Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الخرطوم : تضمين فك الارتباط بين الجنوب وقطاع الشمال فى اتفاق اديس

الخرطوم 30 سبتمبر 2012 – اكد الوفد السوداني المفاوض على تضمين اتفاق الترتيبات الامنية الموقع مع جنوب السودان على آليات تكفل انهاء العلاقة بين الحركة الشعبية في الشمال وجنوب السودان وتسمح برصد آي مساعدات قد تسعى للحصول عليها عن طريق الجنوب.

الرئيس السوداني يحي الجماهير عند وصوله لمطار الخرطوم في الجمعة 28 سبتمبر بعد التوقيع على اتفاقيات حول المسائل الامنية والنفط مع جنوب السودان
الرئيس السوداني يحي الجماهير عند وصوله لمطار الخرطوم في الجمعة 28 سبتمبر بعد التوقيع على اتفاقيات حول المسائل الامنية والنفط مع جنوب السودان
وكانت الحركة الشعبية قد اعلنت عن استعداها لإعلان وقف اطلاق النار وربطت ذلك بالسماح بدخول المساعدات الانسانية للمناطق التي تسيطر عليها. ودعا ياسر عرمان امين عام الحركة الى ضرورة ادخال حركته في هذه الترتيبات الامنية وقال انهم يسيطرون على 40 في المائة من حدود جنوب كردفان والنيل الازرق مع الجنوب .

اعلن وفد الحكومة السودانية لمفاوضات أديس مع دولة جنوب السودان تضمين الاتفاق الامنى بندا ينص على تنفيذ فك الارتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة فى جنوب كردفان والنيل الازرق . واكد ان اليات التنفيذ ستشرع على الفور فى تنفيذ الترتيبات الضرورية لإنفاذ فك الارتباط، فضلاً عن عدم الاعتداء، مع الاتفاق على آليات محدَّدة للمراقبة والتحري، وآلية خاصة للتقصي حول الادعاءات والاختراقات ووقف الدعم اللوجستي والإيواء لكل الحركات المتمردة في كلتا الدولتين، والانسحاب الفوري من الأراضي المحتلة لكل طرف.

فى وقت ابدى الرئيس السودانى عمر البشير ارتياحه البالغ للاتفاق مع دولة الجنوب وتأسف فى ذات الوقت على عدم التمكن من تسوية جميع الملفات العالقة حاثا الاعلام على لعب دور محورى فى التبصير بايجابيات الاتفاقات

وقال وزير الدفاع السودانى رئيس الوفد الامنى عبد الرحيم محمد حسين فى مؤتمر صحفى عقده الجمعة ان الاتفاق الامنى مع الجنوب تضمن وقف الاعتداءات وإدراج منطقة آمنة معزولة السلاح بين الدولتين تقع على بعد عشرة كيلومترات على جانبي الحدود واكد التفاهم على ترتيبات خاصة لمنطقة “14 ميل” وتقرر ان تحتفظ بوضعها الذي كانت عليه وتكون منزوعة السلاح ومنطقة سلام وتواصل مشترك.

واكد الوزير ان التفاهمات تضمنت اتفاقيات حول قضايا النفط وقضايا الاقتصاد وقضايا التجارة وقضايا الحدود وقضايا التعامل البنكي وقضايا ترسيم الحدود “خمس مناطق”، وابدى املا فى حسمها خلال الثلاثة شهور القادمة.

وشدَّد على أن ملف أبيي مُعقَّد ويحتاج إلى وقت لطول إجراءاته وأنه تم الاتفاق بتواصل الحوار حوله، وأضاف أن توفر الإرادة السياسية في الدولتين والصدق في تنفيذ الاتفاقيات ضروري جدًا حتى تشهد العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة تتسم بالتفاهم والتعاون والترابط والصداقة الممتدة بين الدولتين.

