قتلى وجرحى فى اشتباكات بين الحكومة وقطاع الشمال جنوب كردفان
الخرطوم 26 اغسطس 2012 — تجددت الاشتباكات بين الجيش السودانى ومقاتلى الحركة الشعبية قطاع الشمال بولاية جنوب كردفان أواخر الأسبوع الماضي وزعم كل طرف تحقيق النصر على الآخر وإيقاع عدد من القتلى والجرحى.
وقالت الحركة الشعبية -قطاع الشمال – ان قواتها تصدت “لقوات وميليشيات” الحكومة السودانية التي هاجمت قرية قرب منطقة أبوكرشولا بشمال شرق ولاية جنوب كردفان الأربعاء وصدت هجوما آخر على قرية قرب رشاد وقع الخميس. وأشارت في بيان ان القتال استمر يوم الجمعة في منطقة الموريب.
وأكدت الحركة ان اكثر من 30 جنديا حكوميا قتلوا ” في الاشتباكات واتهمت القوات الحكومية بحرق منازل ونهب ممتلكات للسكان.
غير ان المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد كذب رواية المتمردين وقال ان القوات السودانية هاجمت مواقع تابعة للمتمردين في الموريب يوم الجمعة.
واشار الصوارمى بحسب وكالة السودان للأنباء امس الى ان مسلحى الجيش الشعبى روعوا المواطنين وقطعوا الطريق بين مدينتي العباسية وأبو جبيهة واعتدوا على الممتلكات كما احتلوا قرية الموريب الواقعة على بعد 29 كيلومتراً غرب مدينة العباسية ورفعوا فيها علم الحركة الشعبية وعينوا عليها معتمدا من الحركة الشعبية , علاوة على احتلالهم موقع الشرطة وترحيل معداته إلى موقعهم بمنطقة أبو الحسن .
وأضاف الصوارمي ” بناءً على ذلك تحركت القوات المسلحة نحو منطقة الموريب واشتبكت مع المتمردين وطردتهم خارج المنطقة وقامت بعملية تمشيط واسعة من محور أبو كرشولا لمناطق أم بركة والعِنِينَات والفرشة حيث تمكنت من إزالة كل مقاومات المتمردين بها وكبدتهم أحد عشر قتيلاً “.
ونوه الى ان المتمردون وكرد فعل إنتقامي هاجموا القوات المسلحة مرتين في منطقة الموريب بغرض استعادتها غير أن القوات المسلحة تصدت لهم وكبدتهم سبعة عشر قتيلاً فيما احتسبت القوات المسلحة شهيداً واحداً وتسعة جرحى .
وكان معتمد محلية العباسية بولاية جنوب كردفان فتحي عبدالله محمد عربى اعلن الخميس تكبد المتمردين «12» قتيلا وعشرات الجرحى فى منطقة الموريب التى قال انها استعيدت من ايدى الحركة واكتمل تامين الطرق بما فيها طريق «العباسية – رشاد».
وأكد عربى أن الجيش يواصل تقدمه نحو «مشمشكة» فى محلية رشاد والجبل فى محلية العباسية وتأمين كافة جيوب التمرد .
وكان الجانبان توصلا تحت ضغط دولي الى اتفاق جزئي هذا الشهر بشأن صادرات النفط لكن السودان يقول انه يريد اتفاقا لضمان الأمن على طول الحدود قبل السماح باستئناف تدفق النفط.
وانفصل جنوب السودان العام الماضي بموجب اتفاق السلام الموقع عام 2005 الذي انهى حربا أهلية استمرت عقودا. وانحاز المتمردون في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الي الجنوب أثناء الحرب الأهلية لكن التقسيم أبقى عليهم في شمال السودان.
ويقول المتمردون انهم يقاتلون ضد التهميش الذي تمارسه الحكومة ضد جماعاتهم العرقية بينما تتهمهم الخرطوم بالسعي لنشر الفوضى بمساعدة من جوبا. وينفي جنوب السودان والمتمردون تلقيهم هذا الدعم.
وتشهد الولايات السودانية المتاخمة لجنوب السودان صراعات منذ العام الماضي ادت بحسب الأمم المتحدة الى نزوح مئات الآلاف عن ديارهم.
وحذرت هيئات اغاثة من كارثة انسانية في الولايات الحدودية مع تراجع مخزونات الأغذية. وأدى القتال ايضا الى تصاعد التوتر بين جوبا والخرطوم وفاقم الجهود الرامية لحل النزاعات المتصلة بعملية التقسيم.