أمين حسن عمر: الحكومة ترفض “هراء موسفيني” عن وساطة في دارفور
الخرطوم 27 مايو 2013- وصفت الحكومة السودانية الرئيس الأوغندي يوري موسفيني بغير المؤتمن ، وأوصدت ، الباب رسمياً تجاه أي مساع يوغندية للتوسط بينها وبين الحركات المسلحة في دارفور وقالت انها ترفض “هراء موسفيتي “،في وقت اعلنت الامم المتحدة ان حوالي 30 الف سوداني فروا من دارفور الى شرق تشاد في 17 مايو الجاري بسبب اعمال عنف قبلية بولايتي شمال ووسط دارفور وقالت ان عدد اللاجئين السودانيين في تشاد ارتفع الى 330 الف شخص فروا خلال العام الحالي .
وقال وزير الدولة برئاسة الجمهورية؛ رئيس مكتب متابعة سلام دارفور، د. أمين حسن عمر لبرنامج “وجهات نظر” الذي بثته قناة “الشروق” الأحد، إن السودان يرفض ما أسماه بـ (هراء) موسفيني.
وأشار الى أن الرئيس اليوغندي وسيط غير مؤتمن لأنه يتحدى الإرادة الدولية للسلام، ويأوي حركات مسلحة، ومشهود له بمواقفه العدائية المستمرة، وعلاقاته القديمة بالدوائر المعادية ليس للسودان فقط، بل للثقافة العربية بصورة عامة.
وأعلن رئيس الوزراء اليوغندي اماما مبايازي رغبة بلاده في لعب دور لإخماد الحروب في القارة الافريقية وقال امبازي في كمبالا عقب لقائة مسؤولاً اممياً رفيعا في 17 من مايو ان اوغندا لامانع لديها فيى لعب دور وساطة بين الحكومة والحركات الدارفورية المسلحة .
وتستضيف يوغندا مجموعة من قادة الحركات الدارفورية على اراضيها الامر الذى دفع بالخرطوم الى الإحتجاج لديها اكثر من مرة ، غير ان وجود الحركات ونشاطها بكمبالا لم يتوقف ، وتلقت علاقة البلدين صفعة قوية في مارس الماضي، عندما وقعت مجموعة واسعة من الطيف السياسي على ميثاق اسمته بميثاق كمبالا، قبل ان يعود معظمها ويتراجع عنه.
واعتبر د. امين أن مجلس الأمن لا يستطيع التحرك لدعم السلام في دارفور لأن هناك دولاً متنفذة تتحكم فيه، مبيناً أن الإدانات الخاصة به تعتبر “دعم لفظي” فقط.
وأكد أن السودان يطالب الأمم المتحدة بتنفيذ قراراتها التي اتخذتها بشأن لجنة العقوبات للرافضين للسلام بدارفور، مبيناً أن إدانة الأمم المتحدة لمقتل بشر وضحية جاءت بصورة “خجولة”.
واعتبر د. أمين أن التطور الأسوأ في قضية دارفور يتمثل في بعض الاشتباكات القبلية التي تزايدت في الآونة الأخيرة، واصفاً هذه الاشتباكات بأنها أخطر من التمرد بكثير خاصة وأن ضحاياها كثر.
وأشار إلى أن الجيش يطارد فصيل جبريل إبراهيم، كاشفاً عن تنسيق أمني عسكري فاعل بين الحركات الموقعة والقوات النظامية الأخرى. وأضاف: “في الأشهر القليلة المقبلة ستنضم كثير من القيادات الميدانية للسلام في دارفور”.
وذكر د. أمين أن اغتيال بشر وضحية، حاول فصيل جبريل إبراهيم التبرير له بأنه اشتباك فقط، وقال إن هذه قصة لا تنطلي على أحد، بل هي عملية اغتيال منظمة، مطالباً بإطلاق سراح الأسرى فور.
وأكد أن هناك إجراءات قانونية بدأ السودان في اتخاذها، تصل حد المطالبة بالانتربول، ومنع الدول من تقديم المساعدات لهذه الحركات، وأن وزارة العدل شرعت في الإجراءات على المستويين الإقليمي والدولي.
وكشف عن اجتماع يعقد في العاصمة القطرية الدوحة الاسبوع المقبل بمشاركة كافة الشركاء الدوليين في سلام دارفور، مبيناً أن الاجتماع متوقع منه ممارسة الكثير من الضغوط على الحركات الرافضة للسلام، وأضاف: “لدينا 177 مليون دولار ستذهب في تأهيل قرى العودة الطوعية”.
وقالت وكالة الشؤون الانسانية التابعة للامم المتحدة في تقرير دوري الاحد ان معظم اللاجئين السودانيين الذين فروا الى تشاد من الاطفال والنساء وهم بحاجة الى المأوى والغذاء والمياه والمساعدات الطبية.
ونوه التقرير الى ان عدد اللاجئين السودانيين في تشاد ارتفع الى 330 الف بعد ان فر حوالي 300 الف لاجئ الى تشاد منذ يناير الماضي وقال ان الموجة الاولى للنزوح اتجهت الى بلدة تيسي التي تقع شرق تشاد في شهري يناير ومارس 2013 بسبب احداث منطقة جبل عامر كما ان المجموعة الثانية من حركة النزوح كانت على خلفية الاشتباكات القبلية بين المسيرية والسلامات في ولاية وسط دارفور.
وقالت مفوضية شؤون اللاجئين ان متوسط 300 شخص يعبرون الحدود يوميا في ظل استمرار التوترات في اجزاء من دارفور بحسب التقرير.
وابدت الامم المتحدة قلقها من استمرار المعارك بين القوات المسلحة ومتمردي الجبهة الثورية في شمال كردفان وتأثيرها على المدنيين وفرار المزيد منهم بعد ان نزح حوالي 47 الف شخص الى الرهد والمواقع المختلفة وتطرق التقرير الى معاناة حوالي 119 الف شخص بـ9مخميات للنازحين في دارفور من الحصول على المياه وقال ان 63 مضخة للمياه لاتعمل من مجموع 93 مضخة وفقا لتقييم مشترك لوكالات الاغاثة.
وفي وقت سابق ، قالت منسقة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس ، إن 300 ألف شخص فروا من ديارهم في دارفور بسبب تصاعد القتال هذا العام فقط ، ويعيشون الان في ظروف مروعة ، ويعانون من نقص الغذاء والمأوى .
واضافت اموس خلال زيارتها للنازحين الجدد الفارين من مناطق لبدو ومهاجرية والبالغ عددهم نحو (18) الف ان هيئات الاغاثة تبذل قصارى جهدها لتوصل الامدادات للنازحين ، لكن نقص تبرعات المانحين الدوليين يعوق جهودها.
وتشهد دارفور قتالاً منذ عشرة سنوات بين الحكومة وحركات قالت انها ترفض هيمنة المركز على السلطة ونهميشه لبقية الولايات السودانية.