وقال الوزير إن الحوار سيكون متواصلاً بين البلدين بشأن القضايا محل الخلاف لتجاوزها، مشيرًا إلى ما سماه عزم وإرادة وقوة الدولتين والشفافية للاستمرار في التفاوض بشأن قضية أبيي، مشددًا على ضرورة خلق جو إعلامي يسهم في الاستقرار، وأكد وزير الدفاع أن توقيع الاتفاقية الأمنية يُعتبر مفتاحًا لحل كل الاتفاقيات الأخرى، وقال إن وجود الرئيسين البشير وسلفا كير أعطى المفاوضات دفعة قوية، وقال إنهما كانا مصرّين على حسم القضايا العالقة مشيرًا إلى العقبات التي واجهت تنفيذ الاتفاقية الأمنية.

البشير يأسف لعدم حل بعض القضايا

وابدى الرئيس السودانى عمر البشير اسفا لعدم حل بعض القضايا واشار الى ان الوضع اوشك على العودة بالبلدين الى الاحتراب مستدركا بالقول : لكن تغلَّب صوت العقل وصبرنا وجلسنا مرة ثانية وتحاورنا إلى أن جئنا باتفاقية ، معتبرا بروتوكولات التعاون مع دولة الجنوب البداية الحقيقية للسلام بين الدولتين.

وقال البشير مخاطبا حشدًا جماهيريًا استقبله لدى عودته من اديس عصر الجمعة أن سلفا كير صادق في تنفيذ الاتفاقية و مُصرّ على ذلك، وأكد أن الأيام المقبلة ستشهد تنفيذًا حقيقيًا لكل الاتفاقيات والتي تُعتبر الحل النهائي لكل المشكلات، وقال: لن نسمح بالعودة للوراء، وسوف نرمي للأمام مع دولة الجنوب، وأضاف أن التبادل بين الدولتين سيكون تبادل منافع وليس تبادل سلاح أو معارضات مؤكداً ان العلاقات ستعود بين الشعبين “أخوان” كما كانت قبل الانفصال.

واضاف ان الحكومة ظلت تبحث عن السلام وذهبت وراءه لمعظم العواصم الافريقية،مؤكداً التزامها بكل الاتفاقات التي وقعت ،وقال “نحن اهل عهود ومواثيق التزاماً بالقرآن،وفي السودان نزيدها كمان رجالة لان الراجل بربطو من لسانو مش من كراعو”.

وقال البشير: سعينا إلى السلام وكان همنا الأول والأكبر وهو مفتاح كل القضايا السياسية والأمنية والعسكرية، وأضاف: نحن جئناء ليس لكي نجلس في الملك والحكم الذي لم يكن غاية وإنما وسيلة لتحقيق الأمن والرفاهية لكل أهل السودان، وأشار إلى مراحل تحقيق السلام في نيروبي وأبوجا الأولى والثانية والإيقاد، وقال: ليس هناك منطقة لم نذهب لها حتى وقَّعنا اتفاقية السلام.

واردف: “الناس افتكرت أننا لن ننفذها لأن فيها بنودًا خطيرة مثل حق تقرير المصير وفصل الجنوب”، لكننا أهل عهود و مواثيق، وأضاف نحن في السودان: “بنزيدها بنقول رجالة والراجل بربطوه من لسانو وما بربطوه من كراعو”، ولذلك التزمنا ونفذنا الاتفاقية

40 يوم لاجازة الاتفاقيات فى برلمانى البلدين

وكشف رئيس وفد الحكومة للمفاوضات إدريس محمد عبد القادر عن اتفاق الطرفين بشأن الديون الخارجية بان يتم التعامل بين الدولتين لتحريك المجتمع الدولي لإعفاء الديون، والإعفاء المتبادل لديون البترول بين الدولتين.

واعتبر الاتفاق دفعاً أساسياً للوصول إلى اتفاق أمني وسياسي للجماعات المتمردة في جنوب كردفان والنيل الأزرق من خلال استئناف التفاوض بشأن المنطقتين.

