الامن يعتقل رئيس حزب المؤتمر السودانى بعد انتقاده لموقف المعارضة
الخرطوم 18 يناير 2013 – اعتقلت السلطات الامنية رئيس حزب المؤتمر السودانى ابراهيم الشيخ بعد ساعات من عقده مؤتمرا صحفيا انتقد فيه تبرؤ قادة المعارضة من وثيقة كمبالا كما وجه انتقادات لاذعة الى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم .
وكانت قوى الاجماع الوطني قد قررت اعتبار وثيقة “الفجر الجديد” صيغة لمشروع ستقوم بدراسته وتقديم مقترحات بشأنه وصولا للصيغة النهائية مع الحركات المسلحة ورفضت اعتباره اجماع لقوى المعارضة حول رؤية مسقبلية للبلادوحدد قالت ان لها تحظات حول مبدأ استخدام السلاح لاسقاط النظام والدولة العلمانية وحق تقرير المصير الوارد في الوثيقة الداعية لاسقاط النظام .
ويجئ اعتقال رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ بعد انتقاده لقادة احزاب تحالف قوى الاجماع الوطني المعارض لارسالها قيادات من الصف الثاني والثالث في احزابهم وبعضهم موجود خارج السودان وبعيد عن الحراك اليومي للتفاوض للتوقيع على ميثاق “الفجر الجديد” في كمبالا.
وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ في موتمر صحفي بدار حزبه امس انه كان يفترض أن تذهب قيادات الصف الأول للتفاوض والتوقيع، بدلاً عن حالة التراجع والإنكار التي اوصلتهم لحالة “الخزي والانتكاسة”، وحذر الحكومة والمؤتمر الوطني من اضعاف القوى السياسية واضاف ان التعصب يمكن ان يؤدي الى ضياع البلاد.
وشن الشيخ هجوماً لاذعا على المؤتمر الوطني ووصفه بـ”اللعنة على السودان”، غير انه عاد وقال ان على الحزب الحاكم الجلوس والتفاوض مع الحركات المسلحة في دارفور والحركة الشعبية ـ قطاع الشمال التي تقاتل القوات الحكومية في جنوب كردفان والنيل الازرق.
وأعلن الشيخ قبول حزبه بمشروع مبادرة الاتحاد الأوروبي لتقريب شقة الخلافات في الاطراف السودانية وابدى دهشته من موقف الحكومة بحجر تفاوض المعارضة مع الاتحاد الأوروبي في حين تجلس الحركة الاسلامية مع الاتحاد الأوروبي “ولا نعلم ماذا يدور بينهم”.
ووصف الشيخ وثيقة “الفجر الجديد” بالمبادرة الصحيحة وزاد “انها لا تمثل فجراً كاذباً كما قيل”، وتابع “تحتوي الوثيقة على اشياء مفيدة للسودانيين”، قبل ان يبدي استغرابه من التوقيع عليها خلال ثلاثة أيام فقط في حين مكثت القوى السياسية تتفاوض على وثيقة “البديل الديمقراطي” والإعلان الدستوري ستة أشهر، واضاف قائلا “كان الأفضل للمعارضة أن تأتي بالوثيقة في الداخل وتناقشها داخل احزابها قبل مراسم التوقيع عليها في كمبالا”.
وطالب الحكومة بعدم تجاهل التفاوض مع الحركات الحاملة للسلاح حتى لا يتكرر سيناريو المطالبة بحق تقرير المصير اسوة بجنوب السودان وحذر من تجاهل وثيقة “الفجر الجديد” من قبل الحكومة قائلا انها “ستجلب علينا مزيدا من حاملي السلاح”.
الى ذلك اعلنت الحركة الإسلامية السودانية رفضها القاطع لوثيقة الفجر الجديد التي وقعتها أحزاب المعارضة والحركات المسلحة مؤخرا بكمبالا باعتبارها داعية إلى العلمانية وإلغاء الشريعة الإسلامية وتفكيك وحدة السودان.
وقال حسبو محمد عبد الرحمن نائب الأمين العام للحركة الإسلامية في تصريح لـ(سونا) “سنتصدى بكل قوة مع شركائنا من أحزاب الوحدة الوطنية للوثيقة غير الوطنية الداعية إلى إلغاء الدين من الحياة العامة لأهل السودان”.
وأردف قائلا “الشريعة الإسلامية في مقدمة الثوابت الوطنية ولا تراجع عنها ومنصوص عليها في الدستور قبل انفصال الجنوب ذي الأغلبية المسيحية” .
ورأى حسبو أن الحوار هو الوسيلة الأنجع لحل القضايا الخلافية بين الحكومة والمعارضة والحركات المسلحة.
ولفت إلى نجاح الحوار بين الحكومة والمعارضة في توقيع اتفاق نيفاشا مع الحركة الشعبية والقاهرة مع التجمع الوطني المعارض وأبوجا والدوحة لسلام دارفور واتفاق أسمرا لسلام الشرق .