جوبا تحذر من تداعيات القرار والخرطوم تكشف معلومات جديدة عن دعم “الثورية”
الخرطوم 9يونيو 2013 – كشف جهاز الأمن والمخابرات الوطني معلومات جديدة تؤكد دعم حكومة جنوب السودان وإيواء متمردي الجبهة الثورية ، في وقت اعلنت جوبا ان قرار إغلاق أنابيب النفط مفاجئاً وانه سيعرضها لخسائر كبيرة .
وقال برنابا بنجامين المتحدث باسم حكومة جنوب السودان وزير الإعلام في أول رد فعل على ما تناقلته وسائل إعلام سودانية عن وقف تصدير نفط الجنوب إن القرار غير مسئول ويفتقر إلى الحكمة، .
وأشار في اتصال هاتفي مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط في جوبا إلى أن السلطات السودانية لم تبلغ جنوب السودان رسميا بقرارها وإذا صح القرار فسيكون له تداعيات سياسية واقتصادية وبيئية على الجانبين.
وأضاف أن اللجوء إلى المنبر الشعبي يزيد من توتر العلاقات بين البلدين ولا يمثل حلا لأي خلاف بل على العكس فهو يحمل مواطني الدولتين أعباء لا يطيقونها.
وشدد بنجامين على أنه إذا كان لدى حكومة الخرطوم أي اتهامات بخصوص تسليح الميليشيات فلتتقدم بها وهناك قنوات دبلوماسية ولجنة أمنية مشتركة بين الجانبين لمناقشة مثل هذه الأمور.
وأوضح أن تصدير نفط الجنوب يصب في مصلحة الجانبين فعائدات نفط الجنوب تعود للسودان في صورة بضائع واحتياجات تستوردها جوبا من الخرطوم، علاوة على أن استقرار الوضع السياسي بين الجانبين يؤدي إلى جذب المزيد من الاستثمارات للدولتين.
وأشار المتحدث باسم الحكومة إلى أن قرار الإغلاق المفاجئ لأنابيب النفط قد يؤدي لأعطال فنية ربما تتسب في انفجار الأنابيب الناقلة للنفط وحدوث تسريبات نفطية تصل لمياه النيل وبالتالي تقع كارثة بيئية كبرى على الدول المشتركة في مياه النيل وليس جنوب السودان وحده، مضيفا أن بلاده لا تملك المعدات الحديثة التي تمكنه من التعامل مع هذه التسريبات.
والغت الخرطوم زيارة وفد ها المفاوض إلى أديس أبابا التي كان مقررا لها الأحد للمشاركة في اجتماعات لجنة البترول المشتركة بين السودانين، عقب قرار رئيس الجمهورية باغلاق أنبوب نفط الجنوب.
وكشف تقارير اعلامية أن الاتحاد الأفريقي عين مسئولا نيجيريا كرئيس لهذه اللجنة وأنه تسلم مهامه قبل فترة قصيرة ودعا الطرفين لاجتماع من المقرر التئامه الثلاثاء المقبل .
وقال مصدر أمني رفيع بحسب المركز الإعلامي للخدمات الصحافية إن جوبا كثفت خلال الأيام الماضية وحتى السبت من تجهيز وإمداد قوات الجبهة الثورية بتوفير العربات والوقود والذخائر وقطع الغيار وكميات متنوعة من الأسلحة بالإضافة إلى عمليات التشوين عبر الحدود مع السودان وبإشراف مباشر من ضباط من استخبارات الجيش الشعبي بدولة الجنوب.
وكشف المصدر عن اعترافات متنوعة حصل عليها جهاز الأمن والمخابرات من مصادر داخل دولة الجنوب وعدد من المتمردين الذين تم إلقاء القبض عليهم تؤكد إصرار تلك الدولة على دعم حركات التمرد أملاً منها بإحداث تغيير في الخرطوم.
وقال إن عمليات ترحيل وتوصيل جرحى المتمردين والمصابين بجنوب كردفان مازالت مستمرة وخاصة في مستشفيات واو، جوبا، بانتيو، مشيراً إلى تطابق المعلومات بوجود أكثر من (175) جريحاً بتلك المستشفيات حتى مساء السبت وذلك بعد ان تم إجلائهم بطائرة خاصة وعربات من بحيرة الأبيض وجاوا وبانتيو بولاية الوحدة.
وكشف المصدر الأمني لـ(smc) المقرب من الأجهزة الامنية ان دولة إسرائيل هي الجهة التي ترعى تلك العمليات بالتمويل وتوفير الدعم الفني عبر حكومة الحركة الشعبية بجوبا وهي التي تقوم بتحمّل نفقات شراء الأسلحة والعربات و الأجهزة الفنية المستخدمة في الميدان لأغراض الربط والاتصال.
واتهم المصدر حكومة جوبا بعدم الحرص على علاقات جيدة ومستقرة بين الدولتين برغم حرص السودان على ذلك إيماناً منه بضرورة استقرار الدولتين لخدمة مصالح الشعبين وحفظ الأمن في المنطقة.
وقال إن جوبا لا تحترم تعهداتها الثنائية والإقليمية والدولية بل أصبحت مطية لإسرائيل والجماعات الصهيونية المتطرفة كما اتهم جوبا بالسعي والعمل على ارتكاب مزيد من الانتهاكات الإنسانية وقتل الأبرياء بدفع حركات التمرد الإرهابية إلى ارتكاب الحماقات ونشر الإرهاب وسط المدنيين كما اتضح ذلك في المذابح التي ارتكبت في الرهد وأبوكرشولا ومناطق جنوب كردفان.
وقال المصدر إن حكومة الحركة الشعبية مازالت تمارس سياسة العداء والمكر والخداع ونقض العهد مع السودان برغم افتضاح أمرها وكشف خططها وأساليب دعمها لتلك الحركات التي لا تربطها مع جوبا غير روح التمرد والانتقام والفوضى.
وأشار المصدر إلى ان السودان عند توقيعه اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين فيما عرُف بمصفوفة الاتفاقات الأمنية والاقتصادية وحسن الجوار كان يأمل ان ينعكس ذلك إيجاباً في الأوضاع الداخلية للبلدين وخاصة دولة الجنوب التي يعاني شعبها من الجوع وانعدام التنمية والصحة والتعليم.