الحكومة السودانية تؤيد اتفاق اديس وكرتى ينتقد معارضيه
الخرطوم 16 مارس 2012 — اقرت الحكومة السودانية رسميا فى الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء اتفاق اديس الاخير بين الخرطوم ودولة الجنوب والقاضى بكفالة الحريات الاربع والحدود ودافع وزير الخارجية بشدة عن الاتفاق وندد بمعارضيه واكد انهم لم يفهموا نصوص التفاهم.
واستمع المجلس برئاسة عمر البشير الى تقرير لجنة المفاوضات قدمه رئيس الوفد التفاوضى إدريس محمد عبد القادر و وزير الدولة بمجلس الوزراء محمد مختار. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء عمر محمد صالح للصحفيين ان المجلس قرر احالة اتفاق الحريات الاربعة الي لجنة وزارية مشتركة لدراسته وتقديم مقترحات بشانه.
ووجه الجانب السوداني في اللجنة المشتركة التي يتراسها وزير الداخلية بالاعداد للترتيبيات الخاصة بمواطني دولة الجنوب وتاريخ مهلة توفيق الاوضاع .ونوه الى ان المجلس اعتبر الاتفاق خطوة ايجابية لارساء علاقات مستقرة لمصلحة البلدين وابدي دعمه للتوجه الذي انتهت عليه جولة التفاوض ،لافتا الي ان المجلس اكد ان الترتيبات الامنية وانفاذ ما اتفق عليه يكبح الاعتداءات .
وكان باقان اموم رئيس وفد جنوب السودان المفاوض في اديسس ابابا قد تحدث عن جو ايجابي في المحادثات بعد الاتفاق الاطاري قال أول أمس الأربعاء أن جنوب السودان سيساعد السودان على الضغط لتخفيف ديونه ورفع العقوبات الأمريكية عنه. كما قال إن بلاده ستحاول المساعدة على جمع تمويل دولي لمساعدة السودان في سد عجز الميزانية وستساهم أيضا بنحو 6ر2 مليار دولار من أموالها.
واعلن حزب الامة القومى المعارض ترحيبه بالاتفاق الاطارى بين الحكومة ودولة الجنوب باديس والقاضى بكفالة الحريات الاربع لمواطنى البلدين. وحث فى بيان عممه امس على الالتزام بالتفاهمات المبرمة وتنفيذها بإرادة سياسية وعدم التهاون في التصدي لدعاة الحرب مشعلي الفتنة بين البلدين الذين يعملون على تسميم العلاقات باثارة النعرات والبغض.
واعتبر البيان الاتفاق خطوة مهمة ومطلوبة لتحقيق التوأمة بين البلدين حاثا على اكمال الاتفاق بتقرير حق الجنسية المزدوجة للشماليين المقيمين في الجنوب وللجنوبيين المقمين في الشمال.
ووصف وزير الخارجية على كرتى معارضى الاتفاق الاخير مع دولة الجنوب حول كفالة الحريات الاربعة بقصور الفهم وقطع بان رافضيه لايعرفون تفاصيله ،وقال فى تصريحات امس ” الذين رفضوا الاتفاق لم يفهموه “.
وكان حزب منبر السلام العادل دعا الحكومة السودانية للتراجع والتنصل عن الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه مع ، وحذَّر من خطورة اتفاق الحريات الأربع مع دولة الجنوب. وهدد الحزب بتعبئة الشعب السوداني لمناهضة الاتفاق.وقال رئيس المنبر، الطيب مصطفى، ان الاتفاق يشكل مهدداً للأمن القومي.
ودافع الوزير عن الاتفاق واعتبره بذرة جيدة للتواصل الاجتماعي والاقتصادي مع شعب دولة الجنوب ومفتاح مناسب لارضية تفاوضية مقبلة تتسم بالوضوح والشفافية .واستنكر تصريحات الرفض، وقال ان الحديث والتشكيك والرفض لاتفاق الحريات الاربعة فيه شعور بالضعف ،قاطعا بان الفرصة التي اتاحها الاتفاق للسودان كبيرة جدا غير متاحة للطرف الاخر .
ونوه على كرتى الى اهمية تحديد الحدود لتسهيل حركة المواطنين بين البلدين ميسورة “قاطعا بان الاتفاق منح مواطني الجنوب الحق فى دخول السودان و حرية الحركة والتملك ويتمتع بذات الحقوق الشماليين فى الجنوب مضاف اليه حق العمل والتجارة فى الجنوب.
أفاد الوزير بعدم تحديد تاريخ القمة الرئاسية ين البشير وسلفاكير متوقعا التئامها بنهاية مارس او مطلع ابريل المقبل. مؤكدا ان اجتماع اللجنة الامنية سيشكل مجالا لازالة عقبة الشكوك المستمرة حول استضافة جوبا لمجموعات متمردة في دارفور ودعم متمردين في النيل الازرق وجنوب كردفان.
.وقال بان التفاوض سيكون جديا وواضحا وشفافا ، وقال ” هذه الروح الجديدة ستشكل بداية للاتفاق حول القضايا المتبقية وستساعد فى فتح مسار جيد حول التفاوض حول المسائل الامنية” بعيدا عن اجواء التوتر و الاحتقان التى كانت تنتاب الجنوبين فى الفترة السابقة وسينهي التهرب من التفاوض والمطالبات الغير معقولة من جوبا.
واكد ان اللجنة الخاصة بتوفيق اوضاع المواطنيين ستساعد في الوصول للترتيبات المتفق عليها و ازالة الاحتقان والشكوك والريب التي تاتي من الخارج والخشية التي تبث وسط الجنوبيين الموجودين بالاراضي السودانية حول معاملة غير كريمة عقب الثامن من ابريل، لافتا الى ان اللجنة ستزيل المخاوف وتضع ترتيبات يتفق عليها البلدين عبر اللجنة لكي يتم الترتيب النهائي للمواطنيين بالبلدين.
وقطع كرتي بان التوصل لحلول حول مسائل الحدود واوضاع السودانين في البلدين سيكون البداية لتشجيع الاطراف للوصول لحلول جيدة فى قضايا النفط والنواحى المالية بروح ايجابية .واشار الى ان طرفي التفاوض اتفقا على عقد اجتماع اللجان الامنية فى القريب العاجل.
وقال ان التفاوض في المسائل الامنية سيشكل مجال لازالة عقبات التفاوض من الشكوك المستمرة حول استضافة الجنوب لمجموعات متمردة فى دارفور ودعمها لمتمردين فى النيل الازرق وجنوب كردفان .وشدد كرتي على اهمية استماع اللجنة الامنية لشكاوي دولة الجنوب ووضعها في الاعتبار ايا كانت ،قاطعا بان الحوار سيكون جدي وشفاف .واعرب عن املة بان يكون الاتفاق مزيل لكافة العقبات وطريق سالك لحل كافة القضايا المتبقية .