Thursday , 28 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

اتفاق جزئى بين الخرطوم وجوبا وسلفاكير يتحدث عن تنازلات “مؤلمة”

اديس ابابا الخرطوم جوبا 27 سبتمبر 2012 — انهى الرئيسان السودانى والجنوب سودانى عمر البشير وسلفاكير ميارديت ليل امس اجتماعات مارثونية دون التمكن من التوصل الى اتفاق شامل حول القضايا العالقة بعد ان اطاحت بلدة ابيى المتنازع عليها بامال الاتفاق النهائى لكن البلدين سيوقعان برتكول للتعاون يتضمن 8 اتفاقيات لفك الارتباط بين الدولتين فيما ارجات قضية ابيي وبعض القضايا الخلافية الي جولة قادمة تحدد لاحقاً.

sudanese_president_omar_al-bashir_r_greets_his_south_sudanese_counterpart_salva_kiir_upon_the_latter_s_arrival_in_khartoum_in_2011._reu.jpgو تعذر التفاهم بين البشير وسلفاكير حول اصحاب الحق فى التصويت عند اجراء الاستفتاء على تبعية ابيى وبينما اعلن رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت تقديم بلاده تنازلات مؤلمة املا فى انهاء الخلافات مع السودان تمسك الرئيس السودانى عمر البشير برفض مقترح الوساطة الافريقية لحل النزاع . وابدت قيادات منتسبة الى بلدة ابيى فى وفد جنوب السودن ابرزهم دينق الور تضجرا من عدم تسوية ملف البلدة وطالب الوساطة بنقل الازمة الى مجلس الامن الدولى .

وشهدت الساعات الأخيرة من المحادثات بين البشير وسلفاكير قبل اتفاقهما في حضور الوسيط الأفريقي رئيس جنوب أفريقا السابق ثابو مبيكي ومساعديه رئيسي نيجيريا السابق عبدالسلام أبوبكر وبورندي السابق بيير بويويا، تجاذبات ولغة خشنة، عندما غضب البشير من رفض سلفاكير سحب قواته من منطقة الميل 14 وتمسكه بـ 10 كيلومترات فقط، فرد عليه: “تخلينا لكم عن الجنوب كله وانتم ترفضون الانسحاب من (بضعة) كيلومترات”.

وبحسب مصادر ماذونة هاتفتها سودان تربيون فان الرئيس السودانى عمر البشير قرر مغادرة العاصمة الاثيوبية اليوم الى الخرطوم واشارت الى ان الوسيط الافريقى ثامبو امبيكى ابلغ الطرفين المتفاوضين بعزمه مخاطبة مجلس الامن الدولى لطلب مهلة اضافية لتسوية خلافات البلدين

وعقد الرئيسان عمر البشير وسلفاكير ميارديت امس اجتماعهما السابع دون التمكن من تسوية ملف ابيى وقال المتحدث باسم وفد دولة الجنوب؛ عاطف كير، إن بعض العقبات تواجه مسار المحادثات، لم تتمكن لقاءات الرئيسين من تجاوزها.

تفاصيل الاتفاق الجزئى

وتشمل الوثائق التى سيوقع عليها اليوم الترتيبات الأمنية وترسيم الحدود، والشؤون الاقتصادية والنفط والتجارة، والحريات الاربع (التنقل والتملك والعمل والإقامة)، والوضع الانتقالي في أبيي. وستنفّذ الاتفاقات بعد المصادقة عليها من برلماني الدولتين.

ونجحت اجتماعات القمة فى تجاوز العقبة الرئيسية في اتفاق الترتيبات الأمنية المتصلة بالمنطقة العازلة بينهما، بجعل منطقة 14 ميل ، وعمقها نحو 23 كيلومتراً منطقة عازلة، بخلاف الشريط العازل في بقية الحدود الذي يبلغ عمقه 10 كيلومترات على جانبي حدود الدولتين.

وبحسب الاتفاق سينسحب الجيش الجنوبي من ست مناطق يسيطر عليها وينسحب الجيش السوداني خارج المنطقة، التي ستدار عبر النظام القبلي الذي ظل سائداً منذ العام 1924 بين قبيلتي الزريقات العربية في دارفور ودينكا ملوال الافريقية في الجنوب.

وعن ترسيم الحدود، اتفق الطرفان على ترسيم حدودهما المتفق عليها (80 في المئة) بوضع أعمدة خرسانية لتحديدها، وأقرا مرجعية يستند عليها فريق من خبراء الإتحاد الافريقي لمساعدة الجانبين في تسوية الخلاف على خمس مناطق متنازع عليها هي حفرة النحاس، الميل 14، كاكا التجارية، المقينص وجودة. وتمثّل هذه المناطق 20 في المئة من الحدود التي تمتد أكثر من ألفي كيلومتر، وستكون آخر خطوة لمعالجة النزاع إحالته على التحكيم الدولي.

وفي شأن النزاع على منطقة أبيي، اتفق البشير وسلفاكير على تنفيذ اتفاق وقّع في (يونيو) العام الماضي بتشكيل أربعة أجهزة تنفيذية انتقالية تشمل لجنة عليا من البلدين، وإدارة تنفيذية مشتركة وبرلمان محلي، ولجنة مشتركة للمراقبة. كما أقرا استمرار انتشار 4200 من القوات الإثيوبية لحفظ الأمن في المنطقة وإرجاء حسم الوضع النهائي الذي يحدد مستقبل المنطقة.

