الحركة تجدد قصف مدينة كادوقلي والجيش السودانى يرد
الخرطوم 11 اكتوبر 2012 — قصفت قوات الحركة الشعبية – شمال- مدينة كادوقلى مجددا امس وأطلقت قذيفتين في اتجاه المدينة فيما أعلن مسؤول محلي بقيام الجيش السوداني بالرد على هجمات المتمردين اللذين هاجموا المدينة بالقذائف للمرة الثانية.
وذكر شهود عيان ان طفلا اصيب الاربعاء في قصف على اطراف مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان في جنوب السودان، فيما اطلقت مدفعية المتمردين وابلا من القذائف في هجوم وصفوه بانه رد على قصف شنته القوات الحكومية.
وقال الشاهد في محادثة مع وكالة فرانس برس عبر الهاتف من كادقلي “صباح اليوم (الاربعاء) سقطت اربع قذائف في مزرعة شرق المدينة وانا شخصيا شاهدت طفلا اصيب باحدى هذه القذائف”.
وردت القوات المسلحة على الهجوم حسبما اعلن معتمد كادقلي ابوالبشر عبد القادر حسين مؤكدا فى تصريح صحفى ان أصوات دوي المدافع التي سمعها المواطنون لم تكن قصفا من التمرد وإنما هجوما من القوات المسلحة عبر مدفعيتها على المواقع التي اطلقت منها قاذفتين صوب المدينة، دون وقوع اى اصابات
وكشف حسين عن ان الحكومة لم تكن ترغب في التعامل عسكريا مع التمرد خلال اليومين الماضيين خاصة وان الهجوم كان يرمى لافشال ملتقى كادوقلى للسلام الذى انهى جلساته امس.
وفى الاثناء اعتبر المتحدث باسم المؤتمر الوطنى بدر الدين احمد ابراهيم هجوم الحركة الشعبية على كادوقلى فرصة للسودان لتقوية موقفه تجاه حسم قضية “قطاع الشمال” والجبهة الثورية، ونوه الى ان تلك الهجمات تمثل تحديا للمجتمع الدولي الذى ابدى رغبة فى تحقيق السلام.
وقال إبراهيم ان قطاع الشمال قطع الطريق امام احتمالات تلقى الدعم من المجتمع الدولي معلنا العزم على تكثيف التحركات فى مقبل الايام واستغلال تصرفات الحركة فى دعم موقف الحكومة داخل المنظومة الدولية فيما قال المتحدث باسم الخارجية العبيد احمد مروح أن المجتمع الدولي ينظر للهجوم كخطوة تخريبية تستهدف إعاقة الجهد الذى توج بالتوقيع على اتفاق أديس أبابا.
الى ذلك طالب برلمانيون الحكومة ببطش قطاع الشمال وعدم التفاوض معه واطلاق يد القوات المسلحة لمقابلته بالقوة والحسم ووصفوا القصف الاخير لمدينة كادوقلي بالمؤشر السيئ .
ودعا عضو البرلمان سليمان قيدوم خلال جلسة التداول حول خطاب رئيس الجمهورية بالبرلمان امس الحكومة بعدم مفاوضة قطاع الشمال وحذر في ذات الوقت من التعجل في حسم قضية ابيي .
وشددت توصيات ملتقى كادوقلى للسلام على اعلاء خيار السلام ، ودعا حملة السلاح من أبناء الولاية للتحلى بالشجاعة وصولا الى تسوية نهائية وتحقيق السلام المستدام.
ودان البيان الختامى للملتقى الهجوم المسلح على كادوقلى واشاد بجهود وفد الحكومة المفاوض حول قضية المنطقتين، كما ناشد الملتقى الوسائط الإعلامية والأجهزة الرقابية بالتعامل مع ما ينشر عن جنوب كردفان بنحو يدعم وحدة مجتمع الولاية وتعايشه السلمي .
وناشد المؤتمر الحكومة وحاملي السلاح لوقف إطلاق النار وكافة العدائيات لتوفير بيئة مناسبة للتفاوض . مع .الإسراع في تنفيذ مقررات إتفاقية التعاون المشترك الموقعة بين حكومة جمهورية السودان وحكومة جمهورية جنوب السودان .و.ضرورة فك الإرتباط بين أبناء الولاية في الحركة الشعبية عن الجيش الشعبي التابع لحكومة جنوب السودان .
ودعا البيان الى .ترتيب الأوضـــــاع الأمنية لقوات التمرد وفقاً لخيار الإستيعاب وعمليات الـ DDR الشـــــاملة على أن تتم بالتوازى مع ذلك معالجة أوضاع منسوبي الدفاع الشعبي والمجموعات الأخرى وفق منهج شــــامل ومتسق.
وطالبت توصيات المحور التنموي الإقتصــادي بضرورة التمييز الإيجابي لولاية جنوب كردفان في التنمية، وإنشاء وإكمال البنيات التحتية خاصةً في مجالات الطرق والمياه والكهرباء والخدمات الأخرى، وزيادة نصيب الولاية من إيرادات البترول والمعادن الأخري، وتفويض بعض الإختصاصات للولاية في ما يختص بتجارة الحدود، وضرورة تنازل المركز عن نصيبه من الإيرادات القومية المحصلة في الولاية.
ودعا البيان فى المحور الإجتماعي الى الاعتراف بأهـــــمية الأعــــراف المحلـــــية في معالجة مشــــكلات الأرض، مع تعزيز وتفعيل دور الإدارة الأهلية لضمان وحدة وتماسك المجتمع، وضرورة تضافر الجهود لمعالجة مشكلة أبيي بصورة تمنع التوترات الأمنية وقفل مسارات الرعي، وضرورة السعي لإطلاق سراح السجناء الموجودين في دولة الجنوب وعلى رأسهم اللواء تلفون كوكو.