ايطاليا قلقة من تصعيد السودان ودولة الجنوب لازمة النفط
الخرطوم 24 يناير 2012 — عبر السفير الايطالي فى الخرطوم أرماندو باروتشى عن قلق بلاده من تصاعد الأزمة الراهنة بين السودان ودولة الجنوب حول النفط ودعا الخرطوم للتعامل الحكيم مع الوضع الحالي، ونقل اعتراض روما على تصعيد الملف خلال اجتماع أمس مع وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان.
وتعتبر التصريحات الايطالية مؤشرا لمخاوف الوسط الدبلوماسي الغربي في الخرطوم من تصاعد التوتر بين البلدين بسبب النزاع الجاري بين الخرطوم وجوبا و أن يقود تبادل الاتهامات الحالي إلى نزاع مسلح بين البلدين خاصة وان هناك اتهامات وخلافات في مجالات عديدة أخرى.
وأكد السفير رحمة الله محمد عثمان حرص الخرطوم على معالجة المشكلات مع دولة الجنوب على طاولة الحوار الجاد ورهن الوصول إلى تسوية بتوافر الإرادة السياسية لدولة جنوب السودان .
وأبان وكيل وزارة الخارجية بأن المقترح الذي تقدم به السودان لسعر مرور برميل النفط والخدمات الأخرى المصاحبة بشان قضية النفط ،مبنى على حسابات جادة ودعا الطرف الأخر للرد عليه، قاطعا بإمكانية حل كافة القضايا حال توفر الإرادة السياسية لدولة جنوب السودان.
وأعلن السفير باروتشي عقب نهاية الاجتماع عن تخصيص بلاده مبلغ 7 مليون يورو لدعم مشروعات تنموية في المناطق المتأثرة بالحرب في شرق السودان ودارفور خلال العام الحالي.
كما ناشد السفير الايطالي الخرطوم بالعمل على خلق مناخ الثقة بين الحكومة والمنظمات العاملة فى المجال الإنساني واعتبر الإجراءات التى اتخذتها الحكومة السودانية أخيرا بالسماح للمنظمات بتقديم العون للمتضررين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان خطوة في الاتجاه الصحيح.
إلا أنه طالب الحكومة السودانية بالموافقة على دخول والمنظمات الدولية للعمل فى مختلف المناطق في الولايتين بما فيها تلك التي تخضع لسيطرة الحركة الشعبية التي تحارب الجيش السوداني منذ شهر يونيو الماضي.
وأكد المسؤول السوداني ان موجهات عمل المنظمات بولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق خطوة قصد منها تعزيز الثقة بين المنظمات الوطنية والمنظمات الأجنبية العاملة فى المجال الإنساني ، معرباً عن مخاوف الحكومة من استغلال الإغاثة لصالح المتمردين وليس لصالح المحتاجين فى مناطق التمرد.
ويرفض السودان السماح للمنظمات الأجنبية بالعمل في مناطق الحركة الشعبية ويتهم الأخيرة بحجز المدنيين والتذرع باسمهم للحصول على الغذاء لجنودها واتهم السودان كذلك واشنطن بالسعي لتحريض المجتمع الدولي ضد السودان والتحضير لعملية تدخل في السودان تهدف من وراءها إلى دعم التمرد.