البشير يصف قتلى مظاهرات سبتمبر بالشهداء وطه ينعت الإحتجاجات بالمؤامرة
الخرطوم 2 اكتوبر 2013- فى اول ظهور له منذ اندلاع الاحتجاجات الاخيرة، اتهم الرئيس السوداني عمر البشير من أسماهم المتربصين باستقرار السودان باستغلال الأحداث لممارسة أعمال القتل والنهب والتخريب بداعي التظاهر والاحتجاج على قرارات الحكومة ، في وقت نفذت السلطات الأمنية ليل الثلاثاء اشرس حملة اعتقالات وسط الناشطين وقادة الأحزاب المعارضة لتفوق إحصاءات المعتقلين الـ 1000 بكثير طبقا لبعض الإحصاءات غير الرسمية.
ورفض البشير بشدة أثناء مخاطبته احتفال تخريج قيادات من القوات المسلحة بالأكاديمية العسكرية العليا الثلاثاء تحميل حكومته مسؤولية سقوط الضحايا خلال المظاهرات التي شهدتها ولاية الخرطوم عقب إعلان تطبيق قرار رفع الدعم عن المحروقات ضمن حزمة إصلاحات اقتصادية أقرتها الدولة.
وترحَّم الرئيس السوداني على أرواح القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات ، وعمد في أول تعليق على التظاهرات إلى تسمية الضحايا بـ”الشهداء”، في إشارة اعتبرها البعض تصالحية .
وقال إنه بالرغم من إسهاب الحكومة في شرح الأسباب والظروف التي دعتها لاتخاذ تلك القرارات الاقتصادية إلا أن “المتربصين” استغلوا الظروف لقتل الأنفس وتخريب المنشآت بدعوى التظاهر واستغلال حرية التعبير السلمية والمكفولة وفقاً للقانون.
وأضاف البشير أن انفصال الجنوب ترك تأثيرات سالبة على الوضع في جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر دعم يقدم للحركات المسلحة، مشيراً إلى بذل جهود مع حكومة جنوب السودان من خلال اتفاقات التفاهم لمنع تسليح المتمردين ورفع يدها عن تلك المناطق ، وأكد البشير حرص الخرطوم على استدامة السلام بين السودان وجنوب السودان خاصة وأن هناك تاريخاً مشتركاً بين البلدين.
وقال البشير إن الاقتصاد تأثر سلبا بانفصال الجنوب وخروج النفط من الموازنة العامة للدولة. وكانت قرارات البشير فجرت احتجاجات رافقتها أعمال حرق ونهب, وقتل فيها 34 شخصا حسب حصيلة رسمية, بينما تتحدث المعارضة عن حصيلة أكبر تصل إلى 204 قتيلا.
وكان رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان إبراهيم غندور أعلن أن البشير وقع على منشور يتضمن الزيادات الجديدة لكل قطاعات العاملين، موضحا أن التطبيق سيكون بأثر رجعي ابتداء من يناير الماضي، على أن يتم الصرف ابتداء من راتب الشهر الحالي.
وقبل ساعات من خطاب البشير ، أعلنن تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض أن احزابه “ماضية في طريق الثورة لاقتلاع ما سمتها الحكومة الفاشلة”.
كما دعا كل من زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي، وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي مناصريهما للانضمام للاحتجاجات, وذلك في أول مناشدة صريحة من الرجلين منذ اندلاع المظاهرات.
وقالت قوى الإجماع الوطني -في بيان تقلت “سودان تربيون ” – إن الإحتجاجات مستمرة رغم مواجهة المتظاهرين بالرصاص ، ودمغ البيان الحكومة بممارسة التنكيل بمعارضيها , وقال إن ذلك لن يكسر إرادة المحتجين, وإن المظاهرات ستستمر حتى تحقق الثورة “الباسلة هدفها بإسقاط هذا النظام الظالم”.
وأبلغ ناشطون ” سودان تربيون” ان الحكومة نفذت عشية الثلاثاء اعنف حملة اعتقالات منذ اندلاع الإحتجاجات في الاسبوع الاخير من سبتمبر المنصرم ، وطالت الاعتقالات كوادر قيادية في القوى السياسية بمافيها المؤتمر الشعبي الذى يتزعمه حسن الترابي وقال الناشطون ان الاعتقالات وسعت دائرة الغضب وسط المواطنيين متوعدين الحكومة بمفاجآت جديدة خلال اليومين المقبلين .
واعتقلت السلطات رئيس حزب المؤتمر المعارض إبراهيم الشيخ، وقالت زوجته إن أربعة رجال أمن حضروا للمنزل واصطحبوا زوجها معهم، مؤكدة أنهم لم يوجهوا له أية تهمة. وأشارت المعارضة إلى اعتقال قيادي آخر فيها وهو عبد القيوم قسم السيد، وكانت استبقته باعتقال د. امجد فريد الذي تم اختياره السبت الماضي رئيساً لتنسيقات الثورة.
وكان وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد نفى الاثنين أن تكون الشرطة استخدمت الذخيرة الحية ضد المحتجين، الذين قال إنهم هاجموا أكثر من أربعين محطة وقود و13 حافلة وعدة مبان حكومية.
