Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

جماهير “الحوت” تقتحم مدرج مطار الخرطوم لاستقبال جثمانه

الخرطوم 18 يناير 2013 – تحولت مظاهر الحزن الطاغية في استقبال جثمان فنان الشباب محمود عبدالعزيز، “44” عاما، الذي اعلن عن وفاته امس باحد مشافي العاصمة الاردنية عمان، الى مواجهات بين الشرطة ومعجبي الفنان، واضطرت سلطات مطار الخرطوم الدولي الى اعلان حالة الطوارئ القصوى في المطار وتعليق اقلاع وهبوط الطائرات في اعقاب اقتحام المستقبلين مدرج المطار بعد تحطيم البوابة الشمالية ما ادى الى تدخل الشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع.

محمود عبدالعزيز
محمود عبدالعزيز
وسير معجبو الراحل مسيرات متفرقة صوب المطار وهم يهتفون “لا سودان بلا جان” و”لن ننساك يا محمود”. ووصل الجثمان الخرطوم مساء امس على متن طائرة بعث بها رئيس جهاز الامن والمخابرات السودانى محمد عطا المولى وشيعه الالاف الى داره بالخرطوم بحري، وعاش معجبو المطرب محمود عبدالعزيز الشهير بـ”الحوت”، حالة من الحزن والترقُّب طيلة الأسبوع الماضي بسبب موته دماغياً.

وادى عدم التنسيق وتضارب الانباء حول موعد وصول الطائرة المقلة للجثمان الى فوضى عارمة في المطار ما تسبب في تدافع جماهيري نحو مدرج الهبوط لدرجة ان بعض المستقبلين حاولوا الامساك بطائرات لحظة توقفها ظنا منهم انها تقل فنانهم المعشوق في مشاهد مؤثرة، ونجحت الشرطة بصعوبة في تفريق المقتحمين لمدرج المطار واخراجهم خارجه بعد استخدام الغاز المسيل للدموع.

كما دارت مواجهات محدودة في شارع المطار بين الشرطة ومعجبي الراحل واضطرت السلطات الى توقيف عدد من الذين اثاروا الشغب.

وتمتع محمود عبدالعزيز بجماهيرية ليس لها مثيل خاصة وسط الشباب الذين يحبه بعضهم الى درجة الهوس، وشكلت شخصيته خليطا بين الفنان والمتدين والمتصوف، وله 4 جمعيات خيرية. كما تمتع “الحوت” بصوت قوي طالما أشاد به النقاد.

وهرع الالاف صباح امس الى منزل محمود عبدالعزيز بحي المزاد بالخرطوم بحري وعبّروا عن حزنهم الشديد بالدموع والبكاء والعويل وسقط العشرات من اهله وجيرانه ومعجبيه فاقدي الوعي حزنا على فراقه.

وأكد والي ولاية أن عبدالرحمن الخضر لدى تقديمه العزاء في منزل الراحل ان رحيل “الحوت” يعتبر فقداً كبيراً لما يحظى به الراحل من مكانة وقيمة فنية في وجدان عدد كبير وسط الشباب واعلن الوالي تكفل محلية بحري بنفقات العزا قائلا “إن عزاء محمود عزاء غير عادي ونتوقع أن يصل الى مكان العزاء أعداد غفيرة من الناس”، كما وجه سلطات المرور باتخاذ التدابير اللازمة لتمكين المعزين من الوصول الى منزل العزاء.

وشارك في تقديم العزاء العديد من الفنانين ورجال أعمال ومؤسسات العمل الخاصة والعامة بالإضافة الي حشد كبير من جمهوره ومحبيه، وقال الفنان عبدا لقادر سالم ان محمود عبدالعزيز شخص استثنائي لن يتكرر في تاريخ الفن وهو أحد عظماء الفن في السودان واعتبر تجمع آلاف الناس دليلا على حب الشعب السوداني له.

وبدأت قصة مرض “الحوت” في يونيو 2012 بتعرضه لآلام حادة بالبطن وتم عرضه على الأطباء بمستشفى رويال كير بالخرطوم وتم تشخيص المرض كقرحة متفجرة تحتاج لتدخل جراحي مستعجل وأجريت العملية بنجاح.

لكن تكررت الآلام في ديسمبر الماضي وأجريت لمحمود عملية ثانية في ذات المستشفى، إلا إنه خلال الأيام الأربعة التي تلت الجراحة تدهورت الحالة الصحية فتم تدخل جراحي وأصبح بعدها يعتمد على التنفس الصناعي بنسبة 100% ليتم نقله للعلاج في الأردن.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *