منبر السلام يهاجم اتفاق اديس ويطالب بتنحى الحكومة السودانية
الخرطوم 15 مارس 2012 — وجه رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى انتقادات شديدة الى الحكومة السودانية لتوقيعها اتفاقا مع دولة الجنوب نص على كفالة الحريات الاربع لمواطنى البلدين واعتبر الخطوة توجها خطيرا وقفزة في الهواء تنطوي خطرا على الأمن القومي السوداني.
واعلن المنبر الذى قاد حملة مؤيدة لانفصال جنوب السودان عن حملة شعبية ضد اتفاق اديس ابابا الاطاري تشمل تحريك أئمة المساجد لوأد الاتفاق.
وطالب رئيس المنبر فى بيان تلاه امام الصحفيين امس رئيس الجمهورية المشير عمر البشير برفض الاتفاق الحالي أسوة برفض الاتفاق الإطاري الذي وقعه مساعده نافع علي نافع بأديس أبابا في وقت سابق. واعلن العزم على مقاومة الاتفاق بكل الوسائل السياسية الممكنة قبل المصادقة عليه بشكل نهائى.
ووقع وفدا حكومة السودان ودولة الجنوب الثلاثاء على اتفاق مبادئ عامة بالعاصمة الاثيوبية شمل اطرا لحل قضايا الحدود والمواطنة كفلت حرية التنقل والتملك والحركة بين مواطنى البلدين وسط توقعات بتمديد المهلة المحددة لتوفيق الاوضاع والتى كان يفترض ان تنتهى فى الثامن من ابريل المقبل.
ووصف مصطفى التفاهمات المبرمة فى اديس بانها “تنازلاً مهيناً”، وطالب بالتراجع عنها وحث الحكومة على رفضها وخيرها بين الغاء الاتفاق او مغادرة كراسى السلطة حال فشلها فى تحمل المسؤولية ليختار الشعب من يدافع عن مقدساته، حسب تعبيره.
وكشف مصطفى عن ضغوط كثيفة تعرضت لها الحكومة للموافقة ما جعلها تستجيب للاتفاق خاصة بعد تلويح أعضاء من الكونغرس الأمريكي بمشروع قانون لفرض عقوبات جديدة على السودان
وبرر رئيس المنبر رفضهم للاتفاق “لرؤيتهم شجرا يتحرك نحو السودان مدعوما ببعض الدول”، لافتا لضرورة تطبيع العلاقات بين البلدين قبل التوقيع على اتفاق الحريات الأربع. منوها لضغوط أمريكية وبريطانية من أجل منح الجنوبيين الجنسية السودانية وبالعدم الحريات الأربع، معتبرا الوجود الجنوبي بالشمال مهددا للأمن الاجتماعي والسياسي بالشمال.
ورفضت الخرطوم احتفاظ الجنوبيين بالجنسية السودانية بعد ظهور تصويت 98 في المائة منهم صالح الانفصال في استفتاء يناير 2011. وتم فصل العاملين منهم بأجهزة الدولة السودانية وحددت الحكومة تاريخ 8 ابريل كحد اقصى بمغادرتهم السودان او تسوية اوضاعهم القانونية.
وقال رئيس تحرير صحيفة الحزب الصادق الرزيقي إن الاتفاق “تشتم منه رائحة اميركية نتنة ولن يكتب له النجاح ولا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به ولن يكتب له النجاح لأن فيه تفريطاً في حقوقنا”، فيما رأى الكاتب الأبزر المدافع عن الحزب الحاكم اسحق فضل الله أن نص الاتفاق على لقاء يجمع البشير مع نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت في جوبا “سيواجه بغضبة شعبية”.
وحمل في شدة على فريق السودان المفاوض، ودعا إلى “تحويلهم الى مخيم للجيش حتى يلبسوا الزي العسكري ويدفع بهم الى المواجهات العسكرية الجارية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق”.
وكان حزب الطيب مصطفى قاد حملة لفصل جنوب السودان، وطالب بطرد الجنوبيين من الشمال وغزو جوبا عاصمة الدولة الوليدة عسكرياً لإطاحة نظام سلفاكير.