وأضاف في مؤتمر صحفي أن هذه الأفعال لا علاقة لها بأي احتجاج، وتحدث عن أدلة على تورط من سماهم متمردين من مناطق أخرى بالسودان في أعمال العنف. وتابع “نحن مع إعطاء فرصة للتحقيق لمعرفة الجناة”، وتعهد بتقديم كل من يثبت تورطه لمحاكمة عادلة.
يذكر أن الحكومة اتخذت قرار خفض الدعم بسبب الأزمة المالية الطاحنة التي يعاني منها السودان منذ انفصال جنوب السودان المنتج للنفط عام 2011، الأمر الذي حرم الخرطوم من 75% من إنتاج النفط الذي تعتمد عليه في تحقيق إيرادات للدولة، وتوفير العملة الصعبة لاستيراد الغذاء.
من جهته وصف النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه، الاحتجاجات التي شهدتها بعض المدن، بأنها محاولة للرجوع بالسودان للخلف عبر التخريب والنهب. وقال إن ذلك يتنافى والسعي لنهضة البلاد، والمضي بها إلى الأمام، عبر برامج التنمية والتقدم.
وقال مخاطبا الاحتفال بإعلان مسودة نفير نهضة شمال كردفان، أن عائدات عبور نفط الجنوب وعائدات الإجراءات الاقتصادية، ستوظف لاستقرار سعر الصرف للعملات الأجنبية ورفع العملة الوطنية، لتحقيق الاستقرار الاقتصادي بالبلاد، كاشفاً عن إجراءات اقتصادية ستتخذها الدولة بهذا الشأن خلال مقبل الأيام.
وقال طه إن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة قصد منها زيادة الإنتاج وتحسين مستوى الخدمات، مؤكداً أنهما يشكلان عصب تقسيم الموارد التي ستجنيها البلاد مستقبلاً.
كما أدان مجمع الفقه الإسلامي بالسودان بشدة عمليات القتل خلال الاحتجاجات، لكنه لم يوجه اتهاما لجهة بعينها واكتفى فى بيان عممه الثلاثاء بالتشديد على على حُرمة الدماء المعصومة ووجوب صيانتها، وعدم التساهُل في حفظها وحمايتها. ودعا إلى التحقيق والمحاكمة العادلة لكل من باشر أو تسبَّب في زهق الأرواح ونهب الممتلكات.
ودعا المجمع ، أبناء الوطن كافَّة إلى وحدة الصف وترسيخ السلم الاجتماعي وتحقيق الوفاق الوطني، بالاتفاق على الثوابت والالتفاف حولها، حفاظاً على الوطن هويةً وأمناً ووحدةً واستقراراً.
وأدان كُلَّ فعل أدَّى إلى قتل الأنفس، وحرق الأموال العامة والخاصة وتخريبها ونهبها، وما وقع من اعتداء على الممتلكات، وترويع للآمنين، خلال الأحداث الناجمة عن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة.
وأكَّد المجمع حق الأمَّة في التعبير عن آرائها ووجهات نظرها، نصحاً لأئمة المسلمين وعامَّتهم، بعيداً عن صور العنف والتخريب
وناشد القائمين على الحكم الاجتهاد في تعزيز الحكم الراشد القائم على الشريعة الغرَّاء، وترشيد الإنفاق الحكومي، وتقوية آليَّات مكافحة الفساد وحفظ المال العام.
الى ذلك قال حزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، إن تقارير تشير إلى تورط عناصر من الجبهة الثورية في عمليات التخريب والعنف المفرط، التي صاحبت الاحتجاجات على رفع الدعم الحكومي عن المحروقات، الأسبوع الماضي في ولاية الخرطوم.
وقال الأمين السياسي للحزب عمر باسان لـ “الشروق” إن الخرطوم تعيش في هدوء تام ولم تشهد أي مظاهرات خلال اليومين الماضيين، وأكد أن التقارير تشير لتورط عناصر من الجبهة الثورية في الأحداث. وأضاف “تم اعتقال بعضهم متلبسين، ولا أريد استباق التحقيقات التي تجري معهم بواسطة الشرطة”.
وذكر القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، أن الاقتصاد السوداني سيتجاوز الأزمة رغم الضغوط الخارجية وصعوبة الموقف، وقال إن ما يحدث للاقتصاد الآن أمر طبيعي يحدث في كثير من الدول.
ودعا الأحزاب السياسية والخبراء الاقتصاديين للإدلاء بآرائهم لوزارة المالية والمؤتمر الوطني، من أجل الوصول لاقتصاد أكثر استقراراً في موازنة العام القادم ، وانتقد باسان تناول بعض الفضائيات للاحتجاجات في ىالسودان، متهماً بعضها بالابتعاد عن المهنية والمصداقية في التعامل مع احتجاجات الخرطوم ،واتهم وزير الاعلام احمد بلال فى مؤتمر صحفى قبل يومين فضائية العربية بتحريف وفبركة الاخبار عن السودان.