وكشف مسؤول في فريق الوساطة الأفريقية أن الطرفين مختلفان في شأن الوضع النهائي لتحديد مستقبل أبيي، موضحاً أن القيادة الجنوبية متمسكة باجراء استفتاء بحسب بروتوكول المنطقة الذي كان جزءاً من اتفاق السلام بين الخرطوم وجوبا، بينما ترى القيادة السودانية أن الاستفتاء «وصفة حرب»، إذ أن نتيجته سترفضه قبيلة المسيرية العربية في حال صارت المنطقة تابعة للجنوب، وفي حال صارت تابعة إلى السودان فلن تقبله قبيلة دينكا نقوك الافريقية، ما يعني دخول المنطقة في حرب قبلية، وأن الأفضل التفكير في حل سياسي يرتضيه الجانبان يجنّب الحرب التي يمكن أن ينجر إليها البلدان.

وقالت مصادر رفيعة ان مفوضية الاستفتاء على تبعية منطقة ابيي، وقفت حجر عثرة امام التوقيع على اتفاق ، وأضافت “يفترض ان تتكون من (5) اشخاص، اثنين من قبيلة المسيرية ومثلهما من دينكا نوك، وان امبيكي اقترح على الجانبين ان يكون رئيس المفوضية من الاتحاد الافريقي”

واوضحت المصادر ان حكومة الجنوب ممثلة فى دينق الور تمسكت بمقترحات امبيكي ودافعت عنه باستماتة داخل الاجتماع ، وطالبت بان يجرى الاستفتاء في اكتوبر من العام المقبل ، واشارت الى ان الجانب السوداني رفض وتمسك باهمية الاتفاق اولا على هياكل مفوضية الاستفتاء قبل النقاش عن الموعد، واضافت المصادر “القانون المنظم للاستفتاء نفسه، واحدة من المشاكل بعد طرح حكومة الجنوب مقترحا قضى بان تكون لجنة وضع وصياغة القانون مشتركة بين الدولتين، بينما راى وفد الحكومة السودانية ان ابيى سودانية وبالتالى فالقانون السوداني هو المخول بتنظيم العملية كما ان خلافات نشبت بين طرفي التفاوض حول إجراءات تتعلق برئاسة المجلس التشريعي للمنطقة وفقاً لاتفاق أبرم في يوليو 2011م.

واكدت معلومات من مقر التفاوض حسم الخلافات حول منطقة 14 ميل بان تكون المنطقة بكاملها منزوعة السلاح وتكييف الوضع الاداري فيها بان يتولاه قادة الادارة الاهلية وفقا للنظام التقليدي.

سلفاكير يتحدث عن تنازلات “مؤلمة”

ونقل مصدر رفيع المستوى عن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت قوله الاربعاء ان بلاده قدمت تنازلات وصفها بـ”مؤلمة” وانه غير مستعد لتقديم المزيد لحل عقدة المفاوضات وقال كير

” اتخذنا قرارات مؤلمة للتنازل عن بعض المطالب مع الأمل في تحقيق سلام دائم وتعزيز التعاون المتبادل لكن نتعرض حتى الان لضغوط لتقديم تنازلات إضافية وهو ما ليس ممكنا ”

وبحسب المصدر الذى تحدث لسودان تربيون فان كير ادلى بتلك التصريحات خلال مناقشة تشاورية مع وسطاء على هامش القمة مع الرئيس عمر البشير .

ودعا رئيس دولة الجنوب للتنفيذ الفوري والمتساوى لمقترح الوساطة الافريقية لحل القضايا العالقة منوها الى ان الاقتراح شمل كل القضايا لكنه لم ينه كل المخاوف ،واكد المصدر ان سلفاكير رفض مقترح من الحكومة السودانية يدعو لاشراك العرب الرحل من قبيلة المسيرية .

في التصويت بالاستفتاء حول تبعية المنطثة أو تقسيم المنطقة بدير السودان الجزء الشمالي منها بينما تدير دولة الجنوب الجزء الجنوبى .

وقال كير “ليس هناك سبب لتقسيم المنطقة التي سبق أن حددتها المحكمة الدائمة للتحكيم فى لاهاى و التى تناولت كل هذه المطالبات ووافق الجميع على قرارتها التى تعتبر نهائية وملزمة “. منوها الى ان الطرفين بحاجة فقط الى الاستفتاء الذى سيجرى لدينكا نقوك والسكان الآخرين .

.وقال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا بنجامين ان خطوات هامة بذلت في المحادثات بشأن معظم القضايا العالقة، وأوضح أن أي تمديد للمحادثات يعتمد على الوسطاء .

وكانت وزارة الخارجية الأثيوبية، اعلنت فى بيان امس أن رئيسي السودان؛ عمر البشير، وجنوب السودان؛ سلفاكير، على وشك التوصل إلى اتفاق وأضافت أن “النتيجة النهائية للمفاوضات بين السودانين ستعلن خلال مؤتمر صحافي.

واعتبر دبلوماسيون التقدم في المفاوضات يحمل على الأمل في التوصل إلى اتفاق جزئي، وليس إلى اتفاق شامل على كل المواضيع الخلافية، كما تدعو إلى ذلك المجموعة الدولية.

وقال دبلوماسي غربي الأربعاء: “تم إحراز تقدم ليس حول كل المسائل لكن إذا تم التوصل إلى اتفاق (جزئي) فسيعتبر ذلك تقدماً مهماً”.

Leave a Reply

Your email address will not be published.