قيادة الحركة الشعبية تنهي زيارتها لأمريكا وتعود لأثيوبيا

الخرطوم 19 سبتمبر 2012 — وصل الى اديس ابابا صباح أمس الثلاثاء كل من رئيس الحركة الشعبية مالك عقار و نائب الرئيس عبدالعزيز الحلو والامين العام ياسر عرمان بعد ان اختتم الوفد زيارته للولايات المتحدة استغرقت زهاء الاسبوع.

وانخرطت رئاسة الحركة فور وصولها في اجتماع مطول مع وفد الحركة المرابط في وتم تقيم سير المفاوضات والورقة الاخيرة التى ارسلتها الوساطة الافريقية للحركة الشعبية كما ألتقى رئيس الحركة مالك عقار ورئيس الوفد المفاوض للحركة ياسر عرمان في اجتماع مع المبعوث الامريكي بريستون ليمان والمبعوث النرويجي ومن المتوقع ان يلتقيا بالرئيس امبيكى والآلية الرفيعة .

وكان عرمان تولى رئاسة الوفد التفاوضي التى تولاها في غيابه نائبه سايمون كالو وكان عدد من قادة الحركة الذين انضموا مؤخرا للوفد المفاوض بعد وصولهم من الخرطوم ومن بينهم علوية كبيدة ونعمات جماع الامين العام للحركة بولاية النيل الابيض .

وكان الوفد قبيل مغادرته للولايات المتحدة التقى في اليوم الاخير من الزيارة لأمريكا عضو الكونغرس الامريكي فرانك وولف الصديق المعروف للحركة الشعبية وللسودانيين بمواقفه الداعمة لقضايا التغيير في السودان كما التقى الوفد في اليوم نفسه القسم الافريقي لهيئة المعونة الامريكية وتناول معهم القضايا الانسانية ورفض الخرطوم فتح الممرات الامنة.

كما التقى بعدد من قيادات المجموعات الشبابية الناشطة والنسائية وبحث مهم كيفية العمل المشترك في اطار سلمية الانتفاضة ودعم قضايا التغيير وبناء دولة سودانية جديدة قائمة على احترام سيادة حكم القانون والمواطنة .ويشار الى ان الوفد اجرى لقاءات مع أمانة الحركة الشعبية في الولايات المتحدة وقيادات الحركة الشعبية في كندا قبيل مغادرته الى اديس .

واكد عرمان في تصريحه صحفية ان موقفهم سيظل ثابت من الحل الشامل وان الغرض من المفاوضات غير مباشرة الحالية هو تنفيذ القرار 2046 واتفاق 28 يونيو 2011 الاطاري وأضاف ان الوساطة متفقة معهم على ذلك وتظل قضية منع وصول الاعانات للإنسانية عن نصف مليون النازحين في المنطقتين وتشريد 200 الف منهم كلاجئين مع تواصل القصف الجوي ضدهم هي اكبر قضايا اليوم.

وقال “هذا يفضح تصريحات رئيس الوفد الحكومي الذي يرسل الطائرات المحملة بالقنابل لإلقائها على النساء والاطفال في جبال النوبة والنيل الازرق ويدعى الحرص على السلام ويبيع الكلام حول المنطقتين ويزرف دموع التماسيح في اديس ابابا” .

وحول مشروعية دعوة لتوسيع دائرة المفاوضات لمناقشة حل شامل لمشاكل السودان بدلا من حصرها في مشاكل المنطقتين البرتكول الخاص بها في اتفاقية السلام الشامل اوضح ياسر عرمان ان الحركة الشعبية تستند في ذلك على اتفاق 28 يونيو الذي تحدث عن الحل الشامل في عدد من بنوده ولفت الى انه لمس وجود تطور مستمر ومتلاحق داخل المجتمع الدولي لدعم مطالبة الحركة بالحل الشامل واعتبار قرار مجلس الامن 2046 مدخلا لذلك ..

والمعروض ان المجتمع الدولي ظل يطالب الحركة الشعبية بالالتزام بالتفاوض حول المشاكل التي اعترضت تطبيق اتفاقية السلام الشامل والبرتوكول الخاص بالنيل الازرق وجنوب كردفان والذي يتحدث عن اجراء مشورة شعبية في هذه المناطق .

وعن مستقبل الجبهة الثورية قال الامين العام للحركة ياسر عرمان ان الجبهة الثورية هى مشروع استراتيجي لبناء كتلة تاريخية من الهامش والقوى الديمقراطية والنساء والنقابات لتغير السودان وبناء دولة قائمة على المواطنة واحترام سيادة حكم القانون .

ونوه الى انهم يعملون إلى تأسيس حركة سياسية واسعة تحتضن مجموعات ديمقراطية متعددة على نمط حزب المؤتمر الافريقي في جنوب افريقيا.

وقال “ان التحالف بين شرق السودان وغرب السودان وشمال السودان وجنوب السودان الجديد والقوى الديمقراطية في الوسط والحركات الجديدة للنساء والشباب يمكن ان يكون كتلة ديمقراطية حاسمة للفوز في اى انتخابات قادمة وبناء دولة سودانية جديدة ديمقراطية لذا لن نتخلى عن تحالفنا مع قوى الجبهة الثورية بل سنطوره وان الشعب السوداني يحتاج الى هذا التحالف وهو في الاصل تحالف سياسي وليس عسكري” .

وحذر الامين العام من ان الهجوم الصيفي للخرطوم سيفاقم من المأساة الانسانية في المنطقتين ودارفور وختم بالقول “على المجتمع الدولي ان ينتبه لذلك وان الخيار الوحيد والأفضل لنا و للخرطوم والمؤتمر الوطني هو القبول بالتغير والرجوع للشعب السوداني ليقرر من يحكمه وإنهاء الحروب من النيل الازرق شرقا الى دارفور غربا “.