وأكد إدريس أن اتفاقية التعاون مع دولة الجنوب سيدفع بها إلى البرلمان في كل من السودان وبرلمان دولة الجنوب لإجازتها في غضون «40» يوماً من التوقيع عليها وأن الترتيبات الأمنية ستبدأ فورًا ولن تأخذ وقتاً أكثر من أسبوع من اجتماعات اللجنة الأمنية

وأكد استعداد الحكومة لجولة سياسية أخرى، وشدد إدريس على أهمية إنفاذ الاتفاقية الأمنية وقال: إذا لم يتم ذلك فلن تكون الاتفاقيات ذات جدوى.

.وكشف عن إصدار أمر لكل الشركات العاملة في حقول البترول بالبدء فورًا في إعادة ضخ النفط. وقال إن توقف النفط له تأثيراته الفنية، مبيناً أن اتفاقية النفط شاملة كل الجوانب الأخرى كالسعر والرسوم موضحاً أن متأخرات غير البترول وضعت لها معالجات كما تم إعفاء المستحقات البترولية بين البلدين.

15 دولار لبرميل النفط

واعلن عضو الوفد المفاوض الزبير أحمد حسن أن السودان سيحصل على ثلاثة مليارات وثمانية وعشرين مليون دولار على مدى ثلاثة أعوام ونصف، مشيرًا إلى أنه سيتم ترحيل لكل برميل من نفط الجنوب بـ«15» دولاراً إلى ميناء بورتسودان بجانب تحديد آليات لحصول السودان على حقه بعد «40» يوماً من عملية الشحن و بعد إخطار دولة الجنوب، موضحاً أن هناك رسوم معالجة وأخرى سيادية ونقل تتجاوز«10» دولارات، مؤكدًا أنه لم يتم الضخ إلا بعد الرجوع لدولة الجنوب في الاتفاق على آليات محددة في هذا الشأن بين الطرفين.

وقال الزبير إن الاتفاقية الاقتصادية شاملة للديون الخارجية التي يتم معالجتها مع دولة الجنوب من خلال العمل على إعفائها من المجتمع الدولي، وأشار إذا لم يتم ذلك سيكون هناك خيار تقسيم الديون، وكشف عن إعفاء الأصول العامة والديون الداخلية بين الدولتين، مشيرًا إلى تكوين لجنة وزارية بين الدولتين ستتولى موضوع التجارة بين البلدين بالإضافة إلى إنشاء فروع للبنك المركزي في كل من الدولتين. وتباينت ردود الفعل بشأن الاتفاق بين مرحب ومشكك في جدوى هذا الاتفاق.

نائب البشير : الاتفاقات لم تخرج عن الثوابت

شدد نائب الرئيس السودانى الحاج ادم يوسف على أن الاتفاقيات التي وقعها وفد السودان مع حكومة الجنوب لم تخرج عن الثوابت التي ظل يتمسك بها السودان في كل جولات التفاوض السابقة. وجدد لدى مخاطبته المصلين عقب افتتاحه بمنطقة مرابيع الشريف بشرق النيل مسجد ومجمع الحمادابي الإسلامي يوم الجمعة، جدد تمسك السودان بحل قضية أبيي وفقاً لبروتكول أبيي الموقع في اتفاقية السلام الشامل.

وأشار إلى أن اتفاق أديس أكد بوضوح فك الارتباط بين دولة الجنوب والفرقتين التاسعة والعاشرة. وقال الحاج إن السودان سيكون حريصاً على تأمين حدوده وفقاً للترتيبات الأمنية المنصوص عليها في الاتفاق. و دعا والي الخرطوم د.عبدالرحمن الخضر جماهير الولاية إلى مساندة وفد السودان الذي قاد المفاوضات بحنكة وصبر ولم يفرِّط في أي مكسب من مكتسبات الوطن، وطمأن الوالي بأن ما يثار حول تأثير اتفاق الحريات الأربع لن يتأثر به المجتمع وأن أبناء الجنوب بثقافاتهم المختلفة ظلوا فى الشمال طيلة الفترة السابقة وأن أغلبهم صار جزءاً من النسيج الاجتماعي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *