Thursday , 25 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

المهدي والترابي يطويان الخلاف ويتفقا على إسقاط النظام

الخرطوم 10 يناير 2012 — أفلحت تحركات مكوكية قادها زعماء بتحالف المعارضة السودانية فى إنهاء الخلافات والتوتر الذي سائد بين زعيمي حزبي الأمة الصادق المهدي وصهره الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي وأعلن الوسطاء عقب اجتماع مشترك للرؤساء عقد في موقع وصف بالمحايد اتفاقهم جميعا على خيار إسقاط النظام الحاكم في الخرطوم.

هالة عبد الحليم وابراهيم الشيخ يتوسطان الترابي والمهدي ومرافقيهما (سودان تربيون)
هالة عبد الحليم وابراهيم الشيخ يتوسطان الترابي والمهدي ومرافقيهما (سودان تربيون)
وقالت رئيسة حركة القوى الجديدة “حق” هالة عبد الحليم التي قادت مبادرة الصلح وجمعت رؤساء التحالف في دار حزبها للصحفيين، ان الزعيمين اتفقا على وقف التراشق والتصعيد وعدت التوتر الذي شاب علاقتهما طبيعيا ومتوقعا في دنيا السياسة وأكدت أن ما يجمع بين الترابي والمهدي أكثر مما يفرقهما منوهة إلى حاجة التحالف المعارض للزعيمين لينطلق بقوة دفع جديدة.

وكان الترابي والمهدي تبادلا اتهامات ملتهبة خلال الأيام الماضية وصعدا مواقفهما المتباينة حيال التعامل مع النظام الحاكم في الخرطوم. وأعلن الترابي سعيه مع القوى الأخرى للإطاحة بحكومة البشير فيما دعا المهدي باللجوء إلى الجهاد المدني كوسيلة أخيرة في حال عدم تجاوب الحكومة مع الأجندة الوطنية التي ىسلمها بيده للرئيس عمر البشير قبل عدة اشهر.

وازداد الخلاف حدة بين الرجلين بعد اتهام جهاز الأمن للترابي بتدبير انقلاب عسكري اتبعه المهدي بتصريح قال فيه انه رفض عرضا من الترابي للمشاركة في انقلاب عسكري ورد عليه الترابي بأنه كاذب ليوضح المهدي صراعا إن عرض الانقلاب قدم إليه من قيادة الجبهة الإسلامية في العام 88 وحينها كان الترابي زعيمها.

وامتنع زعيم حزب الأمة الإدلاء بتصريحات للصحفيين أمس واكتفي بإعلان تأييده لكلمات رئيسة “حق” بينما قال رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ أن المهدي أعلن في الاجتماع تأييده لدعوة إسقاط النظام وشدد على انه لا يعارض القرار لكنه يطالب فقط بالتجهيز والترتيب الجيد للعمل المعارض منبها إلى إن الأمر لا يحتمل التعامل معه باستهانة.

واعتبر إبراهيم الشيخ مصالحة الزعيمين ميلاد للمرحلة الثانية لقوي الإجماع لينطلق بقوة نحو الهدف، كاشفاً عن اجتماع سيعقد في الأيام المقبلة لبحث محاور اعتبرها أساسية لتحقيق هدف التحالف الاسمي المتمثل في إسقاط النظام.

والمعروف ان المهدي يطالب بوضع اطر جديدة لتنظيم العمل المعارض وقيادته وتبنى آفاق واضحة لمرحلة ما بعد إسقاط النظام. واتهم المهدي مؤخرا بأنه يسعى من خلال مثل هذه الاطروحات إلى تولي قيادة العمل المعارض وإزاحة فاروق ابوعيسي الذي لوحظ غيابه عن اجتماع المصالحة الذي استمر لمدة ثلاث ساعات.

ومن جانبه، أعلن الترابي العمل علي تهيئة المناخ وترتيب البدائل للمرحلة المقبلة لافتاً إلي أن كثير من الثوار يسقطون النظام دون دراسة المرحلة التالية. لكنه أشار إلي أن السودان لم يبلغ درجة “الانتقال من نظام كريه” إلي أخر انتقالي وأضاف “كثير من الناس لا يبالون، ويقولون فليسقط منا هذا الشيطان وليكن ما يكن” مؤكداً ان هذا الرأي لا يتوقف علي السودانيين فحسب لكنه حال اغلب الثورات التي وقعت.

وكشف الترابي عن انخراط هيئة تحالف الإجماع في التحضير لاجتماع بين جميع رؤساء الأحزاب مستقبلاً، نافياً وجود خلاف حول آليات عمل الإجماع مؤكداً عدم طرحها أصلا، وتابع “هي مسودات لميثاق أخلاقي بين الناس في مرحلة الانتقال”.

وتوقع الترابي اندلع الثورة “بغتة” عكس ما يظنه البعض من أن زمنها سيطول، وزاد “كل الثوار سألناهم، هل كنتم ترجون أن يسقط فلان. قالوا كلا أبدا، لذلك ما فكرنا أصلا ما وراءه، لأننا لن نعيش ماوراء هذا الطاغية” وسخر الترابي من حال الصحف السودانية التي عجزت عن نشر وثائق حزبه كاملة خشية الإجهاز عليها وإغلاقها بواسطة الأجهزة الأمنية.

Leave a Reply

Your email address will not be published.