوب السودان انه التقى “11 شخصية من الحزب الحاكم المعتقلين في جوبا”. واعلن نظام كير الاسبوع الماضي اعتقال عشر شخصيات، معظمهم عسكريون سابقون اقيلوا في يوليو، في اطار تحقيق حول “محاولة انقلاب تم احباطها” اتهم نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار بتدبيرها.
واكد بوث ان “هؤلاء الاشخاص في امان ويعاملون بشكل جيد”، واضاف المبعوث الذي وصل قبل ساعات الى جوبا “لقد عبروا لي عن رغبتهم في القيام بدور بناء (..) من اجل المصالحة الوطنية”.
وحذر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون طرفي الصراع في جنوب السودان من انه سيتعين عليهما تحمل مسؤولياتهما في ارتكاب جرائم ضد الانسانية،وقال بان إن العالم يراقب ما يحدث عن كثب وان الهجمات ضد المدنيين وقوات حفظ السلام يجب ان تتوقف فورا .
في غضون ذلك، قال منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في جنوب السودان توبي لانزر إن المنظمات الانسانية تواجه “زيادة كبيرة في الطلب على خدماتها” في البلاد، وناشد لانزر الجهات المانحة “توفير المزيد من الموارد” لتمكين وكالات الامم المتحدة والهيئات الانسانية الاخرى من توفير المزيد من العاملين والمواد بعد اسبوع من القتال الدامي الذي شهدته جمهورية جنوب السودان.
وقال المنسق الدولي العائد توا من مدينة بور، حيث لجأ 17 الفا من المدنيين في معسكر تابع للامم المتحدة “إن الموقف خطير جدا في ولايتي الوحدة وجونقلي على وجه الخصوص، حيث تسبب القتال في تشريد الآلاف من المدنيين.”
وفي عاصمة جنوب السودان جوبا، تقوم الامم المتحدة وووكالات الاغاثة بمساعدة 20 الفا من اللاجئين في معسكرين، كما وزعت الاطعمة على سبعة آلاف لاجيء لاذوا في معسكر للامم المتحدة في بلدة بنتيو.