الخارجية السودانية تتوقع بحذر تطوراً إيجابياً في العلاقا ت مع واشنطن
الخرطوم 11 أكتوبر 2013- أبدى وزير الخارجية السودانى على كرتى تفاؤلا حذرا حيال العلاقات السودانية الامريكية.
وقال ان واشنطن ، اظهرت مواقفا ايجابية فى اعقاب الموقف السالب الذى افرزته تداعيات رفض واشنطن منح الرئيس عمر البشير تأشيرة دخول لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة .
وتنتظر الخرطوم التى بذلت جهداً مضاعفاً رفع اسمها الموضوع على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب 1993، وفك الحظر الاقتصادي المضروب عليها منذ 1998، وتطبيع العلاقات .
ونقل كرتى الى البشير فى اجتماع ضمهما الخميس بالخرطوم نتائج مشاركة السودان في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة واللقاءات التي تمت بشأن السودان في مجلس السلم والامن الافريقي إلى جانب نتائج مؤتمر روما الاقتصادي.
و تعرض كرتي والوفد المرافق له، الى إهانة بالغة بواسطة شرطة نيويرك، عندما كان متنقلا بين مقر البعثة وبين مقر الأجتماعات بالأمم المتحدة، بسيارة دبلوماسية تابعة للبعثة السودانية للأمم المتحدة، وتحمل تصريح خاص للمرور لشخصيات مصرح لها بحضور أجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتم توقيف السيارة وأمر جميع الركاب بمغادرتها وتفتيشها تفتيشا دققيقا بواسطة الكلاب البوليسية المدربة ، وكان بصحبة وزير الخارجية مندوب السودان بالأمم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان، الذي أحتج على عملية التفتيش. غير ان وزير الخارجية لم يثير الموضوع مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون عندما ألتقاه في اليوم التالي.
وابلغ الوزير الرئيس انه خلال اللقاءين اللذين اجراهما مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري بنيويورك وواشنطن لمس مؤشرات ايجابية بعد الموقف السالب الذي اتخذته امريكا بشان التاشيرة والحرج الذي وقعت فيه الادارة الامريكية واستدرك كرتى قائلا ” اننا لانسلم بكل مانسمع وسنتابع ونتحقق من ايجابية ما لمسناه “.
وكان مبعوث الرئيس الاميركي “دونالد بوث ” زار الخرطوم في سبتمبر المنصرم في مهمة لم تكلل بنجاح كبير ودخلت الخرطوم في ملاسنات علنية مع الدبلوماسي المخضرم .
ووصف كرتي اللقاء الذي نظمته غرفة التجارة العربية الامركية بواشنطن مع 19 شركة امريكية كبرى بانه كان ايجابيا ويعد جلسة حوار ممتازة حول فرص الاستثمار بالسودان اتيحت خلالها الفرصة لتلك الشركات للتعرف على قانون الاستثمار السوداني الجديد.
مشيرا الى ان عددا من الشركات التي تقدمت للحصول على تراخيص للعمل في السودان سمح لها مما يعد مؤشرا على ان الاستثمار والعلاقات التجارية يمكن ان تتجاوز المشاكل السياسية.
ودخلت علاقة واشنطن بالخرطوم إلى نفق الاتهامات المتبادلة في العام 1992 م ونجح مالايقل عن خمسة مبعوثين امريكان في إصلاح علاقات البلدين غير انهم نجحوا في انفاذ السياسات الامريكية كاملة في أكبر البلدان تصديرا للهجة العداء مع الولايات المتحدة.
و بدأت واشنطن تهتم بتخصيص مبعوث رئاسي إلى السودان في عهد الرئيس بيل كلنتون، الذي عين السيناتور هاري جونسون أول المبعوثين لتقريب وجهات النظر بين البلدين إثر قطيعة استمرت لفترة طويلة، بلغت ذروتها بضرب مصنع الشفاء السوداني في 1998، وخلفه في عهد ذات الإدارة “هاري جونسون”. وفي عهد إدارة الرئيس جورج بوش الابن تم تعيين ثلاثة مبعوثين: “السناتور جون دانفورث 2001، أندرو ناتسيوس 2006، وريتشارد وليامسون 2008”.
وحول مشاركة السودان في الجمعية العامة للامم المتحدة اوضح كرتي في تصريحات صحفية ان بيان السودان كان واضحا حول موقف امريكا وحرمانها البشير من المشاركة ووجد قبولا كبيرا وواسعا من دول كثيرة.
وقال الوزير انه اطلع الرئيس على قرارات مجلس السلم والامن الافريقي التي اكدت اهمية الابتعاد عن القرارات الاحادية خاصة فيما يتعلق بابيي وان لرئيسي البلدين الحق في مواصلة اكمال الوضع النهائي، وثمن المجلس التحرك الايجابي الذي تم مؤخرا بين الرئيسين البشير وسلفاكير .
وحول اللقاء التشاوري بين السودان وجنوب السودان الذي دعا له الامين العام للامم المتحدة على هامش اعمال الجمعية العامة، اكد كرتي انه خرج بنتائج ايجابية هامة ووجد خلاله السودان تاييدا تاما رغم محاولات امريكا وبريطانيا لادخال فقرات سالبة الا انها قوبلت برفض المشاركين وخرج البيان داعما لمسار العلاقات بين البلدين.
واضاف كرتي انه من خلال مشاركة السودان في مؤتمر روما حول الاستثمار في السودان “اتضح تماما ان الاقتصاد والتجارة تمثل ابوابا مفتوحة للسودان للمشاركة في كافة المنابر الاقليمية والدولية تجاوزا للمواقف السياسية”.
وأشار الى ان ايطاليا على وجه التحديد لم يكن لها مواقف سياسية سالبة تجاه السودان الا انها عضو في مفوضية الاتحاد الاوروبي الذي كانت له مواقف معلومة لم تشارك ايطاليا فيها الا انه خرج عنها اثر ماجرى مؤخرا بعد لقاء رئيسي السودان وجنوب السودان.
وأكد الوزير ان أكثر من 100 شركة ايطالية شاركت في ذلك المنتدى الذي خرج بمذكرات تفاهم واتفاقيات مع أطراف ايطالية واتيحت خلاله الفرص للتعرف على آخر المستجدات في كافة المجالات في السودان.