الحكومة السودانية تهدد مبعوث اوباما بعدم التعاون وتتهم واشنطن بالسعي لتخريب علاقتها مع جوبا
الخرطوم 15 سبتمبر 2013- إبتدر مبعوث الرئيس الأميركي للسودان وجنوب السودان مهمته في الخرطوم بإغضاب الحكومة إلتى لوحت بشكل فوري بعدم التعاون معه وإعتباره شخصية غير مرحب بها ، ووجه وزير الخارجية السودانى علي احمد كرتي انتقادات حادة للولايات المتحدة الاميركية واتهمها بالسعى الى فتح “باب من الجحيم” بين السودان وجنوب السودان بسبب قضية ابيى وقال ان ان المبعوث دونالد بوث غير مرحب به اذا كان يعتزم فتح ملف ابيي .
ودشن بوث الاحد لقاءات فى الخرطوم جمعته برئيس اللجنة الاشرافية المشتركة لابيى من جانب السودان الخير الفهيم الذى ابلغه رفض الخرطوم القاطع لاجراء استفتاء فى المنطقة خلال اكتوبر المقبل.
وقال على كرتى فى لهجة اتسمت بالحدة البائنة ان قضية ابيي لن تكون” سوداوية وظلامية حتى تبحث واشنطن عن شوكة للطعن بها في حلق البلدين ” ، وشدد على ان واشنطن ليست مؤهلة للحديث عن علاقات السودان بالاخرين قاطعا بان السودان لن يسمح للمبعوث الاميركي بان يكون وسيطا في قضية ابيي واتهم واشنطن بمحاولة استغلال القضية لتعكير العلاقات بين الخرطوم وجوبا باعتبار انها القضية الوحيدة المتبقية .
وقال كرتى للصحافيين فى الخرطوم قبيل مغادرته الى بروكسل للمشاركة في اجتماع دعا اليه الاتحاد الاوربي وزيري خارجية السودان وجنوب السودان الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت اتفقا في القمة التي التأمت في الخرطوم مؤخرا على تشكيل المؤسسات المدنية والشرطية واعادة الحياة الى ابيي واجراء الترتيبات الانتقالية وان الرئيسين سيتداولان حول ابيي دامغا بعض الجهات في جوبا بالسعي الى عكننة العلاقة باثارة ملف ابيى.
واستخف الوزير السودانى بالتصريحات التي تصدر بين الفينة والاخرى من قيادات فى دولة الجنوب بشأن ابيي وقال بانها لاتتعدى الاستهلاك المحلي منوها الى ان الرئيس سلفاكير طرح في القمة الاخيرة بالخرطوم قضية ابيي واتفق مع البشير على الاجراءات الانتقالية،وطالب على كرتى المبعوث الاميركي بعدم التدخل ، وقال ان الخرطوم لن تسمح بوسيط سوي الاتحاد الافريقي في هذا الشأن.
وجزم الوزير بان الخرطوم لن تقبل تدخل المبعوث الاميركي دونالد بوث الا في اطار تحسين العلاقات بين السودان وجنوب السودان لكنه عاد وقال ان اميركا غير مؤهلة لاي حديث عن السودان وجدد كرتي التأكيد على عدم التفاوض مع الحركة الشعبية –قطاع الشمال وقال ان الحكومة ستتفاوض مع من ينتخبهم ابناء المنطقتين وهي على استعداد للتعامل معهم .
وكانت الحكومة ابلغت المبعوث الأميركي الجديد دونالد بوث، الذي وصل الخرطوم في أول زيارة منذ تعيينه من الرئيس باراك أوباما، رفضها القاطع لإجراء استفتاء أحادي في منطقة أبيي ، من دولة جنوب السودان، وحذّرت من أن إقدام الجنوبيين على الخطوة من شأنه أن يؤدي إلى عرقلة التقدم الذي طرأ مؤخراً في العلاقات.
وعقد المبعوث لقاءً مطولاً السبت ، مع رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة من جانب الخرطوم الخير الفهيم، بحثا خلاله، الأزمة في أبيي، ومقترح الوساطة الأفريقية للحل النهائي في المنطقة.
وقال بوث للصحافيين عقب اللقاء إنه جاء لتقييم وتفهُّم وضع قبيلة المسيرية السودانية ووجهة نظرهم بشأن قضية البلدة، بجانب موقف الحكومة من ذات القضية، ووصف المبعوث قضية أبيي بالشائكة، وأكد أنه سيركز على القضايا العالقة بين الدولتين بشكل أساسي، بجانب العلاقات السودانية الأميركية.
وما تزال عدة نقاط خلافية عالقة بين دولتي السودان من بينها الخلاف على منطقة ابيي الغنية بالنفط بجانب الحدود غير المرسمة بينهما،وحقق البلدين تقدماً في بعض النقاط الأخرى من بينها قضية الاتهامات المتبادلة بدعم المعارضة المسلحة وملف البترول.
و قال الفهيم إن المبعوث الأميركي استفسر عن موقفهم بشأن إجراء استفتاء في أبيي، وقال “قلنا له إننا مع استفتاء يُقام وفقاً للمعاهدات الدولية والبروتوكلات والمواثيق التي وضعها الطرفان، ونرفض أي استفتاء أحادي من جنوب السودان”، وحذّر الفهيم من أن الاستفتاء سيقود لعرقلة علاقات الخرطوم وجوبا، وشدّد على أهمية قيام المؤسسات المدنية في أبيي قبل الاتفاق على الوضع النهائي للمنطقة.
وقالت السفارة الاميركية بالخرطوم في تصريح مكتوب وزعته قبل وصول المبعوث “ان من اجندة المبعوث احترام حقوق الانسان والاحتياجات الانسانية وتسهيل الوصول الى مناطق النزاعات اضافة للعمل بصورة مكثفة من اجل حكومة ذات تمثيل واسع”.
