شمال دارفور تتحفظ على استراتيجية “يوناميد” لحماية المدنيين
الخرطوم 29 نوفمبر 2012 – تحفظت حكومة ولاية شمال دارفور مبدئيا على استراتيجية بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقى “يوناميد” التي قالت انها تعتزم تطبيقها فى الاقليم لحماية المدنيين بحجة مساسها بالسيادة الوطنية لكنها وجهت اجهزة الحكومة بتقصى تفاصيلها قبل اتخاذ القرار النهائى حيالها.
وتتأسس الإستراتيجية المقترحة لحماية المدنيين على التعاون مع مختلف الجهات وصولا الى بعض المناطق المستهدفة لتدارك العنف المتفاقم .
وابلغ والى شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر وفدا من(يوناميد) برئاسة الممثلة الخاصة للبعثة بالانابة عايشتو ميندوادو ان حماية مواطني الولاية تعتبر من المسؤوليات الدستورية المباشرة على عاتق الحكومة ولجنة أمن الولاية محذرا من المساس بها ، مشددا على رفض الحكومة للإستراتيجية التى ربما تمس سيادة البلاد الوطنية .
وكانت رئيس البعثة بالإنابة شددت على أن الإستراتيجية الجديدة لا تمس سيادة السودان مؤكدة أن اليوناميد ستقوم بطرحها للحكومة خلال الأيام المقبلة عبر رئيس قطاع شمال دارفور باليوناميد لمناقشتها مع الجهات ذات الصلة .
وأبدت قلقها البالغ حيال المصادمات بين الرعاة والمزارعين بمناطق كورما وسرف عمرة والتي راح ضحيتها أربعة أشخاص من مزارعي المنطقتين .
وأشارت عايشتو إلى أن تلك الأحداث من شأنها تصعيد أعمال العنف.وطالبت حكومة الولاية بضرورة تسهيل حركة اليوناميد والمنظمات الدولية وتمكينهم من الوصول الى المناطق المتضررة حتى لا يؤثر ذلك سلباً على مؤتمر المانحين مؤكدةً في الوقت نفسه استعداد اليوناميد للمساهمة الفاعلة في حث المانحين للإيفاء بالتزاماتهم كاملةً تجاه المشروعات التنموية بالإقليم معلنةً دعم اليوناميد الكامل للجان التعايش السلمي بالولاية من اجل العيش بسلامة كما أعلنت دعمها ومشاركتها في مؤتمر البرتى والزيادية الذي سيعقد بمحلية مليط في العاشر من ديسمبر المقبل بجانب مؤتمر كتم وجنوب الفاشر في الفترة القادمة .
وتعتبر شمال دارفور من اكثر ولايات الاقليم عنفا خلال الاسابيع الماضية وشهدت نزاعا قبليا داميا فى عدة مناطق كما تنشط فى المنطقة بكثافة حركات دارفورية مسلحة دخلت فى اشتباكات متفرقة مع القوات النظامية السودانية
ووجه الوالى الأجهزة الأمنية ومفوضية العون الانسانى بالولاية باستقصاء تفاصيل الاستراتيجية من اليوناميد واستيعابها ومن ثم عرضها لحكومة الولاية لتوضيح رؤيتها ، وقال ان حكومته قد ترحب بالإستراتيجية الجديدة بعد الاطلاع على تفاصيلها.نافياً وجود اى قيود على حركة المنظمات الدولية العاملة في المجال الانسانى .
وقال أن الحديث بشأن فرض القيود على حركة المنظمات ظل يتكرر منذ العام 2003م بغرض إثارة البلبلة وزعزعة الأمن والاستقرار .
وجدد كبر رفض حكومته لدفع اية فدية مقابل إطلاق سراح المختطفين الأميين ، وعده ابتزازا من المجرمين الذين يرتكبون جرائم الاختطاف التي استشرت في الآونة الأخيرة بهدف الحصول على مبالغ مالية .
وأشادت عايشتو بالجهود المبذولة من قبل الحكومة لإطلاق سراح الموظفين الأمميين المختطفين واللذان امضيا (101) يوم .وأضافت أن اليوناميد مع مبدأ إطلاق سراح المختطفين دون دفع اى فدية .وجددت عايشتو مضى البعثة قدماً فى دعم إنفاذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور .
. وحمل كبر مسؤولية الاعتداء على دورية اليوناميد بمنطقة هشابة واغتيال احد أفرادها مؤخراً لحركتي مناوى وعبد الواحد.وقدم الدعوة لرئيس البعثة لحضور مؤتمر البرتى والزيادية للتعايش السلمي بمليط .
وحول مؤتمر مانحى دارفور قال كبر أن حكومته عقدت عددا من ورش العمل بالتعاون مع بعثة التقييم المشتركة لتحديد الاحتياجات التنموية بدارفور (جام دارفور) تم من خلالها تحديد المشروعات اللازمة توطئة لتقديمها في المؤتمر .
وعبر عن قلقه الشديد حيال عدم إيفاء المانحين بالتزاماتهم تجاهها مستشهداً بتجربة اتفاقية ابوجا داعياً اليوناميد للعب دور فاعل لدفع المانحين للالتزام بتعهداتهم التي سيقطعونها في المؤتمر .