مسلحون اثيوبيون يهاجمون والى القضارف على الحدود
الخرطوم 10 ابريل 2012 — تعرض موكب لحاكم القضارف بشرق السودان كرم الله عباس الى هجوم بوابل من طلقات الرصاص امس الاول الاحد أثناء مروره بمنطقة أم دبلو على الحدود السودانية الاثيوبية ،
وكان الوالي قد صرح أنه سيتجه في زيارة قصيرة الى اقليم الامهرا باثيوبيا المجاور للقاء بحاكم الاقليم المجاور ، وهدد بأنه سيقطع علاقات ولايته بالدولة الاثيوبية وبأنه سيقوم بقيادة حملة عسكرية “لتحرير أراضي الفشقة” دون الرجوع للسلطات المركزية بالخرطوم، كما هدد بتسليح القبائل السودانية لمواجهة عصابات الشفتة الاثيوبية.
وتوقف موكب الوالي بمنطقة أم دبلو بمحلية باسندة حيث دخل في “نقاشاً حاداً” مع أحد الرعاة الاثيوبيين حول مناطق الرعي وتبعيتها للسودان، وقامت عندها مجموعة اثيوبية مسلحة بالهجوم بالأسلحة النارية الخفيفة على الموكب مما أدى لإصابة بعض سيارات المرافقة ولم يسفر الحادث عن اية اصابات. وأرسلت تعزيزات عسكرية لحراسة موكب الوالي والوفد المرافق.
وأدى الحادث إلى الغاء زيارة والي القضارف المزمعة للاقليم الاثيوبى.
وقدم حاكم أقليم الأمهرا ايالو كوبيزى، اعتذاراً رسمياً، لوالي القضارف؛ اثر الهجوم على موكبه من عصابات “الشفتة” جنوب شرقي القضارف. وتعهد الحاكم الاثيوبي بالتعاون مع السلطات السودانية في ملاحقة الجناة.
وكان السودان وأثيوبيا قد عقدا عدة اتفاقات لترسمي الحدود وقيام مشاريع مشتركة على مناطق الحدود موجهة لصالح سكان المناطق الحدودية من الطرفين. وترفض المعارضة الاثيوبية هذه الاتفاقات وتقول ان حكومة ارئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي قد تخلت عن اراضي اثيوبية للسودان. ووقع البلدان على اتفاقات امنية سلمت الخرطوم بموجبها لأديس ابابا عدد من المعارضين السياسيين الاثيوبيين.
وأعلنت السلطات بالقضارف، امس ، ضبط 12 مشتبهاً فى الهجوم على الحاكم كرم الله عباس الشيخ، الذى طالب حكومة الأمهرا برئاسة نائب حاكم الإقليم، بتوضيحات عاجلة عن التعديات المتكررة لمزارعين أثيوبيين مسلحين على أراضي القضارف المحاذية للإقليم وتعرضهم للمزارعين السودانيين وترويعهم تحت قوة السلاح، مطالباً في الوقت نفسه بالإسراع بعمل اللجان المشتركة لترسيم الحدود بين الجانبين.
وقدم والي القضارف، ثلاث مذكرات للجانب الأثيوبي تتعلق بترسيم الحدود وانتهاكات المليشيات الأثيوبية المسلحة لأراضي المزارعين والثروة الحيوانية، وموقف تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الجانبين.
وأعلنت حكومة ولاية القضارف عزمها تقديم بشكوى للحكومة الاثيوبية عبر السفارة السودانية باديس ابابا بعد الاعتداء المسلح على الوالى داخل الاراضى السودانية.
وأشار الوالى خلال لقائه امس بمنطقة القلابات الحدودية وفد من الحكومة الاثيوبية بإقليم الامهرا الى عمليات القتل وتشريد المواطنين من قراهم والاستيلاء المسلح على الاراضى السودانية من الاثيوبيين وعمليات السرقة والنهب المستمرة على قطيع الحيوان بالمنطقة.
وقال الوالى “لولا الحكمة وضبط النفس التى تعاملنا بها مع الهجوم المسلح لوقعت مجزرة بشرية “.
وأعلن رفضه ما قال انها تصرفات غير قانونية تنتهك الاعراف والقوانين الدولية وأشار الوالى للاعتداء على الاراضى الزراعية داخل الحدود السودانية من المزارعين الاثيوبيين مؤكدا عدم السماح باستمرار الوضع والاعتداء المسلح على اراضى الولاية بما لا يستقيم مع الاتفاقيات ولجان اعمال الترسيم المشتركة .
وأكد ثقته التامة فى الحكومة الاثيوبية وقيادتهم الرشيدة لمنع المزارعين الاثيوبيين المسلحين من الزراعة داخل الاراضى السودانية كما دعا الوالى لاسترجاع كافة المسروقات حتى لا ينعكس سلبا على حسن العلاقات كما دعا السلطات الاثيوبية بإقليم الامهرا لوقف الاعتداءات ومحاسبة الجناة على الانتهاكات الصريحة والواضحة للأراضي السودانية .