الخرطوم تبلغ واشنطون بعدم رضاها عن السياسات الامريكية
الخرطوم 25 يوليو 2012 — رفضت الخرطوم قطعيا سياسة الولايات المتحدة الاميركية تجاهها طوال العقدين الماضيين، واعتبرت ان واشنطن مخطئة اذا ظنت ان السياسة التي تمارسها ستشكل عامل ضغط علي الحكومة .
ويجئ هذا الاجتماع في نفس اليوم الذي احتج فيه السودان رسميا امام مجلس الامن على قيام سفير إحدى الدول الاعضاء بإدارج فقرة في حيثيات مشروع قرار تجديد بعثة اليوناميد تتعلق بجيش الرب اليوغندي الذي تقول جماعات امريكية والحكومة اليوغندنية بان زعيمه جوزف كوني موجود الان في منطقة دارفور وانه دخلها عبر افريقيا الوسطي.
وطالب السفير السوداني بسحب هذه الفقرة من حيثيات مشروع القرار محذرا في كلمة له امام اجتماع مجلس الامن لمناقشة مشروع القرار من الاستمرار في هذا الاتجاه من شأنه ان بعقد علاقة السودان ببعثة حفظ السلام في دارفور.
ونقل وزير الخارجية السودانى ، علي كرتي، الى القائم بأعمال السفارة الامريكية بالخرطوم، جوزيف ستافورد، عدم رضا السودان عن الطريقة التى ظلت تتعامل بها الادارات الامريكية المتعاقبة مع بلاده، ودعاه الى التعرف على المجتمع السودانى فى حياته العادية عبر كل مكوناته السياسية و منظماته المدنية، فضلا عن الجهات الرسمية .
وأكد للسفير الامريكي أن التعرف على السودان عبر تلك الطرق أدعى و أنفع لتكوين صورة حقيقية عن السودان وشعبه وواقعه خلافا للصورة النمطية التى ظلت ترسمها عنه اجهزة الاعلام الغربية عامة والأمريكية خاصة .
وبحث كرتى وستافورد فى الخرطوم الاثنين العلاقات الثنائية على ضوء التوترات المحيطة بها ، وعرض له ملاحظات الجانب السوداني على الكيفية التي ظلت واشنطن تدير بها علاقاتها مع الخرطوم طوال العقدين الماضيين .
واعتبر كرتي أن الادارة الامريكية ستكون مخطئة ان ظنت أنه عن طريق الضغط يمكن الحصول على مكاسب من السودان، وأضاف ان واشنطن ستكتشف لاحقا أنها لم تتعرف بعد على طبيعة السودان و شعبه، وقدم الوزير للدبلوماسي الامريكي شرحا مفصلا حول الثراء والتنوع العرقى والدينى فى السودان والتجانس الذى تعيشه كل مكوناته .
واثنى القائم بالأعمال الامريكى على صراحة الوزير الوضوح الذى فصل به قضايا علاقات البلدين ،وأكد أن الولايات المتحدة تولى اهتماما كبيرا لعلاقاتها بالسودان، لافتا الى أن حجم السفارة الامريكية فى الخرطوم يعد مؤشرا على رغبة واشنطن فى تطوير علاقاتها مع السودان .
وقال انه يرغب فى أن يكون هناك بحث مشترك من قبل البلدين حول القضايا والعقبات التى تواجه تطبيع العلاقات بينهما و كيفية التعامل معها ، وأشار ستافورد الى أن واشنطن مهتمة حاليا اكثر بمساعدة السلطة الاقليمية فى دارفور بغرض انفاذ وثيقة الدوحة للسلام ، بجانب اهتمامها بالأوضاع الانسانية فى جنوب كردفان و النيل الازرق .