واعلن الرئيس الاميركي في اغسطس الماضي تعيين الدبلوماسي دونالد بوث مبعوثا لدولتي السودان خلفا للمبعوث السابق برنتسون ليمان الذي انتهت ولايته بانتهاء فترة اوباما الرئاسية الاولى ، وتفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على السودان منذ العام 1997 بتهمة دعم السودان للارهاب.
وكانت الأمم المتحدة، قالت إن قضية أبيي تظل إحدى العقبات التي لم يتوصل فيها السودان ودولة الجنوب إلى حل، وأكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات السلام هيرفي لاديسوس، أن موضوع أبيي يتطلب جهداً من الأطراف ، وذكر لاديسوس، في مؤتمر صحفي، بنيويورك، الجمعة أن وضع عمليات السلام في السودان وجنوب السودان يمر الآن بمرحلة إيجابية.
وأشاد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات السلام بنتائج الزيارة التي قام بها رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير للخرطوم، ولقائه بالرئيس عمر البشير ، واعتبر تعطيل السودان قراره السابق بإيقاف ضخ نفط جنوب السودان عبر أراضيه مهماً، وأنه ساهم في زيادة الثقة بين الجانبين، وأردف بالقول “موضوع أبيي يتطلب جهداً”، مشيراً إلى الجهود التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي حالياً، تحت قيادة رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الأسبق ثابو أمبيكي، بدعم لصيق من الأمم المتحدة.
وعبّر مساعد الأمين العام عن أمله في أن تعمل آليات الحدود بين الدولتين على مزيد من تقليل حالة التوتر بين القطرين فيما يتعلق بالمسائل الحدودية ، وأضاف: “العلاقة بين البلدين تسير الآن في عمومها في مرحلة موجبة، وأنها تستحق الإشادة”.
واجتمع رئيس السلطة الاقليمية لدارفور د.التجاني السيسي بمقر السلطة بالفاشر السبت ، بالمبعوث الامريكي الجديد ونقل اليه تطورات الاوضاع في اقليم دارفور ومستوى انفاذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور والتحديات التي تواجه عملية السلام المتمثلة في الصراعات القبيلية.
وقال السيسي للصحفيين، أن اللقاء بحث مجمل القضايا المتعلقة بالسلام في دارفور والجهود التي بذلتها السلطة الاقليمية لدفع العملية السلمية بدارفور وتنفيذ مشاريع التنمية والانعاش المبكر.من جانبه قال بووث ان لقائه مع السيسي كان مثمرا وتعرف من خلاله علي الكثير من الموضوعات المهمة ووقفت فيها علي حقيقة الصراعات القبيلية وقضايا السلام والتنمية بدارفور، وأضاف “تفهمت الوضع جيدا بهدف تقديم المساعدة لتحقيق السلام ” .
وكان رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت، رجح تأخير استفتاء منطقة أبيي عن شهر أكتوبر المقبل. وقال إن حكومته ماضية في تجهيز الاستفتاء وفق مقترح الاتحاد الأفريقي لمنطقة أبيي.
واتهم سلفاكير، في مؤتمر صحفي عقده بجوبا، الخميس، الاتحاد الأفريقي بعدم الجدية، والفشل في تنفيذ مقترحه، بإقامة استفتاء أبيي بعد أن رفضته الخرطوم ، وأضاف كير “لم أتفق مع الرئيس السوداني عمر البشير بشأن المنطقة، ولكن من جانبنا نحن نحضر من أجل عودة مواطني أبيي إلى مناطقهم، حتى تجدهم الإجراءات في مناطقهم لكي يصوتوا”.
وقال سلفاكير إن الاتحاد الأفريقي صاحب هذه المبادرة، غير جاد بشأنها، بالإضافة إلى أن الخرطوم لم توافق على مقترح الاتحاد الأفريقي منذ سبتمبر من العام الماضي ، وأفاد بأن الاتحاد الأفريقي دائماً ما يعود إلى المقترح الذي قُدم في 2010 القائل بتقسيم أبيي وإعطاء الجزء الشمالي للسودان، والجنوبي للجنوب.
وزاد “هذا المقترح وضع أمامي أنا والرئيس البشير، ورفضته، وقلت لثامبو أمبيكي وفريقه: أنتم ليس أعلى من محكمة التحكيم الدولي التي رسمت حدود أبيي في 2009 وأقرّت بتبعيتها لدينكا نقوك.. الآن تقولون نقسم المنطقة.. نحن لن نقبل بذلك، ولن نستطيع التفاوض معكم بهذه الطريقة”.
وكان من المقرر أن يجري استفتاء في أبيي بشأن مستقبل المنطقة، وتبعيتها لأي من الدولتين، بالموازاة مع استفتاء دولة جنوب السودان، لكنه تأجل بسبب خلفات بين الدولتين عن الذين يحق لهم التصويت فيه.
ويعتبر جنوب السودان ان سكان المنطقة من قبائل دينكا نوك (اكبر قبائل جنوب السودان ) هم من يحق لهم المشاركة في الاستفتاء اضافة الى سودانيين اخرين مقيمين في المنطقة، بينما تصر الخرطوم على مشاركة قبيلة المسيرية فيه ايضا، وهي قبيلة رعوية عربية تقضي جزءا من العام في ابيي الامر الذي يرفضه الجنوب.
واعلنت دولة الجنوب اعتزامها اجراء الاستفتاء في ابيي في اكتوبر المقبل وفق اقتراح لجنة وساطة من الاتحاد الافريقي تتوسط في القضايا العالقة بين الدولتين. ولم تعلن الخرطوم موافقتها على اجراء الاستفتاء في هذا الموعد.