جبال النوبة: شورة منير شيخ الدين
بقلم مجدي الجزولي
30 اغسطس 2012 — اجتمع البشير الرئيس مؤخرا بكل من والي جنوب كردفان أحمد هارون ومستشاره منير شيخ الدين، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ورئيس الحزب القومي الديموقراطي الجديد، للنظر في مقترح منسوب إلى الأخير يقضي بإخراج اتفاق للسلام في جنوب كردفان والنيل الأزرق على غرار اتفاق الدوحة للسلام في دارفور بما في ذلك تنظيم مؤتمر لأهل المصلحة في المنطقتين يحاكي المؤتمر الذي شهدت الدوحة بشأن دارفور. قال شيخ الدين يشرح مقترحه أن التفاوض حول النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق يجب أن يشمل أربعة أطراف أساسية، عرفها بحسب سونا كما يلي: “الحكومة السودانية كطرف أول، والقوى السياسية الموجودة بالداخل طرفا ثانيا، والحركة الشعبية الحاملة للسلاح طرف ثالث إضافة إلى الفعاليات الشعبية والمجتمعية التي تمثل الطرف الرابع”. زاد شيخ الدين أن جلوس هذه الأطراف الأربعة إلى طاولة التفاوض ليس كافيا لنزع فتيل الأزمة فدولة “جنوب السودان لها دور في الصراع الموجود الآن لا أحد يستطيع أن ينكره وكذلك هنالك دول غربية لها مصالح في أن يستمر الصراع بالمنطقتين”.
التقط شيخ الدين، فيما يبدو، قفاز “السلام من الداخل” حيث سقط عن المرحوم مكي علي بلايل، وأعاد كما المرحوم حجة “السطرين”، دعوى أن الحركة الشعبية – قطاع الشمال خصصت سطرين يتيمين لقضايا جنوب كردفان والنيل الأزرق في ورقتها التفاوضية بأديس أبابا، وتشوبرت عوضا عن ذلك في شؤون سياسية قومية ودارفورية لا علاقة لها بالمنطقتين. خطة الحكومة الثابتة أن تجند لحلفها من أهل المنطقتين من يقارع الحركة الشعبية بالإثنية، وقد روجت من قبل لتلفون كوكو، الأسير بجوبا، ثم دعت إلى حجرها وجهاء سياسة من جبال النوبة استقدمتهم من الولايات المتحدة الأميركية في مايو الماضي وعندما “نفست” خطتها عادت إلى أخ الحركة الإسلامية السابق، المرحوم مكي، حتى غاب عنها بموت الأنتنوف، وها هي تمد لمنير شيخ الدين وتبشر به. إن كانت الحركة الشعبية تسعى إلى كسب قومي عظيم عن طريق حرب “محلية” فالحكومة تريد شنق هذا الطموح بحبال من ذات المحل، وهو تدبير معاد من معركتها الطويلة مع الحركة الشعبية ست الإسم في جنوب السودان. انتهى تدبير المؤتمر الوطني في أمر جنوب السودان إلى تسويق الانفصال كحل ناجز لقضايا البناء الوطني إذا جاز التعبير، وها هو يعيد الكرة بتفادي مواجهة ذات القضايا وتشليعها على المقاس المحلي، يدعو من يريد إلى شراكة الأكل لا شراكة الوطن. إن كنت تريد الخير يا منير فأجعل لمؤتمرك قوة الشعب لا تغرنك قوة “المؤتمر”، عندها تفتح لأهل المصلحة فتحا باسلا لا يقدر عليه حتى السلاح.